صحيفة : القسام واسرائيل في اطار المرحلة النهائية من صراع العقول وسباق الأنفاق

Palestinian-militants-of-the-Hamas-armed-wing-Ezzeddine-al-Qassam-Brigades-AFP

رام الله الإخباري

 دخلت “إسرائيل” وحماس إلى الجولة الأخيرة الحاسمة من الركض لمسافات طويلة في سباق الأنفاق، إذ يجري الخصمان الآن كتفا لكتف باتجاه خط النهاية، بعد أن ظلت “إسرائيل” متأخرة لسنوات بينما تحفر حماس إلى الأمام، ليكون الزمن هو عامل الحسم الآن، وذلك وفقا لمقال كتبه اليكس فيشمان في صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، اليوم الجمعة.

ويتحدث الكاتب في مقاله عن محاولات دولة الاحتلال الحثيثة لحسم معركة الأنفاق لصالحها، معتبرا أنها وحماس تصرفان المليارات في هذه “الحرب الباردة التي تختفي وراء الهدوء المزيف في حدود القطاع”، وفق تعبيره.

ويقول فيشمان، إن حماس “إسرائيل” تدرك أن “توازن الرعب” لا يكفيها في هذا الصراع، ولذلك فهي تسعى لإنتاج العقبة المرجوة قبل أن تكون حماس مستعدة مع “سلاح يوم القيامة” الخاص بها، والمتمثل في عشرات الأنفاق مع ثغرات داخل الأراضي المحتلة عام 1948، والمستوطنات المحيطة بالقطاع.

ويدعي الكاتب أن حماس استثمرت ما بين 250 مليون إلى 300 مليون شيكل في مشروع الأنفاق، وأنها تخصص 20% من ميزانيتها السنوية للتسلح العسكري، وأن الجزء الاكبر من هذا المبلغ يذهب للانفاق.

ويجدد فيشمان تكرار المزاعم الإسرائيلية بأن حماس تستغل الأموال التي تصلها من الاتحاد الأوروبي ومن جباية الضرائب ومن السلطة الفلسطينية في الأنفاق، مضيفا، أن أغلب المواد التي تستخدمها الحركة في تقوية الأنفاق تأتيها عن طريق 10 إلى 15 نفقا مع مصر، مازالت موجودة في محور فيلادلفيا، أو عن طريق معبر رفح.

ويدعي الكاتب، أن مصر تركت الأنفاق في محور فلادلفيا مفتوحة ولم تدمرها أو تغرقها بالمياه، “لأنها تريد ترويض حماس، وإقناعها بأهمية العودة إلى حضن مصر، وإن لم تفهم ذلك فسيتم استئناف تدمير الأنفاق”، على حد زعمه.

ويواصل مزاعمه قائلا إن جيش الاحتلال اعتقل أكثر من 50 حفارا يعملون في الأنفاق لصالح حماس، وقد قدموا “معلومات هامة” عن أماكن عملهم وكيف حفروا ومتى حفروا، ومن المسؤول عنهم، وكم ربحوا، مضيفا، أن سكان غزة مستعدون لتحمل المعاناة عندما يتعلق الأمر بالأنفاق.

ويقول، إن العدوان الأخير على قطاع غزة أعقبه زيادة في عدد الحفارين، وتزامنا مع ذلك فإن كتائب القسام نشرت 25 كتيبة منها على طول الحدود الفلسطينية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، وبين هذه الكتائب من يختصون في الحفر.

ويضيف، “المغزى أن غزة تحفر الانفاق 24 ساعة في اليوم بواسطة الاشخاص الذين يعملون في نفس الوقت. هذه السرعة القاتلة لم تكن قبل الجرف الصامد، بسبب ضغط الوقت ونوعية المواد التي ليست صالحة، بالضرورة”.

ويرى الكاتب أن حماس تريد من جانبها معرفة إلى أين وصلت “إسرائيل” في موضوع حرب الأنفاق، لكنها ورغم الأحاديث عن تكنولوجيا جديدة وتدمير أنفاق إلا أنها (حماس) لا تعتقد بأن لدى “إسرائيل” حل للأنفاق ومن الأفصل وقف الحفر، بل تتصرف بمنطق أنه إن كان لدى “إسرائيل” أداة لكشف موقع النفق، فيجب أن يتم حفره بأكثر من فتحة وتفرع لتجعل منع الهجوم من الأنفاق صعبا.

ترجمة شبكة قدس