كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مطالبات للجندي الإسرائيلي أليئور أزاريا، قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف، يطالب فيها رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بقتل الفلسطينيين جميعًا
وأفادت، أن الجندي “أزاريا”، الذي يحاكم أمام محكمة عسكرية إسرائيلية بتهم مخففة، “التسبب بالقتل غير المتعمد”، لديه منشورات فيسبوكية وأقوال تعكس مدى عنصرية وفاشية الجندي المذكور وأفراد أسرته، ما أثار غضباً في صفوف “حزب الليكود” الداعم للجندي.
وتبين المنشورات أن الجندي كان شتم خلال الحرب الأخيرة على غزة، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه “مخنث لأنه يقبل بوقف إطلاق النار”، مطالبًا إياه عبر منشور له على “فيسبوك”، في 15 تموز عام 2014، بألا يوقع على اتفاق لوقف إطلاق نار، وأن يعمل من أجل “قتل جميع الفلسطينيين”.
وعقّب والد الجندي على منشور ابنه بالقول، “كل الاحترام، لقد صدق كهانا عندما قال إنه سيأتي جيل يواصل طريقه” بينما وانضمت والدة الجندي القاتل هي الأخرى لتقول “الموت لكل من يحاول المس باليهود، إذا لزم الأمر يجب أيضاً قتل النساء والأطفال”.
وأثار نشر المنشورات غضباً في صفوف أنصار حزب الليكود ونتنياهو، الذي كان تراجع عن استنكاره لجريمة قتل الشريف، واتصل بعائلة الجندي القاتل، وتحدث مع والده، معرباً عن تفهمه “لمحنة عائلة الجندي”، وعاد نتنياهو وكرر الأسبوع الماضي، خلال لقاء مع المراسلين العسكريين، أنه لم يتراجع عن موقفه، وأنه يتوقع أن تحدث “مفاجآت” خلال المحاكمة وأن تتضح تفاصيل جديدة.
إلا أن نشر منشورات الجندي القاتل، وتأييد عائلته له، أثارا غضباً في صفوف الليكود، خاصة وأن الليكود واليمين الإسرائيلي بشكل عام يحتضن الجندي القاتل ويدافع عنه، مدعياً أنه “بطل قومي” وليس مجرماً، داعياً إلى وقف محاكمته ومنحه “وسام شجاعة”.
يذكر أن الجندي القاتل، أقدم في 24 آذار/ مارس الماضي على إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، بعد أن كان مصاباً وملقى على الأرض، إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل جنود الاحتلال مع الشهيد رمزي قصراوي، بدعوى أنهما حاولا تنفيذ عملية طعن.
واستشهد حينها قصراوي على الفور، في حين أن الشريف بقي على قيد الحياة، وبعد 15 دقيقة من عملية إطلاق النار الأولى عليه، وصل الجندي القاتل، وأطلق النار عليه باتجاه الرأس وهو يقول بحسب شهادات جنود في الموقع، “لقد طعن زميلي إنه يستحق الموت”.
الأسبوع الماضي، حاول الجندي القاتل خلال مثوله أمام المحكمة العسكرية في يافا، الادعاء أنه “خشي من أن يكون الشريف يحمل حزاماً ناسفاً، أو يشكل خطراً على حياة الجنود في الموقع”، بالرغم من أنّ الشريط المصور يثبت عكس ذلك، كما اتهم قيادة جيشه بدءاً من قائده الميداني المباشر وصولاً إلى رئيس أركان جيش الاحتلال “بالتخلّي عنه وخيانته”، من أجل تنقية سمعة الجيش وتطهيرها وتحويله إلى “كبش فداء”، حسب ادعائه.
كما كشف خلال إفادته، أن قائده المباشر، وقبل الكشف عن الشريط المصور، كان وعده بأنه سيتم “إبقاء الأمر بيننا”، لكن “قيادة الجيش غدرت به لخوفها من وسائل الإعلام”.
يشار إلى أن شريطاً مصوراً لمركز “بتسيلم” الإسرائيلي لحقوق الإنسان أظهر أن أزاريا أعدم الشريف بدم بارد، بينما تراجعت نيابة الاحتلال العسكرية تحت ضغوط اليمين الإسرائيلي، عن توجيه لائحة اتهام ضد الجندي بتهمة القتل “المتعمد”، وفق إعلانها الأولي، واكتفت في نهاية المطاف بتقديم لائحة اتهام بتهمة القتل “غير المتعمد، وتجاوز الصلاحيات”