رام الله الإخباري
بعد مرور شهر ونصف على تولي أفيغدور ليبرمان منصب وزير الجيش، كشف صحفي إسرائيلي أن أول أمر أصدره ليبرمان للجيش كان إعداد الخطط لـ"إخضاع حماس بالمعركة القادمة، وإنهاء حكمها في قطاع غزة".
وقال الصحافي الإسرائيلي الشهير "بن كسبيت" في مقال نشره موقع "يسرائيل بوليس" العبري اليوم، إن "ليبرمان استغرب من عدم وجود خطط لإنهاء حكم حماس في القطاع، وطلب بإعداد هكذا خطط".
وأضاف أن نظرية سلفه موشي يعلون كانت تقضي باحتواء أي صدام مع حماس، وكذلك عدم السعي لاحتلال القطاع بشكل كامل، حيث سعى لعزل حماس عن محيطها وإبعاد شبح الحرب القادمة، في حين جاء ليبرمان بعقلية أخرى.
أما فيما يتعلق بالبدائل لحكم حماس في القطاع، والحديث عن سعي ليبرمان لتسليم القطاع للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، فاعتبر "كسبيت" أن ليبرمان يعلم جيدًا بأنه لا يمكنه الاعتماد على دحلان المترف حاليًا في دول الخليج، وليس بحاجة ليغامر ويدخل للمستنقع الغزاوي هذه الأوقات.
من جهة أخرى، يرى الصحفي أن ليبرمان يعتقد أن الوضع في القطاع ناضج لإسقاط حكم حماس، "كما سيكون بإمكان المصريين القيام بدور فعال بالقطاع حال إسقاط حكم حماس، وأن تعرض على الغزيين تغيير سياستها تجاههم، من قبيل فتح معبر رفح، والمساعدة شريطة وضعهم لقيادة "معتدلة" غير قريبة من الإخوان المسلمين، وفق قوله.
وبحسب ليبرمان، "فحماس بمثابة الشر المطلق، وأنه يتوجب القضاء على حكمها، وتفكيك المخزون الصاروخي الذي تمتلكه، وأنه وفي حال عدم القيام بذلك الآن؛ فستجد إسرائيل حزب الله جديد على السياج الجنوبي".
ووفقاً للكاتب، فالجيش يستكمل حاليًا الخطط التنفيذية لإخضاع حماس وإسقاط حكمها في الحرب القادمة.
وتساءل الكاتب "هل سنصل للمواجهة القادمة قريبًا.. هذا سؤال مفتوح، فاستقرار حكومة نتنياهو حاليًا معلق بالتحقيق بخصوص تلقيه للأموال غير المشروعة، وكان يرغب ليبرمان بالحصول على عام بوزارة الجيش ليتمكن من الإيفاء بوعده، ومن غير الواضح هل يمتلك وقتًا كهذا أم لا".
أما فيما يتعلق بالرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ فيعتقد ليبرمان "أنه أنهى دوره التاريخي، ويتوجب عليه الرحيل، ولا يمكن التوصل لاتفاق معه، فمن رفض أن يقول نعم للعرض السخي لأولمرت عام 2008 غير مهيأ ليقول نعم لأي أمر آخر، ولذلك فلا داعي لتضيع الوقت، حسب ليبرمان.
فيما يشخص الأمن الإسرائيلي الكثير من الأسماء المهيأة لقيادة السلطة بعد رحيل عباس، كابن أخ الرئيس الراحل ياسر عرفات "ناصر القدوة" أو مدير المخابرات ماجد فرج.
وليبرمان –حسب بن كسبيت- غير مستعد لقبول السيناريوهات التي يعرضها الجيش عليه قبل أي عملية، لأنه يعتقد بان النتيجة النهائية يجب أن تكون واحدة ووحيدة ألا وهي الحسم، لأنه يعتقد بأنه لا يمكن لـ"إسرائيل" الخروج من العمليات العسكرية دون حسم واضح.
وكان قائد المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي سامي ترجمان توقع في سبتمبر 2015 أن "لا يستمر حكم حركة حماس لقطاع غزة للأبد، مشيرًا إلى أن "الهدوء بالمنطقة الجنوبية بقي رهينة موافقة حماس".
وأضاف ترجمان خلال كلمة بمؤتمر "هرتسليا" أن "حماس لم تتغير ولا يجب الذهاب خلف السراب بأنها ستبدل جلدها، مبيًنا أن هدفها السامي يتمثل بالقضاء على "إسرائيل" والسيطرة على كل المنطقة.
وتابع "حماس بداية هي عدو ويجب عدم السعي خلف السراب والانخداع بالشعارات، هدفها الأسمى لم يتغير وهو القضاء على الوجود اليهودي بالمنطقة والسيطرة على المنطقة، وتتبع في سبيل ذلك سياسة المراحل".
وأشار ترجمان إلى أن وجهة النظر الإسرائيلية تتمثل بتغيير حكم حماس داخل غزة، قائلاً: "لا نرى أن سيطرة حماس على القطاع ستستمر للأبد".
ولفت إلى أن التوجه في جولات القتال السابقة مع الحركة في قطاع غزة كانت مبنية على تدمير قدراتها وإعادتها إلى الوراء ضعيفة ولا تقوى على المواجهة العسكرية.
إلا أن ترجمان الذي أنهى مهام منصبه قبل أشهر استدرك "على الرغم من هذا التوجه خلال المواجهات السابقة فإن ذلك لا يعني بالضرورة انتهاج الكيان لنفس السياسة مستقبلاً"
وحذر حماس مما قال إنه "الانخداع بالمنطق الاستراتيجي لإسرائيل والاعتقاد بترددها في إسقاط حكمها مستقبلاً"، مضيفًا: "هذا الاعتقاد يهدد مشروعها التي بنته داخل غزة".
وشكك ترجمان بقدرة الكيان الإسرائيلي على تحمل أعباء احتلال القطاع وعلى رأسها مشاكله الداخلية كالبطالة والفقر ونسبة النمو السكاني الأعلى عالميًا.
وقال إنه ليس بمقدور الكيان لوحده تحمل أعباء القطاع حال القضاء على حكم حماس، منبها إلى أن القطاع لا يحتمل القسمة على اثنين "فإما يعاد احتلاله بالكامل أو تبقى حماس على سدة الحكم والبديل الثالث هو الفوضى العارمة".
ترجمة وكالة صفا