رام الله الإخباري
لم تكن الصحفية “آمال مرابطي” الجزائرية ترغب في الحديث عنها لو كانت حية تتنفس، ولكن رحيلها هو الذي ترك لكل فلسطيني وفي مساحة للحديث عن تلك الصحفية العربية الجزائرية التي ما زال قلبها ينبض باسم فلسطين وحب فلسطين حتى لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها التي أصيبت بها إثر حادث سير مؤسف في ولاية البليدة قبل عدة أيام.
مرابطي التي نافحت بقلمها وكلماتها عن الفلسطينيين خصوصا الأسرى منهم في سجون الاحتلال، كانت لا تغمض لها عين حتى تكون قد وضعت في ذاكرة قلمها قصة لليوم التالي تفضح فيها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، وكانت تحرص على الحفاظ على خط تواصل مع العديد منهم المحررين والذين لا يزالون يقبعون في زنازين الاحتلال، فكانت بمثابة صوت الأسرى والمنافح عنهم في المحافل الدولية.
حب لفلسطين وأهالها
الصحفي ثامر سباعنة أحد من كتب لهم الحظ التعرف بالصحفية الجزائرية مرابطي كونه صحفيا أسيرا لعدة مرات في سجون الاحتلال يصف اللحظات الأولى لتعرفه بالصحفية مرابطي بالقول: “تعرفت عليها قبل سنوات من خلال صفحات التواصل الاجتماعي عام 2008 وقد كنت وقتها قد خرجت حديثا من سجون الاحتلال وكانت وقتها تعمل مع صحيفة المحور الجزائرية، ومن هنا كانت بداية التعارف، إذ كنا نتعاون في مجال الأخبار والتقارير المتعلقة بالأسرى، بالإضافة إلى أنها كانت تطلب أرقام أسرى محررين للتواصل معهم، بل إنها تواصلت مع أسرى داخل سجون الاحتلال”.
ويضيف سباعنة “في الفترة الاخيرة وبعد الإفراج عني عام 2016 في شهر مارس عاد التواصل بيني وبين الصحفية آمال وأخبرتني وقتها أنها بدأت بكتابة كتاب يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وقضيتهم وطلبت إرسال كل التقارير والموادة الموجوده عندي المتعلقة بالمجال، وبالفعل تم ذلك، وحسب ما أخبرتني به أنها تواصلت مع عدد كبير من الأسرى والناشطين في مجال الإسرى لإتمام الكتاب”.
ويتابع، “من خلال تواصلي الدائم معها لاحظت قوة انتماء آمال لفلسطين والأسرى ولعل رد فعل الناشطين الفلسطينيين على وفاتها أظهر جزءا من أثر هذا الانتماء، وأذكر بداية حديثنا أنني أبديت لها استغرابي من حب الشعب الجزائري لفلسطين خاصه أننا لم نكن نرى هذا الحب والانتماء، وأن عصر الإنترنت هو الذي أظهر لنا هذا، ويومها حزنت على هذا الاعتقاد وأجابتني أن فلسطين وحبها مغروس بالشعب الجزائري وبأنها منذ الصغر تربت على فلسطبن وجرحها، أما عن سبب اهتمامها بالأسرى فلأنها تجد أن هذا الجرح جرح متجدد ومهم جدا ويعاني من تقصير إعلامي، وهي ترى أن قضية الأسرى هي القضية المختزلة والمختبئة في خضم تسارع الأحداث، وتريد أن تساهم في جعلها القضية الأهم في المشهد الإعلامي والسياسي.
النبي صالح
ويكشف سباعنة عن المكانة والحب الخاص الذي كانت مرابطي تكنه لقرية النبي صالح قرب رام الله، حيث تواصلت مع العديد من أهالي القرية وتابعت أخبارهم وعقدت صداقات قوية معهم، وكانت تتمنى الصلاة بالمسجد الأقصى وزيارة قرية النبي صالح.
عملت الراحلة لأكثر من سبع سنوات متواصلة ضمن ملفات خاصة بالأسرى وبالتنسيق والتعاون مع مسؤول ملف الأسرى في سفارة فلسطين بالجزائر والناشطين بمجال الأسرى في فلسطين، وأيضا ضمن ملحق الشعب المقدسي والذي كان يصدر منذ العام 2009 مع اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية وثلاث سنوات ضمن ملحق صوت الأسير والذى كان يصدر أسبوعيا ضمن صفحات جريدة الشعب الجزائرية، ولا ننسى مشروعها الذي لم يكتمل ألا وهو كتاب الأسرى.
آمال مرابطي يمكن اعتبارها نقطة بداية لعمل عربي إعلامي ووعي مخلص من أجل فلسطين والأسرى، وقد تركت أمانة غالية وثقيلة في عنق كل صحفي مخلص منتمي لقضيته، ولابد للجميع من الحفاظ على هذه التركة، واتمنى العمل على الحصول على المادة التي قامت آمال بتجيهزها لكتابها عن الأسرى وضرورة إكمال هذا الكتاب ونشره باسم الراحلة آمال.
شبكة قدس