يلدريم يكشف تفاصيل التفاهم التركي الإسرائيلي للتطبيع

thumbs_b_c_f704e605d0170d6d105590127337af59

أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم الاثنين تفاصيل التفاهم التركي الإسرائيلي بشأن تطبيع العلاقات بينهما، مؤكدا أن التفاهم سيساهم بشكل كبير في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني عامةً، وقطاع غزة على وجه الخصوص.   

وجاءت تصريحات يلدريم هذه في مؤتمر صحفي عقده في مقر رئاسة الوزراء التركية بالعاصمة أنقرة، سرد فيه فحوى التفاهم، وبنوده.    

وأوضح يلدريم أنّ الطرفان التركي والإسرائيلي اتفقا أمس على نص تفاهم بخصوص تطبيع العلاقات الثنائية بينهما. مشيراً أنّ عملية تطبيع العلاقات ستبدأ عقب التوقيع على نص التفاهم غدا الثلاثاء، من قِبل مستشار الخارجية التركية ونظيره الإسرائيلي، لتبدأ عقب ذلك عمليات المصادقة عليه.  

وأفاد يلدريم أنّ تفعيل السفارات وتعيين سفراء لدى كلا الدولتين، سيتم فور مصادقة الطرفين على التفاهم، مبيناً أنّ البرلمان التركي سيتولى عملية المصادقة، فيما ستقوم الوزارات المعنية بالتفاهم في تل أبيب، بمهمة المصادقة لدى الجانب الإسرائيلي.

وأشار يلدريم أنّ التفاهم التركي الإسرائيلي، يتضمن استكمال مؤسسة الاسكان التركية مشاريعها في غزة، وتسريع إنشاء المنطقة الصناعية في منطقة جنين، إضافة إلى دفع 20 مليون دولار (من قبل إسرائيل) كتعويضات لأقارب ضحايا سفينة "مافي مرمرة "، التي تعرضت للاعتداء من قِبل الجنود الإسرائيليين في عام 2010.

وفي هذا السياق قال يلدريم: "التفاهم الذي تمّ التوصل إليه، يساهم بشكل كبير في رفع الحصار المفروض على فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة، ويتضمن دفع تعويضات لأهالي ضحايا سفينة مافي مرمرة، والأهم من كل هذا فإنّه حقق الشرط الأهم المتمثل في تقديم الحكومة الاسرائيلية اعتذاراً رسمياً لتركيا بسبب اعتدائها على سفينة مافي مرمرة عام 2010". 

ولفت يلدريم إلى وجود جملة من المهام التي تقع على عاتق الحكومتين التركية والإسرائيلية، وأنّ تطبيق بنود التفاهم، وتطبيع العلاقات في المنطقة، يصب في مصلحة الشعبين التركي والإسرائيلي.

وتطرق يلدريم خلال مؤتمره إلى الفترة الزمنية التي استغرقتها محادثات تطبيع العلاقات بين الدولتين قائلاً: "التوصل إلى تفاهم مع اسرائيل استغرق وقتاً طويلاً، وذلك بسبب الصعوبات والعزلة التي واجهها الفلسطينيون القاطنون في غزة، خلال حياتهم اليومية، ومنع اسرائيل وصول المساعدات والدعم الدولي لهم، حيث أجريت محادثات طويلة بين الطرفين، انتهت بالتوصل الى قرار في هذا الصدد. وستنطلق يوم الجمعة المقبل أول سفينة إلى ميناء إشدود الإسرائيلي وعلى متنها أكثر من 10 آلاف طن من المساعدات الإنسانية".

ورداً على سؤال حول المجالات التي ستبدأ بها البلدين في تطبيع علاقاتهما، أوضح يلدريم أنّ تطبيع العلاقات تشمل كافة المجالات، وأنّ العلاقات الاقتصادية والتعاون حول المسائل المتعلق بالمنطقة، تندرج ضمن أولويات الطرفين.

وفيما يتعلق بمكاتب حركة حماس في تركيا، قال يلدريم: "من الطبيعي وجود آليات ومكاتب دبلوماسية فلسطينية في تركيا تشرف على سير العلاقات بين البلدين،".

وعلّق يلدريم على الجهات التي تعتبر التفاهم التركي الاسرائيلي، بمثابة اعتراف أنقرة، ولو بشكل جزئي للحصار المفروض على غزة، حيث قال في هذا السياق: "لا أوافق على هذا الرأي، فالناس في غزة يصارعون الموت، ويعانون كثيراً في حياتهم اليومية، وإنّ أنقرة تقوم بمهمة إنسانية وتساهم في انفتاح أهل غزة على العالم الخارجي".

وعن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي نوّه مؤخراً باستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة من جهة البحر، قال يلدريم إنّ بنود التفاهم واضحة وأنّ على الجميع أن ينظر إلى التفاهم على أنه وسيلة لإيصال المساعدات الإنسانية وتأمين احتياجات الفلسطينيين، بصرف النظر عن الأقوال الصادرة بين الفينة والأخرى.

وحول الادعاءات التي تقول بأنّ التفاهم يتضمن تعهدات قدمتها أنقرة إلى تل أبيب، بخصوص ضمان عدم استهداف حركة حماس للأراضي الاسرائيلية، قال يلدريم: "نحن لم نوقّع على اتفاقية وقف إطلاق النار، نحن توصلنا إلى تفاهم لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، فالتفاهم لا يتضمن أي بند من شأنه إثارة فتيل الحرب، أو إيقافه، أو أية مادة لا صلة لها بموضوعنا".