رام الله الإخباري
استعرض وزير الأمن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان، خلال لقاء مع مراسلين في مكتبه في تل أبيب اليوم، الأربعاء، ما وصفها بأنها 'خطة العُصي، الضربات والجزر' ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان اعتباره أن خطته هذه تهدف إلى تغيير الواقع السياسي والأمني في الضفة الغربية، وأن المبدأ الذي يوجه الخطة هو أن 'من لديه استعداد للتعايش مع إسرائيل سيربح، ومن يؤيد الإرهاب سيخسر. وهكذا، مثلا، ستُمنح امتيازات للبلدات التي لا يخرج منها منفذو عمليات، وبالمقابل ستزداد العقوبات للقرى والحمائل التي يخرج منها مخربون وستُسحب منهم تصاريح العمل. كما ستُسحب امتيازات من قياديين فلسطينيين يؤيدون الإرهاب'.
واعتبر أن هناك 15 قرية وبلدة في الضفة، وتقع في المنطقة C، ولا يخرج منها منفذو عمليات، وستحظى 'بتسهيلات فورية'، مثل توسيع خرائط هيكلية لقرى في وسط الضفة وبلدة قلقيلية، وإقامة 'ممر اقتصادي بين أريحا والأردن' وبناء منطقة صناعية غربي نابلس ومستشفى في بيت ساحور وروضات أطفال وملاعب بوسط الضفة.
وتابع ليبرمان أنه سيتم إنشاء موقع الكتروني إخباري يتوجه إلى السكان الفلسطينيين مباشرة، وسيتم وضع قائمة بأسماء شخصيات، أكاديمية ورجال أعمال، ستجري إسرائيل اتصالات معها 'من أجل تجاوز السلطة الفلسطينية ورئيسها' محمود عباس (أبو مازن).
واعتبر ليبرمان أنه 'بإمكاننا إجراء حوار ليس بواسطة أبو مازن لأنه عقبة ولا يساعد'. وأردف أن 'هذه الخطوة ليست مرتبطة بصراعات الخلافة (خلافة عباس) ولا مصلحة لدينا للتدخل فيها'. لكن تقارير إسرائيلية عديدة نُشرت مؤخرا تحدثت عن رغبة ليبرمان بتنصيب المنشق عن حركة فتح محمد دحلان.
وتطرق ليبرمان إلى جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي، وهاجم في هذا السياق وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، علما أنه يعارض إعادة الجثامين، والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت.
ووصف ليبرمان إعادة جثامين الشهداء بـ'الوضع المضحك والساخر' الذي تعيد فيه وزارة الأمن الداخلي جثامين شهداء القدس المحتلة، بينما وزارة الأمن، بموجب سياسته الجديدة، لا تعيد جثامين الشهداء من الضفة الغربية. وتابع أن 'مندلبليت ليس عقبة أخيرة، فهو لا يزال مستشارا قانونيا وليس محكمة عليا. وإنه لأمر مضحك أن تكون لوزارتين سياستين مختلفتين ولذلك سأطرح الموضوع في اجتماع الكابينيت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية) مرة أخرى. وإذا لم يدافع مندلبليت عن موقفي فإني سأفعل ذلك بنفسي، وإذا قررت المحكمة العليا بخلاف ذلك، فسأحترم ذلك مثلما فعلت في الماضي'.
الجدير بالذكر أنه وزارة الأمن الإسرائيلية أثناء ولاية الوزير السابق، موشيه يعالون، وبالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي، كانت تنتهج سياسة إعادة جثامين الشهداء من الضفة، وتفسر ذلك بمحاولة تهدئة الهبة الشعبية الفلسطينية، التي اندلعت مطلع تشرين الأول الماضي، وأن احتجاز الجثامين تثير حالة من الغضب والاستياء والغليان في صفوف الفلسطينيين. وذكرت تقارير صحفية أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يؤيد هذا الموقف. لكن ليبرمان قال إزاء ذلك أنه 'مسموح الاختلاف مع الشاباك أيضا'.
وادعى ليبرمان، وهو مستوطن، أنه 'قدرنا أن نعيش معا الواحد إلى جانب الآخر. وهذه الخطوات لا تشمل إبعاد عائلات مخربين لأن هذا الأمر غير قابل للتطبيق قانونيا. وميزانية الخطة 400 مليون شاقل ومدتها عامين وهدفها جلب الأمن للسكان (المستوطنين) اليهود والفلسطينيين'.
مندلبليت: ليس هناك ما يمنع إعادة جثامين
رد مندلبليت على ليبرمان، بشأن إعادة جثامين الشهداء إلى عائلاتهم في الضفة الغربية، وقال المستشار القضائي للحكومة في بيان إن "الشرط الأساسي للامتناع عن إعادة الجثث هو أنه مطلوب لاحتياجات أمنية"، مضيفا أنه جرى فحص الموضوع وأنه "تم استعراض آراء كبار المسؤولين في جهاز الأمن، ولم يظهر وجود هذا الشرط الأساسي لوجود احتياجات أمنية".
عرب 48