أحيت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اليوم السبت، الذكرى 49 لانطلاقتها، بمهرجان مركزي نظمته في مدينة رام الله. وشارك في المهرجان، أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ممثلا عن الرئيس محمود عباس، والأمناء العامون للفصائل وعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من الوزراء وممثلي الاتحادات والنقابات، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، وحشد جماهيري من كوادر وأعضاء الجبهة.
وقال عريقات في كلمة نيابة عن الرئيس عباس: "هناك جرح نازف وهو الانقلاب في قطاع غزة، فكلنا يعرف الضفة والقدس وغزة تحت الاحتلال، احتكامنا لصناديق الاقتراع ومن يفوز يحكم". وأكد عريقات أنه "لا يمكن ولن تكون دولة فلسطينية في قطاع غزة، ولن تكون دولة دون قطاع غزة والقدس الشرقية".
وأضاف، "نحن في منظمة التحرير الفلسطينية نلتزم بالشرعية الدولية ولن نسمح لأحد أن يستخدم عنصر الوقت ليضغط علينا". وتابع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "لنا الحق في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، لنا الحق في ثرواتنا الطبيعية وعودة اللاجئين".
وزاد، "إذا لنبدأ بوحدتنا الوطنية، وانا سعيد جدا بقرار حركتي حماس والجهاد المشاركة في الانتخابات المحلية". وحيا عريقات جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، باعتبارها فصيلا اساسيا من فصائل المنظمة، مستذكرا رفاق الدرب من الشهداء سمير غوشة وبهجت أبو غربية وكل شهداء الجبهة والثورة الفلسطينية، كما وجه التحية للأسرى في سجون الاحتلال.
وفي كلمة فصائل منظمة التحرير قال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف: "إن نصف قرن من العطاء المتواصل للثورة الفلسطينية المعاصرة، مواقف ريادية جسدتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في هذه المسيرة الخالدة في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، محطات هامة نستذكر منها شهداء فصائل العمل الوطني وشهداء الجبهة وفي المقدمة منهم سمير غوشة".
وتابع أبو يوسف، "في هذه الذكرى نجدد التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وحقوق وأهداف شعبنا، ومعاقبة الاحتلال على جرائمه، والدعوة لتفعيل المشاركة الشعبية ضد الاحتلال ومستوطنيه". وفي كلمة لجنة المتابعة للشؤون العربية بأراضي العام 48 قال النائب محمد بركة، "يشرفني أن أقدم لكم تحية من الشعب الفلسطيني في الجليل والنقب والمثلث لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني في ذكرى انطلاقتها 49، وتواصل الدور والعطاء والطريق الذي تؤديه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوطني الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واستكمالا لدور القائد المؤسس سمير غوشة".
وأكد بركة أهمية ضرورة إنهاء الانقسام، واستبدال خطابات المنابر والسعي لتوحيد الجهود وإنهاء الانقسام من خلال حراك شعبي في أجزاء الوطن كافة واستبدال الحراك الجزئي الداخلي. وأشار الى ان تقرير الرباعية يشكل تراجعا في الموقف الدولي، ويدل على المصالح الاقليمية والدولية المتضاربة وتشظي الوضع العربي، نحتاج الى حراك فلسطيني واسع يعيد القضية للصدارة.
وفي كلمة جبهة النضال أكد الأمين العام عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة احمد مجدلاني، أن المكتب السياسي للجبهة واللجنة المركزية يواصلون الجهود للتحضير لعقد المؤتمر العام الـ 12 للجبهة.
ويطرح على أجندته الرئيسية التحول الى حزب اشتراكي ديمقراطي، كما ويعزز الربط الملموس بين استكمال مهام التحرر الوطني، والسياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تلامس وتستجيب لمطالب الفئات الكادحة والفقيرة في المجتمع الفلسطيني، ولتوفر من جهة أخرى مقومات الصمود والبقاء في مواجهات سياسات الاحتلال الرامية الى الاقتلاع والتهجير.
وأضاف: "لقد نجحت مبادراتنا انطلاقا من إيماننا المطلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية، عبر مشاركاتنا في الحكومات الفلسطينية الى طرح وتبني السياسات الاجتماعية من الحد الادنى للأجور، وتعديل قانون الضرائب، وقانون الضمان الاجتماعي، وتشكيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي كإطار دائم لإدارة الحوار الاجتماعي بين مختلف اطراف الانتاج والمجتمع الاهلي والمدني".
وحول الشأن الوطني العام، قال مجدلاني: "لقد اكدنا في ضوء انسداد افق العملية السياسية رفضنا للعودة للمفاوضات الثنائية بالرعاية الاميركية المنفردة والمنحازة للاحتلال، وتمسكنا برعاية دولية متعددة كما هو الحال في معالجة القضايا الاقليمية الاخرى، والدعوة لمؤتمر دولي كامل الصلاحيات".
وأضاف، "انطلاقا من هذا الخيار، كان ترحيبنا بالمبادرة الفرنسية ودعمنا لاجتماع باريس للمجموعة الدولية للسلام، ورغم ان بيان باريس لم يتضمن كافة مطالبنا الا انه وفر الارضية المناسبة للبناء عليها لحشد موقف دولي يتبنى الدعوة لمؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط قبل نهاية العام الجاري".
واستذكر مجدلاني في كلمته الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق لانطلاقة الجبهة، وفي مقدمتهم القائد المؤسس سمير غوشة "فارس القدس"، وكافة الشهداء القادة: بهجت ابو غربية، خليل سفيان ابو الحكم، وفايز حمدان، وشحادة مرزوق والحاج نيقولا ويوسف وراد ونبيل قبلاني وخالد العزة وخالد القاسم وخالد شعبان وممدوح الجبور وجورج حزبون وأبو خالد الشمال"، وكافة المناضلين القدامى وفي مقدمتهم شيخ المناضلين الدكتور صبحي غوشة وإبراهيم الفتياني أبو النايف، وكل مناضلي الجبهة الذين ما زالت بصماتهم مؤثرة في نضال الجبهة، وفي مسيرة نضال شعبنا، مجددا العهد لهم بمواصلة طريق النضال حتى اقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وسبق المهرجان المركزي مسيرة كشفية لفرقة كشافة اتحاد شباب النضال الفلسطيني.