أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الثلاثاء، أن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، يشكل عقاباً جماعياً، مطالبا بمحاسبتها على ذلك.
وقال كي مون في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي عقده في مدرسة الزيتون الإبتدائية في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، عقب جولة قام بها على عدد من المشاريع خلال زيارة قصيرة إلى غزة: "الفلسطينيون في غزة لهم مكانة كبيرة في قلبي، ولقد زرت غزة أربع مرات في العشر سنوات التي عملت بها كأمين عام للأمم المتحدة، لقد قمت شخصيا بمشاهدة آثار الحرب المدمرة وأنا معجب جدا بقدرة الفلسطينيين على مقاومة آثار هذه الحروب، ولقد قاموا بعملية البناء رغم كل الصعاب والعقبات التي واجهتهم في هذه الحروب".
واضاف كي مون "اشكر المانحين، حيث قمت للتو بزيارة المستشفى القطري لإعادة التأهيل هنا في غزة، وأشكر كل المانحين على جهودهم في اعادة اعمار غزة، وتقريباً 90% من المدارس والمستشفيات تم إعادة إعمارها، والكثير من المنازل تم اعمارها ولكن هناك الكثير أيضاً من الذي يجب أن يفعل".
وتساءل كي مون "هل نستطيع بناء الحياة، هل نستطيع اعادة هؤلاء الذين عانوا مرارة هذه الحروب هل نستطيع أن نعالج كل ما كان خلف هذه المرارة من المعاناة، هل نستطيع أن نؤكد وجود المحاسبة وأن يكون هناك محاسبة ضد من قاموا بعمليات في غير العدالة، هل نستطيع أن نخلق فرص عمل وجزء من الحياة حتى يكون استقرار...اجابتي نعم أنا اعرف من تجربتي شخصيا قد رأيت بلدي كوريا وكيف استطاعت ان تنجو وتعيد بناء نفسها من الحرب، أنا أعرف ما الذي يعنيه أن لا يكون بيت لك موجود وانت تعيش خوف في حياتك ومستقبلك، وأنا اعرف ايضا ماذا يمكن للأمم المتحدة أن تفعل لكي تساعد".
وخاطب أهالي القطاع قائلاً:"إن الأمم المتحدة دائماً معكم ونحن نعرف تماما ما هي صعوبات الحياة التي تعيشونها"، مشدداً على أن "حصار غزة يخنق الناس هنا ويدمر اقتصادها ويعيق عمليات اعادة الاعمار، انه عقاب جماعي ويجب ان يكون هناك محاسبة على ذلك".
وأردف كي مون "اليوم وفي زيارتي القصيرة هنا الناس يعيشون في أقل من 12 ساعة من الكهرباء في اليوم، و70% من سكان قطاع غزة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، ونصف شباب غزة الآن ليس لديهم وظائف حتى أفق وجود هذه الوظائف غير موجود، هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأنه يولد الغضب واليأس ويزيد من احتمالات التصعيد في الأعمال العدائية، والذي من شأنه يزيد من معاناة شباب غزة".
وتابع: "يجب أن أتكلم بوضوح وبصراحة عن الصعوبات غير المقبولة، التي يواجهها الناس في قطاع غزة، نتكلم عن الإذلال، عن الاحتلال، عن الحصار والانقسام بين القطاع والضفة الغربية، فلسطين واحدة، وغزة والضفة الغربية يجب ان يتم توحيدهما تحت حكومة فلسطينية ديمقراطية وشرعية واحدة تعتمد على القانون ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، وكل امكانيات التطور في قطاع غزة ستكون محدودة"، لافتاً إلى أن مسؤولية المصالحة الفلسطينية تبقى في يد القادة الفلسطينيين.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن شكره لكل موظفي الأمم المتحدة في قطاع غزة وفي كل فلسطين، قائلاً:"نحن هنا لنساعد الشعب الفلسطيني لكي يحقق طموحاته، وخدمة الفلسطينيين هي خدمة للإنسانية".
وكان كي مون وصل إلى قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون "إيريز" شمال القطاع، صباح اليوم للاطلاع على الأوضاع الإنسانية الصعبة للمواطنين في ضوء الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عشر سنوات.
وقام بزيارة مبنى تابعا للأمم المتحدة ومستشفى الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى مشروع صحي.
ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، برئيس دولة فلسطين، محمود عباس، في مدينة رام الله.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الأخيرة لكي مون إلى فلسطين، حيث شارفت مدة ولايته على النهاية.