رام الله الإخباري
قدمت الإدارة الأميركية مقترحاً لعقد لقاء ثلاثي، أميركي- فلسطيني- إسرائيلي، من أجل تحريك العملية السلمية، واستئناف المفاوضات مجدداً، ولكنه لم يحظ بالترحيب الفلسطيني، خلافاً للتأييد الإسرائيلي لعقده بدون شروط مسبقة
. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن القيادة الفلسطينية "أبلغت الولايات المتحدة بالموقف الفلسطيني الثابت من ضرورة وقف الاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، كاستحقاق لأي لقاء قادم". وأضاف أبو يوسف، لـصحيفة "الغد" الأردنية اليوم الأحد من فلسطين المحتلة، إن الفلسطينيين "يؤكدون ترحيبهم بأية جهود لتحريك العملية السلمية"، مبيناً أن "أيّ لقاء قادم يتطلب استحقاقاً لا بد من تنفيذه، حتى لا يكون مجرد لقاء للعلاقات العامة فقط".
وأوضح بأن "سلطات الاحتلال تمعنّ الرفض لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها، بينما تمضيّ قدماً في تصعيد عدوانها ضدّ الشعب الفلسطيني". ولفت إلى أن "الاهتمام حاليا يتجه نحو عقد المؤتمر الدولي للسلام في فرنسا، قبل نهاية العام الحالي، بينما من المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية الشهر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، للتحضير لعقد المؤتمر الدولي".
وبينّ أن الساحة الفلسطينية "منشغلة راهناً بترتيبات إجراء الانتخابات المحلية، المقرّرة في الثامن من شهر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل". وقال إن ثمة "إجماعا وطنيّا على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها بدون أي تأجيل، مع ضرورة إنجاحها باعتبارها خطوة مهمة لإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية، وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية".
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت، مؤخراً، عدم ممانعتها لعقد لقاء ثلاثي مع الجانبين الأمريكي والفلسطيني، شريطة عدم وضع متطلبات مسبقة من قبل الطرف الفلسطيني. بينما يبديّ الجانب الفلسطيني ترحيبه بجهود تحريك العملية السلمية واستئناف المحادثات مع الجانب الإسرائيلي، وذلك ضمن سياق متطلب وقف الاستيطان والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى في سجون الاحتلال، ما قبل اتفاق "أوسلو"، الذين التزمت الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراحهم في العام 2014، كجزء من مبادرة وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وكان الجانب الفلسطيني أبدى خشيته، وفق الأنباء الفلسطينية على لسان مصدر مسؤول لم تكشف عن اسمه، من أن يكون هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "إجراء لقاء لا هدف له، بإستثناء إلتقاط الصور أو جولة أخرى من المفاوضات العقيمة لإهدار الوقت، وربما لتذويب المبادرة الفرنسية، وليس أكثر من ذلك"، بحسبه.
وكان نتنياهو قد أعلن رفضه للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام، قبيل نهاية العام الحالي، تمهيداً لاستئناف المفاوضات. وبالتزامن، يأتي المقترح الروسي الذي كشف عنه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مؤخراً حول استضافة موسكو لمحادثات سلام مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. إلا أن أبو يوسف أكد أن "الجانب الفلسطيني يرحبّ بالجهود المصرية والروسية لتحريك العملية السلمية، ولكنه لم يتلق، حتى الآن، أي شيء جدّي حول هذا الخصوص".
وكان نتنياهو قد زار موسكو في أوائل حزيران (يونيو) الماضي والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الرابعة في أقل من عام، حيث أعرب الأخير خلال مؤتمر صحفي أنه ناقش مع نتنياهو القضية الفلسطينية، وقال إن بلاده مستعدة للمشاركة بجهود استئناف المفاوضات بين الطرفين، وأنها تدعم "تسوية شاملة وعادلة للصراع".
وكانت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية قد توقفت منذ نيسان (إبريل) عام 2014، بعد أشهر من انطلاقها برعاية أمريكية، في أعقاب مصادقة سلطات الاحتلال على خطط استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، لاسيما بالقدس المحتلة.
وكالات