رام الله الإخباري
دعا التجمع الوطني الديمقراطي، فلسطينيي الداخل وقواهم السياسية الوطنية إلى توحيد الصفوف في التصدي للهجمة الفاشية التي يقودها رئيس حكومة الاحتلال بنيأمين نتنياهو شخصيا ضد عضو الحزب والكنيست حنين زعبي ومحاولة إقصائها من البرلمان للأبد.
وكانت زعبي قد تعرضت لحملة شرسة وكادت أن تتعرض للاعتداء الجسدي خلال تقديمها كلمة حول اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل قالت فيها إن الاتفاق يعني اعتراف الاحتلال بجريمة قتل المتطوعين الأتراك، داعية للاعتذار لها أيضا. وعلى خلفية وصف زعبي جنود الاحتلال بالقتلة بعث رئيس حكومة إسرائيل مذكرة عاجلة للمستشار القضائي للحكومة طالبا السماح بطرد زعبي من الكنيست بموازاة تسريع سن قانون لهذا الغرض.
ومن المتوقع أن يتم البدء بإجراءات تشريع القانون المذكور.وانضمت المعارضة لحملة التهويش ضد زعبي ووقع العشرات من أعضاء الكنيست وثيقة بادر لها النائب إيتان كابل (المعسكر الصهيوني) تدعو لمقاطعة زعبي.
وحتى استكمال قانون إبعاد زعبي من الكنيست تدعو العريضة للخروج الفوري من قاعة البرلمان الإسرائيلي كلما دخلتها زعبي وبدأت تتحدث. ويعلل كابل مبادرته التي تظهر مزاودات اليسار الصهيوني على اليمين دعوته هذه بالإشارة إلى أن أقوال زعبي ضد الدولة وقيمها وجنودها غير محتملة.
وتابع القول «شاهدت ما جرى بالأسبوع الماضي وقد لاحظت خطأ فادحا، فحينما وصلنا إلى حافة العنف داخل البرلمان فقد حولنا زعبي لبطلة وظهرنا نحن بصورة سلبية وهذا ما تريده والحل مقاطعتها ريثما يتم طردها».
وأكدت اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي في اجتماع طارئ له أن أعضاء الكنيست لم يحتملوا سماع كلمة الحق بأن ما حدث على متن سفينة مرمرة هو جريمة قتل متعمد، وبأن إسرائيل تعترف، عمليا، بذلك في الاتفاق مع تركيا.
وأشارت اللجنة المركزية للحزب أنه لدى سماعهم كلمة النائبة زعبي انبرى عدد من أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة إلى الصراخ والشتم بكلمات نابية وبذيئة تعكس الانحطاط، الذي وصلت إليه السياسة الإسرائيلية بيمينها ويسارها.
ووصلت الأمور إلى حد محاولة عدد من النواب اقتحام منصة الكنيست للاعتداء جسديا على النائبة زعبي ومنعهم الحرس من ذلك.
زعبي تمثل التجمع
وأشارت مركزية التجمع إلى أن النائبة حنين زعبي لم تمثل نفسها فحسب حين تحدثت عن جريمة مرمرة وجريمة حصار غزة، بل مثلّت مئة في المئة موقف حزب التجمع، لا بل وسبق أن أعلنت كل الأحزاب المكوّنة للقائمة المشتركة موقفًا مطابقًا، وكذلك فعلت لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني وكافة الأحزاب الوطنية والإسلامية، ممّا يعني أن الانفلات الفاشي والعنصري كان بسبب موقف يتبناه الجميع.
وتابعت «بالتالي فإن القضية ليست قضية حرية تعبير فحسب، بل جوهر الموقف، الذي يدين وبشدة الجرائم التي ترتكبها حكومة إسرائيل، ويجب أن نسميها باسمها: جرائم قتل متعمّد وجرائم حرب. واعتبر التجمع أن ما حدث على متن سفينة مرمرة عام 2010 كان قرصنة وجريمة، مشددا على أن الجريمة الكبرى هي حصار غزة والعدوان المتواصل عليها وعلى أهلها.
واستذكر أن الهدف من انطلاق أسطول الحرية هو المساهمة في كسر الحصار على غزة، وجريمة الحصار ما زالت مستمرة وتتسبب في حالة كارثية لحوالى 1.8 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع صعبة في كل مجالات الحياة من فقر وانقطاع للكهرباء والماء وانعدام حرية التنقل ونقص في المواد الأساسية، ناهيك عن آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وعن هدم آلاف البيوت والمرافق من مدارس ومستشفيات ومصانع وغيرها.
ومقابل تحفظات بعض الأوساط السياسية الفلسطينية في الداخل من اللهجة الصدامية لخطاب حنين زعبي أكد التجمع أنه «يحق لنا نحن أن نغضب على كل هذا وواجب علينا أن نقف مع شعبنا المحاصر في غزة هاشم، وإذا كان موقفنا ونضالنا ضد الاحتلال وضد العدوان يضايق حكومة الاحتلال وبرلمانيها، فإن هذا محفّز لنا لمواصلة مسيرة الكفاح والتحدي .
«واعتبر أن واجب الساعة هو التصدي لحملة التدجين الفاشية الحالية التي تهدف منها المؤسسة الإسرائيلية إلى إعادة تعريف السقف السياسي للنضال الوطني لفلسطينيي الداخل، وإلى إعادة رسم قواعد اللعبة السياسية بينها وبينهم» .
معتدلون ومتطرفون
ولفت إلى أن المطلوب هو مواجهتها بمنطق التحدي وليس بالتراخي وقطف الرأس، وبمنطق أن لا «معتدل أو متطرف «فيما يتعلق بمواقف سياسية تمثل لب إجماع فلسطينيي الداخل ونضالهم الوطنيين. وخلص الحزب في بيانه للتوضيح أن موقف حنين زعبي الواضح والمعبّر عن ضمير الشعب الفلسطيني وعن إجماع وطني وعالمي، قد أثار حفيظة العنصريين وجعلتهم يفقدون صوابهم.
ويؤكد رئيس كتلة التجمع في الكنيست النائب جمال زحالقة أن «خطوة من هذا النوع (إبعاد حنين زعبي أو أي نائب عربي من الكنيست للأبد( ستؤدي لتغيير كل قواعد اللعبة في الكنيست بما في ذلك استقالة جماعية للنواب و» ليذهب الإسرائيليون ليفعلوا ديمقراطية لوحدهم ويحظر علينا أن نعطيهم القيام بها». وردا على سؤال «القدس العربي» أضاف زحالقة «إذا بدأوا يخرجوننا من الكنيست واحدا تلو الآخر فلا بد من رد مجلجل وغير عادي وهذا يعني استقالة جماعية من الكنيست».
البرلمان والميدان
واعتبر زحالقة أن ما قالته زميلته زعبي في الكنيست قبل أيام حول المصالحة مع تركيا يمثّل التجمع مئة في المئة بل يمثل موقف مركبات المشتركة، موضحا أنه لم يجد في خطاب زعبي ما لم يقل في الماضي من قبل زملاء لها داخل المشتركة. ويشير إلى أنه يؤمن بتكامل الميداني والبرلماني ويرى بضرورة تحسين المعادلة بينهما، معتبرا إغلاق الشوارع أحيانا نضالا مدنيا. وشدد على أن الميداني يقوي البرلماني، وأن الجمهور أسقط خطة برافر بالاحتجاج في الشوارع.
و في شأن ملف العرب الدروز دعا زحالقة لتشخيص الواقع بجرأة منبها لحيوية ومحورية قضية الأرض، وتساءل عن أي مساواة يتحدثون طالما سرقوا أراضي بني معروف أيضا.
في المقابل ترفض زميلته عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في القائمة المشتركة عايدة توما – سليمان فكرة الاستقالة وتقول إن النواب العرب ليسوا موظفين تم قبولهم في مناقصة ليستقيلوا بل منتخبون من مجتمعهم ونرفع صوت منتخبينا، عليهم مواصلة أداء مهامهم، داعية لمنع تشريع مثل هذا القانون وإبعاد أحد منا.
وتابعت ردا على سؤال «القدس العربي» إن من عليه أن يغضب ويثور هو الجمهور الفلسطيني في الداخل على مثل هكذا إبعاد، معتبرة أن التطوع منذ الآن لإعلان الخروج من « اللعبة البرلمانية» فهو سابق.
وتابعت: «وجودي بالكنيست ليس وظيفة بل معركة . حتى لو أبعدت عايدة توما أطالب زملائي بانتهاج ما اقترحه هنا فنحن نمثل جمهورا ونحمل أمانة».
صحيفة القدس العربي