اقترفت جرّافات الهدم الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، جريمة هدم لقرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، للمرّة الـ 100 على التّوالي، وذلك بعد أن قدمت إلى القرية صباحًا، لتنفيذ جريمة الهدم التّعسّفيّ، دون الأخذ بعين الاعتبار الأجواء الرّمضانيّة وحرّ المنطقة الصّحراويّة الشّديد.
وقال الّناشط في قرية العراقيب، عزيز الطّوري، إنّ 'السّلطات الإسرائيليّة تركتنا في العراء بعد أن هدمت القرية للمرة الـ100، صباح اليوم، تخيّل أن تتسحّر في الرّابعة في بيتك، ثم بعد ساعات قليلة لن تجد البيت الذي تسحّرت فيه'.
وأضاف الطّوري حول هدم العراقيب للمرة الثانية خلال شهر رمضان، أن 'السّلطات لا تأبه لا برمضان، ولا بمواقيت خاصّة ولا بغيره، فهذه سياسة اقتلاع وتهجير لا لغة لها سوى لغة القوّة والإجرام، والهدف تيئيسنا وترحيلنا من أرضنا'.
يذكر أنّ آليّات إسرائيليّة هدمت قرية العراقيب للمرّة الـ99 على التّوالي بتاريخ 9.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية. وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معزّزة بآليّات الهدم وبالقوّات الخاصّة، وهدمت الآليّات كافّة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، ممّا تسبّب بحالة من الهلع بين الأطفال والنّساء.
واقتحمت القوّات القرية مرّات عديدة، وقامت بتصوير كافّة المنازل، في تمهيد لعمليّات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلاميّة بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسّيّارات التي تقلّها.
تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة لا تعترف بنحو 51 قرية عربيّة في النقب، وتستهدفها بشكل مستمرّ بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمرّ ببناء تجمّعات استيطانيّة لصالح اليهود في النقب.
وتتعرّض قرى النّقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجّة البناء بدون ترخيص.
يشار إلى أنّ قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، قد طالتها يد الهدم من قبل السّلطات الإسرائيليّة، 98 مرّة، منذ عام 2010، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متواصل.