خدع حزب الله ثلاثة مسؤولين إسرائيليين رفيعين وجندي مصاب لإجراء مقابلات في برنامج وثائقي حول حرب لبنان الثانية عام 2006. وحارب التنظيم اللبناني اسرائيل لمدة 34 يوما بعد اختطاف جنديين اسرائيليين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وفقا لتقرير لصحيفة “يديعوت “حرونوت” الثلاثاء، قابل مراسل إيطالي كل من وزير الدفاع السابق عمير بيريس، وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وعضو الكنيست ايال بن رؤوفن، قائلا لهم انه سوف يتم بث المقابلات على قناة BBC وقناة تلفزيونية إيطالية.
ولكن، أصر المراسل ميخيلا موني أنه خُدع أيضا، مدعيا أن المنتج الفلسطيني الذي وكله بإجراء المقابلات قال له ان التصوير من أجل قناة الجزيرة وقناة BBC.
وفي يوم السبت، بثت قناة الميادين، التابعة للتنظيم الشيعي، تصوير يعرض لأول مرة لمقاتلي حزب الله يتدربون للهجوم الذي اطلق حرب لبنان الثانية.
الجنرال المتقاعد ايال بن رؤوفن خلال مقابلة على قناة الميادين التابعة لحزب الله (YouTube screenshot)
وقُتل ثلاثة جنود اسرائيليين وتم اختطاف اثنين – الرقيب الأول ايهود غولدفاسر والرقيب الداد ريغيف – خلال المداهمة. وقُتل خمسة جنود اسرائيليين آخرين وقت قصير بعد ذلك خلال محاولة انقاذ إسرائيلية فاشلة.
وكان ذلك جزء من سلسلة حلقات وثائقية في الذكرى العاشرة للحرب. وتعتبر في اسرائيل كجزء من محاولات حزب الله لتحسين صورته في لبنان، حيث يعتبره البعض سبب معاناة البلاد، بسبب كل من حرب عام 2006، ومشاركته الفعالة في الحرب الأهلية السورية دعما للقوات الإيرانية وقوات النظام السوري.
وقال تومر فاينبرغ، جندي سابق في الجيش الإسرائيلي أصيب عام 2006، لصحيفة “يديعوت احرونوت”، أن موني توجه اليه في شهر فبراير.
“في شهر فبراير، قدم ميخيلا موني نفسه كمراسل لوكالة انسا الإيطالية في روما. وطلب اجراء مقابلة معي حول الإختطاف. رفضت العرض عدة مرات وشرحت أن اعادة ذكر الحادث قد يسيئ لحالتي النفسية والجسدية”، قال.
ولكن موني أصر، حسب ما قال فاينبرغ.
“لن يتنازل المراسل الإيطالي ووافقت في نهاية الأمر على اجراء المقابلة. وعندما جاء الى منزلي قال لي أنه يمكث في القدس، وأن أتى لزيارتي بشكل خاص ’لأن الشعب الإيطالي معني جدا بسماع قصتك، ومن المهم أن يسمعوا ظروف الإختطاف’”، قال فاينبرغ.
الجندي السابق الذي اصيب في حرب لبنان الثانية تومر فاينبرغ خلال مقابلة على قناة الميادين التابعة لحزب الله (YouTube screenshot)
وخلال المقابلة التي استمرت ساعة، حثه موني على أن يتصور الى جانب صورة للكمين من عام 2006 حيث تم اختطاف وقتل زملائه، وحيث أصيب. ولكنه رفض ذلك. واصر فاينبرغ ان البرنامج الوثائقي حرف أقواله، وأظهره كأنه تخلى عن زملائه.
“اصدقائي خذلوني لأنه بعد كل ما قلته للمراسل الإيطالي، أظهروا فقط جزء صغير من ذلك يلمح الى انني فررت من المركبة وتخليت عن اصدقائي. فجأة عادت الذكريات من الحادث وبدأت أشعر بالحصر النفسي”، قال فاينبرغ.
مضيفا: “منذ عرض الفيلم لم أذهب للعمل”.
وقال ناطقون بإسم ليفني وبيريس أنه لم يتم اعلامهم أن المقابلة من أجل قناة الميادين أبدا. وظهر رئيس المخابرات العسكرية السابق عاموس يادلين أيضا في البرنامج الوثائقي، ولكنه قال لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه يعتقد أن مخرجي الفيلم استخدموا تصوير سابق له من التلفزيون الإسرائيلي.
عشرات الاف الإسرائيليين يشاركون بمظاهرة عام 2006 في تل ابيب من اجل الجنديين اهود غولدفاسر، الداد ريغيق وجلعاد شاليط (Flash90)
وقال موني للصحيفة أن منتج فلسطيني خدعه لإجراء المقابلات.
“أنا أيضا لم أعلم بأن المقابلات التي تم ارسالي لإجرائها في اسرائيل معدة لحزب الله”، قال المراسل الإيطالي. قال لي [منتج التلفزيون الفلسطيني] أحمد البرغوتي، الذي وظفني في القدس، أنه يجهز المقابلات لبرنامج سيتم عرضه على قناة الجزيرة وقناة BBC. أنا أعمل كثيرا مع هذا المنتج وقبلت المهمة”.
“أنا صحفي مهني ولا يوجد لدي أي علاقة مع الميادين أو حزب الله، ولا يوجد لدي أي نية بالتواصل معهم. تومر فاينبرغ هو شخص لطيف جدا ويقول أنه لا يوجد لديه أي فكرة كيف وصلت المقابلة الى الميادين”، أضاف موني.
“عندما أدركت أن قناة حزب الله بثت المقابلات، فهمت أنه تم استغلالي وبديت كاذبا أمام الذين قابلتهم. أنا قلق من فقدان وظيفتي”، قال.
وتضمن برنامج حزب الله تصوير استطلاع التقطه التنظيم على الحدود بالقرب من بلدة عيتا الشعب اللبنانية، حيث وقع الهجوم. وتم بث اتصالات صوتية عسكرية اسرائيلية في البرنامج، ومن ضمنها تسجيل قصير لصوت ايهود غولدفاسر وقت قصير قبل الهجوم.