قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام تجمع لمؤيديه في إسطنبول ضم أكثر من مليون شخص اليوم الأحد إنه سيصادق على عقوبة الإعدام إذا أقرها البرلمان بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع.
وأضاف في خطاب ألقاه في "تجمع الديمقراطية والشهداء" الذي بث على الهواء مباشرة وشوهد على شاشات تلفزيونية عملاقة بمختلف أنحاء البلاد أنه يجب تدمير شبكة الداعية التركي فتح الله غولن في إطار القانون. ويقول أردوغان إن غولن المقيم في الولايات المتحدة هو الذي دبر محاولة الانقلاب.
وتطرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في تركيا "اذا اراد الشعب ذلك".
وقال أردوغان أمام مناصرين كانوا يهتفون "إعدام"، "إذا أراد الشعب عقوبة الإعدام فعلى الأحزاب أن تنصاع لإرادته"، مضيفا أن "غالبية البلدان تطبق عقوبة الإعدام".
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الروسية "تاس" ونشرت اليوم الأحد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه يتوقع أن المحادثات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستفتح "صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ونقلت "تاس" عن أردوغان قوله "ستكون زيارة تاريخية وبداية جديدة. أعتقد أن صفحة جديدة ستفتح في العلاقات الثنائية خلال المحادثات مع صديقي فلاديمير (بوتين). البلدان لديهما الكثير من الأشياء للقيام بها سويا".
ومن المقرر أن يسافر أردوغان إلى روسيا يوم الثلاثاء.
وتظاهر الملايين من الأتراك بمدينة اسطنبول اليوم الأحد استجابة لدعوة أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب واستعراض القوة في مواجهة انتقادات غربية لعمليات تطهير واعتقالات واسعة النطاق.
ويتوج "تجمع الديمقراطية والشهداء" في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة أسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها أنصار أردوغان في ميادين بأنحاء مختلفة من البلاد رافعين أعلام تركيا.
والغالبية العظمى من المحتشدين من أنصار أردوغان وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "أنت نعمة من الله يا أردوغان" و"مرنا أن نموت وسنفعل".
وقال حاجي محمد خليل أوغلو (46 عاما) وهو موظف حكومي سافر من بلدة أوردو على البحر الأسود للمشاركة في الحشد "نحن هنا لنظهر أن هذه الأعلام لن تنكس وأذان الصلاة لن يتوقف وبلدنا لن يقسم."
وأضاف "هذا أمر تجاوز السياسة بمراحل. هذا إما الحرية أو الموت."
وتعهد أردوغان بتخليص تركيا من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي يتهم أردوغان أنصاره في صفوف قوات الأمن والقضاء والجهاز الإداري بتدبير محاولة الاستيلاء على السلطة الشهر الماضي والتخطيط لإسقاط الدولة.
وتعرض عشرات الآلاف للإيقاف عن العمل أو الاعتقال أو الاحتجاز لحين التحقيق في أعقاب محاولة الانقلاب ومن بينهم جنود وأفراد في الشرطة والقضاء وصحفيون وعاملون في المجال الطبي وموظفون مما أثار المخاوف بين حلفاء تركيا الغربيين من أن أردوغان يستغل الأحداث لإحكام قبضته على السلطة.
وكتب على لافتات وزعت على المنازل الليلة الماضية للإعلان عن رحلات مجانية بالحافلات والعبارات وقطارات الأنفاق وصولا إلى مكان التجمع عبارات مثل "النصر للديمقراطية والميادين للشعب" وزين هذا الشعار لافتات علقت على جسور ومبان في أنحاء مختلفة من البلاد.
ودعا أردوغان زعماء المعارضة العلمانية والقومية الذين دعموا الحكومة ونددوا بالانقلاب إلى إلقاء كلمة أمام الحشود في مشهد يأمل أن يصور أمة موحدة تتحدى الانتقادات الغربية.
وكتب كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني معارض تغريدة على موقع تويتر قبل التجمع قال فيها "الطريقة الوحيدة للقضاء على الانقلاب هي إحياء القيم التي تأسست عليها الجمهورية. يجب إعلان هذه القيم التي تشكل وحدتنا بصوت عال في يني قابي."
وصدمت محاولة الانقلاب التي وقعت يوم 15 يوليو/تموز وقتل فيها أكثر من 230 شخصا المجتمع التركي الذي كانت آخر مرة يرى فيها انقلابا عسكريا للاستيلاء على السلطة بالقوة عام 1980.
حتى خصوم أردوغان فضلوا استمراره في السلطة على نجاح الانقلاب الذي كان متوقعا أن يعيد تدخلات الجيش التي شهدتها تركيا في النصف الثاني من القرن العشرين.