حزب الله يدافع عن الأسد ويرجح تقسيم العراق وسوريا

حزب الله_8_0

قالت حزب الله اللبناني إن تقسيم العراق وسوريا نتيجة محتملة للاقتتال الطائفي في أنحاء المنطقة، وإنه لا يوجد احتمال لانتهاء الحرب في سوريا قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إجراؤها في نوفمبر تشرين الثاني.

وفي مقابلة مع رويترز قال الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله إن حلفاء الأسد من إيران وروسيا وحزب الله سيقفون إلى جانب الرئيس السوري حتى النهاية.

وقال قاسم إن إعادة السيطرة الكاملة على حلب، ثاني أكبر المدن السورية، حيث تجري معركة حاسمة حالياً، ليست هدفاً فورياً.

وقال قاسم إن هناك احتمالا أن يحدث تقسيم لسوريا وجارها العراق اللذين يسيطر تنظيم داعش على أراض فيهما.

وأضاف أنه في ضوء ما يجري على الأرض “لا أستبعد أن يكون أحد الطروحات هو إيجاد حالة تقسيمية في هذين البلدين (سوريا والعراق)، لكن هل تنجح أو لا تنجح.. أعتقد أن القوى التى تريد وحدة سوريا وحدة العراق إلى الآن قادرة على أن تمنع فكرة التقسيم، لكن ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل؟ يجب أن نبقى قلقين من احتمال أن تجرّ بعض الدول هاتين الدولتين، أو إحداهما، إلى التقسيم بعناوين مختلفة. هذا القلق قائم، ولكن علينا أن لا نستسلم له”.

وأشار إلى أن الأسد هو حائط الصد الأفضل في وجه التقسيم.

أضاف “ومع الرئيس الاسد يمكن ان يكون الحل منطقيا ومعقولا في إيجاد ضوابط سياسية تأخذ من خلالها المعارضة حصة والنظام حصة، ويكون هناك تنسيق يعيد إنتاج ترتيب الوضع وإنتاج السلطة من جديد في سوريا.. سجّل لديك: لا حل في سوريا من دون الأسد، ومهما حاولت الأطراف المختلفة تستطيع أن تطيل الأزمة، وأن تعقد الحل لكن لا تستطيع أن تنتج حلا من دون الرئيس الأسد”.

وقال قاسم إن “التدخل الروسي أحدث إضافة إيجابية لمشروع صمود الدولة السورية في مواجهة المشروع الأمريكي. وهنا ساهمت العلاقات الإيرانية -الروسية مع سوريا بهذا الإنجاز الميداني لأن الاتجاه الإيراني هو أيضا داعم لبقاء الرئيس الأسد وداعم للحل السياسي فالتقى الروسي مع الإيراني على مشروع واحد يقول بالحل السياسي في سوريا وبقاء الرئيس الأسد وترك الخيار للشعب السوري مستقبلا أن يحدد خياره”.

وقال قاسم إن الحملة العسكرية التي شنتها القوات الحكومية وحلفاؤها على مدى شهور في حلب، التي يسيطر عليها المعارضون، لم تستهدف بشكل كبير استعادة عاصمة سوريا الاقتصادية بقدر ما سعت لفصل المعارضين المسلحين عن إدلب التي تعتبر معقلهم الرئيس في الشمال الغربي وخنق خطوط الإمداد من تركيا.

أَضاف “وبحسب معلومات بأن الخطة الاساسية التي كانت تسعى إليها الدولة السورية مع الحلفاء المختلفين هي قطع الطريق بين المدينة وبين إدلب، أما موضوع تحرير حلب فهو مشروع آخر قد لا يكون مطروحا بشكل سريع، وقد يحصل بفعل التداعيات التي أصابت المسلحين”.

وقال قاسم إن الولايات المتحدة، إحدى القوى الوسيطة التي تعمل على حل الأزمة، منشغلة بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين الثاني، وليست مستعدة للقيام بأي عمل حتى يتولى الرئيس السلطة العام المقبل.

وقال "باتت الإدارة الأمريكية مقتنعة أن فترة ما قبل انتخابات الرئاسة في أمريكا هي فترة الوقت الضائع التي يمكن انتظارها، وبعدها عندما يستلم الرئيس الامريكي الجديد (مهامه) وبعد شهرين من استلامه أي حوالي شباط (فبراير) 2017 تتضح معالم إمكانية الحل أو إطالة الأزمة أكثر. بناء عليه كل ما يطرح الآن من خطوات تتحدث عن حل سياسي هي عبارة عن تمرير للوقت وإبراز وجود حركة".

أضاف "على هذا الأساس الأزمة طويلة إلى شباط 2017 بالحد الأدنى، وبعد ذلك يجب أن نقرأ الظروف الموضوعية في وقتها، وعندها يمكن أن يستشرف الإنسان إمكانية الحل أو تمديد الأزمة".

وقال "في تصورنا ان ما قدمناه في سوريا هو أقل بكثير مما كنا يمكن أن نقدمه لو لم نذهب الى سوريا كنا سنقدمه في بيوتنا وشوارعنا وفي كل لبنان وعلى حساب المقاومة. مع أهمية التضحيات التي قدمت، لكن هي أقل مما كان يمكن أن يكون".

أضاف "نحن منعنا امتداد الأزمة إلى لبنان، وهذا إنجاز كبير، ومنعنا أيضا قدرة التكفيريين على تعطيل جسر المقاومة، وكذلك أسسنا لقدرة على صمود سوريا في الموقع المتقدم في العمل المقاوم. هذه إنجازات كبيرة تستحق كل تضحية".

وقال إن “التحالف الدولي ضد “داعش” ليس جديا، بل هو تحالف كاذب، لأنه لم يحقق أي انجاز ولم يقض على أي مجموعة بشكل متكامل، بينما عندما تدخل الروس من الأيام الأولى أحدث بلبلة طويلة عريضة في صفوف “داعش”. هذا يعني أن الأمريكيين لم يكونوا جديين، وهم ليسوا جديين حتى الآن”.

أضاف “نعم، الالآم الاوروبية كبيرة وستزداد أكثر فأكثر. لن تترك “داعش” فرصة في كل دول العالم من دون استثناء إلا وستقوم بها عندما تستطيع″.