وزير الكهرباء العراقي خسائر منظومة الكهرباء بسبب "داعش" تتجاوز 5.9 مليارات دولار

محطة-غازية-1

رام الله الإخباري

كشف وزير الكهرباء العراقي قاسم الفهداوي، أن إجمالي خسائر منظومة الطاقة في أربع محافظات (شمالية وغربية)، وتكاليف إصلاحها مجدداً، بسبب الدمار الناجم عن المعارك التي تخوضها القوات الحكومية مع تنظيم "داعش" الإرهابي، قد يتجاوز 5.9 مليارات دولار خلال عامين.

وقال الفهداوي في مقابلة مع الأناضول، إن "قطاع نقل الطاقة، هو الأكثر تضرراً بسبب العمليات الإرهابية والمعارك"، مضيفاً أن "الخسائر المالية التي تعرضت لها محطات الإنتاج والنقل والتوزيع في محافظات ديالى (شرق)، والموصل، وصلاح الدين (شمال)، والأنبار (غرب)، بلغت أكثر من 3 مليارات دولار".

وعن التكلفة التقديرية الواجب توفرها لإعادة إعمار منظومة الطاقة في المحافظات المذكورة، أوضح الوزير "نحتاج 3.4 تريليون دينار عراقي (2.9 مليار دولار) لإعادة إعمار المنظومة في المحافظات الأربع المتضررة"، مبيناً أن "محافظة الأنبار وحدها تحتاج مليار دولار لإعادة إعمار قطاعات الوزارة الثلاثة (الإنتاج والتوزيع والنقل)".

وتعرضت محطات إنتاج الطاقة وخطوط النقل إلى أضرار كبيرة، بسبب المعارك التي شهدتها محافظتي صلاح الدين والأنبار، بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، على مدى عامين، فيما تواصل القوات حملة عسكرية واسعة لطرد التنظيم من غربي البلاد، وتحديدًا في محافظة الأنبار، كما تواصل الزحف شمالًا نحو الموصل، المعقل الرئيسي لـ"داعش" في العراق. 

وإزاء الأزمة المالية التي يعانيها العراق، ومنها وزارة الكهرباء، لفت الفهداوي إلى أن "الديون المترتبة على الشركات والمؤسسات الحكومية والمواطنين لصالح وزارته، بسبب رفضهم دفع الجبايات للسنوات الماضية، بلغت 2.6 مليار دولار، وهي كافية لدفع رواتب جميع موظفي الوزارة لمدة عامين كاملين".

الوزير العراقي، ذكر أيضاً، أن وزارته تمكنت من دفع 15 مليون دولار مؤخراً، من أصل إجمالي ديونها البالغة 85 مليون دولار، والمستحقة لصالح شركة "كاركي" التركية، مشيراً إلى أن الأخيرة تزوّد العراق بـ 415 ميغاوات عبر بارجات راسية في شط العرب (النهر المكون من التقاء نهري دجلة والفرات جنوبي العراق). 

وأوقفت الشركة (كاركي)، في مايو/آيار الماضي، إمداداتها من الطاقة بسبب تراكم الديون على العراق، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الكهرباء العراقية، أصدرته آنذاك.

ويستورد العراق حاليا ألف "ميغاوات" من إيران عبر أربعة خطوط، هي كرمنشاه (ديالى)، وسربيل زهاب (خانقين)، وعبدان (البصرة)، وكرخة (عمارة)، وتغذى المحافظات الأربعة، عبر خطوط كهرباء الضغط العالي، بينما يستورد 415 ميجاوات ميغاوات من تركيا، بواسطة بارجات لإنتاج الطاقة، راسية قرب مدينة البصرة، جنوب العاصمة بغداد.

ولفت الوزير إلى أن وزارته تخطط لإضافة 2.5 ألف ميغاوات إلى منظومة الطاقة الكهربائية في المدى القريب، بعد بدء تشغيل الخط الناقل للغاز من إيران وصولاً إلى بغداد (لم يذكر توقيتاً).

ويبلغ إنتاج الطاقة في العراق نحو 14 ألف و355 ميغاواط، بحسب تصريح أدلى به محمد فتحي، المتحدث باسم مكتب وزير الكهرباء، في يوليو/تموز المنصرم، للأناضول.

وأوضح الفهداوي أن "90% من خط الغاز الإيراني تم إنجازه، وهو مخصص لنقل 25 مليون متر مكعب من الغاز إلى 3 محطات كهربائية تعمل بالغاز في ديالى وبغداد"، فيما بيّن أن "التأخير الحاصل في إنجاز الخطط، سببه انسحاب الشركة الإيرانية (حكومية تابعة لوزارة الطاقة) بعد تعرضها لهجوم إرهابي (وقع في ديالى العام الماضي وأسفر عن مقتل عدد من العاملين في مد خط الغاز)، وتم مؤخراً الاتفاق معها للعودة واستكمال المشروع".

على صعيد متصل، ذكر الفهداوي أن "عدداً من الملفات الخاصة بعقود وزارة الكهرباء (دون الكشف عن تفاصيلها) أُحيلت إلى القضاء وهيئة النزاهة، وتم وضع عدد من الشركات المنفذة لمشاريع كهربائية في القائمة السوداء، بسبب تلكؤها في عملية التنفيذ (المشاريع)".

وأنفق العراق نحو 40 مليار دولار على مدى 12 عاماً، على ملف الطاقة الكهربائية، وفقاً لتقرير حكومي صدر عام 2013، لكن أغلب المحافظات ما تزال تعاني من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة يومياً.

وتشهد تلك المحافظات احتجاجات واسعة ضد الحكومة، تزداد في فصل الصيف، بسبب تكرار الانقطاعات في شبكة الكهرباء، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، التي تصل في بعض الأيام 50 درجة مئوية، بحسب مراسل الأناضول.

 

الاناضول