رام الله الإخباري
اكتشف العلماء مؤخرًا أمرًا مثيرًا للدهشة؛ فكوكبنا الأرض يتبعه قمر ثانٍ صغير جدًا منذ قرابة القرن من الزمان. ووفقًا للعلماء فإن هناك كويكب صخري صغير، يدور حولنا منذ عشرات السنوات، ومن المتوقع أن يستمر في دورانه هذا لمدة قرون أخرى قادمة.
وبالرغم من أن هذه الصخرة بعيدة عن كوكب الأرض، لدرجة تجعل من الصعب اعتبارها قمرًا حقيقيًا جديدًا، إلا أنّ «وكالة الفضاء الأمريكية» (ناسا) تقول إن الكويكب الصغير مستقر بما فيه الكفاية في مداره حول الأرض، لدرجة تجعلنا نعتبره رفيقًا قريبًا لكوكب الأرض (near-earth companion)، أو شبيهًا بالأقمار الصناعية (quasi-satellite).
ماذا نعرف عن هذا القمر الصغير؟
يطلق على هذا الكويكب اسم «HO32016» – أخذ اسمه من السنة التي اكتشف فيها – كما أنه يدور حول الشمس، ولكن يبقى أيضًا كقرين دائم الصحبة للأرض. شاهد هذا الفيديو الذي يبين مدار الكويكب.
وقال «بول تشوداس»، مدير مركز ناسا لدراسات الأجسام القريبة من الأرض (NEO)، التابع لمختبر الدفع النفاث، إنه منذ أخذ كويكب (HO32016) في الدوران في حلقات حول كوكبنا، لم يغامر بالابتعاد، فهو والأرض يظلان يدوران معًا حول الشمس. وأضاف أنه بسبب هذه الصحبة القريبة بين الكويكب وبين الأرض، فقد أطلق عليه العلماء في ناسا اسم «شبيه الأقمار الصناعية».
تشوداس أشار إلى وجود إحدى الكويكبات الأخرى، اسمه «YN1072003»، والذي كان يملك نمطًا مداريًا مماثلًا لفترة من الوقت، قبل أكثر من 10 أعوام، لكنه غادر محيط كوكب الأرض منذ ذلك الحين. وأضاف «هذا الكويكب الجديد أصبح مقفولًا ومرتبطًا بكوكب الأرض بصورة شبه كاملة. وتشير حساباتنا أن (HO32016) هو شبيه بالأقمارالصناعية، والذي لم يزل مستقرًا في مداره حول الأرض منذ قرابة قرن تقريبًا».وذكر أيضًا أنه من المتوقع، أن يستمر في اتباع هذا النمط كمصاحب لكوكب الأرض لقرون أخرى قادمة.
ويقضي الكويكب نحو نصف السنة أقرب إلى الشمس من كوكب الأرض؛ إذ يمر أمام الأرض. كما يقضي النصف الثاني من العام في الناحية البعيدة عن الشمس لتصبح الأرض هي الأقرب. وتصف ناسا مداره بأنه أشبه بلعبة ضفدع قافز مع الأرض، وذلك على الرغم من أن الأمر أكثر تعقيدًا بقليل، لأن الكويكب يتحرك أيضًا صعودًا وهبوطًا في مداره.
وتميل حلقات الكويكب في مداره حول الأرض للانجراف قليلًا إلى الأمام أو الخلف من سنة إلى أخرى، ولكن عندما تنجرف بعيدًا جدًا إلى الأمام أو الخلف، فإن جاذبية الأرض تكون قوية بما يكفي لعكس ذلك التيار الراغب في إبعاد الكويكب عن الأرض. جاذبية الأرض تعمل على الإمساك بالكويكب جيدًا، بحيث لا يتجول بعيدًا لمسافة تقدر بحوالي 100 مرة المسافة بين الأرض والقمر. وقال «تشوداس» «نفس هذا التأثير يمنع أيضًا الكويكب من أن يقترب أكثر بكثير من حوالي 38 ضعف المسافة بين الأرض والقمر. في الواقع، اكتشف هذا الكويكب الصغير في حالة من الرقص مع كوكب الأرض».
وقد رصد القمر المصغر لأول مرة في نهاية شهر أبريل (نيسان) من قبل أحد التليسكوبات، ومقره في جزيرة هاواي الأمريكية. وقالت ناسا إنه لم يتم ـ حتى الآن ـ تأكيد حجمه، لكنه على الأرجح بين 40 مترا و 100 متر في القطر.
كويكبات تترصد بالأرض
وبعيدًا عن هذا الكويكب الرفيق والمسالم، فهناك الكثير من الكويكبات التي تترصد بكوكب الأرض، وتهدده بالدمار. هناك آلاف الكويكبات والنيازك التي تسبح بالقرب من سطح الأرض بشكل نسبي. والعلماء يقدرون وجود قرابة 10 آلاف كويكب تحوم حول الأرض وقد تكون خطيرة على الكوكب، وكل ما عليه من حياة وبخاصة البشر.
من أجل هذه الكويكبات، تقوم وكالة الفضاء الأوروبية،ببناء نظام إنذار مبكر في منطقة «فراسكاتي» الإيطالية. هذا النظام سيستقبل البيانات والمعلومات من عدد من التليسكوبات في بعض أنحاء القارة الأوروبية، مثل جزيرة «تينيريفي» الإسبانية بالمحيط الأطلنطي. نظام الإنذار المبكر هذا تكمن أهميته في أن بعض الكويكبات الموجود حول الأرض تملك قوة تدميرية هائلة إذا ما اصطدم الكويكب بسطح الأرض.
وفي يوم 15 فبراير (شباط) 2013، ضرب نيزك سطح الأرض بالقرب من منطقة «تشيليابنسك» الروسية، وقد بلغت القوة التدميرية لهذا النيزك ما يوازي القوة التدميرية لـ100 إلى 1000 كيلو طن من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار. وقد تسبب الانفجار الناتج في إصابة حوالي 1500 شخص. هذا النيزك بلغ قطره 20 مترًا فقط، قبل أن يحترق في الغلاف الجوي للأرض، وعند اصطدامه بالأرض لم يتبق منه سوى صخرة صغيرة وزنها كيلوغرام واحد، هي التي تسببت في هذه القوة التدميرية الهائلة، ونجمت عنها فجوة واسعة بعمق ستة أمتار في الجليد.
يذكر أنه في نفس اليوم الذي ضرب في هذا النيزك كوكب الأرض، كان هناك كويكب أكثر ضخامة يسمى «2012 دي أيه 14»، يزن حوالي 130 ألف طن، مر على بعد 27 ألف كيلومتر فقط من الأرض.
ولمعرفة مدى قرب هذه المسافة فإن هذا الكويكب في أقرب نقطة له من الأرض، كان أقرب من بعض الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض. ويتوقع العلماء أن تقترب بعض الكويكبات والمذنبات من كوكب الأرض خلال العام القادم، لذلك فالعلماء يعملون على مراقبتها بدقة خشية تسببها في ضرر مباشر للأرض والبشر. من بين هذه الكويكبات، هناك الكويكب المسمى«AD 1950» الذي تتوقع ناسا أن يضرب الأرض عام 2880.
لكن قبل هذا الكويكب، هناك كويكبان آخران تتابعهما وكالة ناسا، من المحتمل أن يضربا الأرض خلال عامي 2175 و2185. من بين هذين الكويكبين، فإن الكويكب المسمى«FD 2009»من المتوقع أن يمر بجوار الأرض، على بعد نصف كيلومتر فقط. لكن هذا الكويكب إذا ما تمكن من الاصطدام بأحد المحيطات، فإنه سيتسبب في موجات تسونامي عارمة، وإذا ما سقط في منطقة مأهولة بالسكان فإنه من الممكن أن يمحو مدنًا بأكملها بكل من فيها، وقد يصل إلى أن يدمر قارة بأكملها.
وكالة ناسا في المعتاد تقوم بتصنيف الكويكبات طبقًا لاحتمالية اصطدامها بالأرض بنسبة واحد من كل بضعة ملايين أو بضعة مليارات. لكن بالنسبة لهذا الكويكب الذي تم اكتشافه منذ ستة أعوام فقط، فقد أعطته الوكالة نسبة واحد من 345، بأن يصطدم بالأرض خلال الفترة بين عامي 2185 و2196. وما يجعل احتمالية اصطدام هذا الكويكب مرتفعة، هو احتمال اصطدامه بخمسة مواضع مختلفة في الأرض، خلال عبوره.
وكالات