"تنظيم داعش " خسر 47% من مناطق نفوذه في العراق و 20% في سوريا

561481bfc461887a548b4611

رام الله الإخباري

بعد خسارته جرابلس ومن قبلها منبج بات تنظيم الدولة وكأنه يمرُّ بمرحلة الانكماش، والدفاع عن الوجود، بعد حديث عن قرب معركة الموصل المصيرية؛ فهل بدأ التنظيم حقيقة بالانحسار؟ أم أنها استراتيجيته الجديدة في مواجهة خصومه؟ وهل يمكن القول بنهاية التنظيم؟ وما الضامن أن لا يعود بلَبُوس آخر طالما لم تعالج أسباب وعوامل نشأته وتمدده؟

بعد أكثر من عامين على قيام تحالف إقليمي ودولي لمحاربته وأكثر من 14 ألف ضربة جوية خسر التنظيم ما يعادل 47% من الأراضي التي سيطر عليها في العراق، وحوالي الـ 20% من الأراضي التي كانت تحت سيطرته في سوريا؛ وهذا مؤشر على أن التنظيم يمر بطور الانحسار والتراجع.

وبرأي كثيرين فإن التقدم الميداني ضد التنظيم يجب أن يتوازى مع عمل فكري، ومعالجة جذور وأسباب المشكلة؛ حتى لا تولد في المستقبل تنظيمات أخرى تكون أكثر تطرفاً، وأشدَّ عنفاً وصلابة.

ويرى حمزة المصطفى الباحث في المركز العربي للدراسات وتحليل السياسات أن تراجع التنظيم هو تراجع نهائي، وليس مؤقتاً؛ فهو لم يتمدد منذ نهاية 2015 بعد خسارته عين العرب/ كوباني، وخسر الكثير من المناطق الاستراتيجية في سوريا والعراق، وبحسب المصطفى فإن التنظيم سينتهي من العراق بوصفه ظاهرة عسكرية مع نهاية 2016 بعد عملية الموصل.

وعن أسباب تقلص التنظيم قال المصطفى إن هناك أسباباً عاماً وأسباباً تعود لخصوصية كل منطقة، وأهم هذه الأسباب التضييق على موارده المالية بضرب آبار النفط، والتضييق على موارده البشرية بإغلاق الحدود، واستنزافه في كلا الموردين، لا سيما وأنه يقاتل على جبهات مختلفة في مناطق واسعة، بالإضافة إلى كون التنظيم قوة هجومية يعتمد استراتيجية "القصف بالنسف" وليس قوة دفاعية، ويمكن لأي قوة منظمة أن تنتصر عليه.

ويرى حاتم كريم الفلاحي الخبير العسكري والاستراتيجي أن التنظيم لا يعتد بالبعد الجغرافي، وهو يحاول من خلال تراجعه الحفاظ على العنصر البشري لديه، والحفاظ على التجهيزات، ويدخر هذه القوة في سبيل خوض معركة دابق؛ حيث لديه مبدأ عقدي بأنه سيخوضها مع أعدائه يوماً ما، وستكون الغلبة له فيها.

وقال الفلاحي إن من أهم أسباب انحسار التنظيم هو فقدانه للحاضنة الاجتماعية في مناطق سيطرته في العراق وسوريا، بالإضافة إلى فتح جبهات متعددة مع أطراف متعددة مع قلة العنصر البشري لديه؛ وهذا سبب رئيس في خسارة التنظيم في الفترة السابقة، بالإضافة إلى الضربات الجوية الموجعة التي تعرض لها التنظيم على كل الجبهات.

فيما تحدث د. عمر عاشور أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة أكستر البريطانية أن ظاهرة التنظيم أثارت استغراب الكثير من الباحثين والعوام، وحقيقة قوة التنظيم وأسباب تمدده وصموده في الفترة الأخيرة ترجع بحسب عاشور إلى طريقة إدارته للصراع، وتكتيكاته العسكرية، وتراكمات الخبرات لديه في الحروب النظامية وحروب العصابات.

وأضاف أن محاربة التنظيم تكون على عدة مستويات أهمها إنتاج خطاب مضاد على كافة الصعد الدينية والاجتماعية للخطاب المتشدد الذي يتبناه التنظيم، بتبنيه لفكرة البقاء في السلطة عن طريق السلاح المشرعن بالدين.

 

تلفزيون العربي الجديد