رام الله الإخباري
أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، محادثات مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس 25 أغسطس/آب 2016، تناولت سبل إنهاء الصراع في اليمن واستئناف محادثات السلام بين الجانبين المتحاربين.
وقال مسؤول أميركي كبير قبل بدء المحادثات، إن كيري وصل إلى جدة قادماً من نيجيريا؛ لإجراء مباحثات مع الزعماء السعوديين ودول الخليج العربية الأخرى، وإنه سوف يطلعهم على الاجتماعات التي عقدتها الولايات المتحدة مع روسيا بشأن التعاون العسكري في سوريا.
ودعم دول الخليج مهم لخطة السلام السورية لما تتمتع به من تأثير على جماعات المعارضة السورية. وتدعم روسيا وإيران الرئيس السوري بشار الأسد.
وتأتي المحادثات في الوقت الذي دخلت فيه قوات من المعارضة السورية تدعمها دبابات ومقاتلات وقوات تركية خاصة، واحداً من آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية السورية، في أول توغل تركي كبير -مدعوم من الولايات المتحدة- لأراضي جارتها الجنوبية.
كانت وزارة الخارجية الأميركية قالت في وقت سابق، إن كيري سيجتمع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف يوم الجمعة، في محاولة لإبرام اتفاق بشأن إمكانية التعاون العسكري وتبادل المعلومات المخابراتية في سوريا. وقد يقضي الاتفاق بعدم تحليق الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية، في حين سيقوم الجيشان الروسي والأميركي بتنسيق الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال مسؤولون أميركيون إن المحادثات التي أجراها كيري مع الأمير محمد بن سلمان، والتي بدأت في وقت متأخر واستمرت ثلاث ساعات، انتهت عند الساعة 12:59 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وسيجتمع كيري مع العاهل السعودي الملك سلمان في وقت لاحق اليوم الخميس، ثم ينضم إلى وزراء خارجية السعودية والإمارات العربية المتحدة ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية توبياس الوود لبحث سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهراً في اليمن والذي أودى بحياة 6500 شخص نصفهم من المدنيين.
وتخضع حملة جوية بقيادة السعودية في اليمن دعماً لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ضد المتمردين الحوثيين لتدقيق متزايد لتسببها في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
ورفض مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، الإسهاب بشأن مقترحات كيري.
وأضاف المسؤول "الاجتماع متعدد الأطراف بشأن اليمن يهدف إلى تبادل الأفكار والمبادرات لعودة المناقشات السياسية إلى مسارها ومحاولة التوصل إلى حل سياسي. وسيبحث الاجتماع أيضاً مسألة إدخال المساعدات الإنسانية.
وينسق الجيش الأميركي مع الحملة الجوية بقيادة السعودية في اليمن مما يساعد في ضمان حصول السعودية على الذخائر الموجهة بدقة.
وأرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أيضاً محامين عسكريين أمريكيين للمساعدة في تدريب نظرائهم السعوديين على ضمان شرعية ضربات التحالف.
لكن هناك قلقاً متزايداً في واشنطن من أن الحملة التي تقودها السعودية ربما استهدفت منشآت مدنية.
وتقول منظمات لحقوق الإنسان إن القوات الأميركية ربما تكون مسؤولة أيضاً بموجب قوانين الحرب عن الخسائر في صفوف المدنيين بسبب دعمها للحملة التي تقودها السعودية.
وقال المسؤول الأميركي إن كيري "سيثير مخاوفنا بشأن الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بأهداف مدنية داخل اليمن"، مضيفاً أنه سيحث السعوديين على ضمان أن تتسم الضربات الجوية "بالدقة".
ا ف ب