توغلت آليات النظام السوري في عمق مدينة داريا المحاصرة غربي دمشق، اليوم الإثنين، ووصلت إلى حدود المناطق السكنية، في تقدم هو الأكبر من نوعه منذ حصار قوات بشار الأسد للمدينة أواخر عام 2012.
ويسود تخوف لدى المعارضة السورية من احتمال وقوع مجزرة بحق المدنيين في داريا، الذي يقدر عددهم الآن بأكثر من 8 آلاف شخص، شبيهة بتلك التي وقعت صيف 2012 لدى اقتحامها من قوات النظام، وأسفرت عن 800 قتيل من المدنيين، بحسب مصادر المعارضة.
وأكد تمام أبو الخير المدير الإعلامي للواء شهداء الإسلام، أحد أبرز الفصائل المعارضة في داريا، أن الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري والمدعوم من مليشيات عديدة، كان كبيرًا جدًا انهارت على إثره دفاعات المعارضة، جراء اعتماد القوات المهاجمة على الآليات المدرعة بشكل كبير، في الوقت الذي لا تملك المعارضة مضادات كافية لمواجهتها.
وأوضح أبو الخير، في تصريحات للأناضول، أن قوات النظام السوري حققت تقدمًا واسعًا، ووصلت حدود المباني الآهلة بالسكان، بعد أن سيطرت على المساحات المزروعة في المنطقة الغربية بشكل كامل، والتي كانت خط الدفاع الأخير عن المدينة المحاصرة.
وأشار المسؤول الإعلامي أن النظام ما زال يستقدم مزيدًا من التعزيزات لقواته في داريا، لتحقيق مزيدًا من المكاسب، مستغلًا حالة الهدوء التي تعيشها المناطق الجنوبية في سوريا.
يشار أن مدينة داريا تعرضت لمحاولات الاقتحام من النظام عشرات المرات، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وباءت جميعها بالفشل، كما أن المدينة دمرت بنسبة 80%، ونزح نحو 90% من سكانها، وتم قصفها بأكثر من 6 آلاف برميل متفجر، بحسب ما وثقه مركز داريا الإعلامي التابع للمعارضة.