يتحول منزل خلود أبو فرحانة بخان يونس جنوب قطاع غزة، لخلية نحل، في العشر الأواخر من رمضان، لتجهيز كميات كبيرة من كعك العيد.

"أبو فرحانة" (34 عامًا) التي تقطن منزلاً حديث البناء، يُبرق بألوانه الزاهية جمالاً، لم يمضي على بنائه سنةً واحدة، بعدما دمره جيش الاحتلال، خلال الحرب على غزة قبل سنتين.

ودفع تردي الحالة الاقتصادية لعائلة خلود إلى إنتاج أنواع تُجيدها من الحلويات الموسمية، عدا عن المُعجنات والأكلات الشعبية التي تطرحها للبيع بمساعدة فريق من بناتها وقريباتها.

ومع قرب حلول عيد الفطر السعيد، تزداد طلبات الكعك من جيران خلود لتزيين موائد ضيافتهم بما صنعته جارتهم، خصوصًا وأنها كانت تبيع القطايف والحلويات وخبر الصاج والمفتول طوال شهر رمضان.

واليوم تعتقد خلود أن ما يُدره انتاجها من تلك الأطعمة والحلويات كفيل بشراء ملابس العيد لأطفالها، خصوصًا وأن زبائنها في ازدياد عن كل شهر.

وكحال بقية سيدات الأعمال المبتدئات؛ كان لا بد لخلود أن تلجأ إلى تسويق وصفاتها عبر الإنترنت لجلب مزيدٍ من الزبائن المحليين الذين يودون تجربة مأكولاتها بعدما اختارت "حلويات ومعجنات الكوفية" عنوانًا لمتجرها الإلكتروني.

وتقول خلود لمراسل وكالة صفا الاخبرية  والتي لا تفارق فرنها المعدني المليء بأواني الكعك النيئ إنها تتمكن في موسم العيد من بيع نحو 50 كلغ، بواقع نحو 20-25 شيكل للكيلو الواحد، معتقدةً أن كعكها يفوق  مثيله ثمنًا بالسوق بسبب جودة منتجها الغني ببهارات الكعك الموسمي.

واليوم، خلود وفريقها يبدون سعداء قبيل حلول العيد، فكمية البيع وطريقة التغليف تجعل منهن فريقًا متكاملاً ينافس ما تنتجه المخابز، ولا يتوقفن عن التقاط الصور للكعك وتسويقها على شبكات التواصل الاجتماعي والرد على طلبات الزبائن الإلكترونيين.

أما حلم خلود حاليًا يتمثل في توسيع معملها الصغير والاستعاضة عنه بمعمل أكبر وبوجود عمال محترفين يمكن أن يزيد من فرص الدخل المادي على أسرتها، عدا عن رغبتها في إدخال أصنافٍ جديدة من الوصفات المحلية التي تلقى استحسان زبائنها.

وتقول: "عشت ظروفًا صعبة بعد تدمير منزلنا، أتمنى ألا تعود تلك الأيام التي اضطرتنا لطلب المساعدة والرضا بأقل القليل، فالآن تبدلت الظروف وأنا وعائلتي راضين تمامًا عن مشروعنا هذا.