رئيس الموساد السابق : لن ننتصر على الفلسطينين بقوة السلاح

22qpt962

رام الله الإخباري

 يؤكد رئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» الأسبق داني ياتوم استحالة حسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة والعقوبات فقط ودون تسوية سياسية. ويكشف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من طلب اغتيال خالد مشعل عام 1997 في الأردن.

ومن بيته في بلدة كوخاف يائير ينظر ياتوم على ما تشهده البلاد بقلق ويعبر عن مخاوفه وأفكاره في كتاب جديد عنوان «متاهة القوة». ويدعو ياتوم (71، عاما) في كتابه إسرائيل للسعي من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف التوصل إلى تسوية معهم تشمل نقل الكتل الاستيطانية الكبرى الخمس للسيادة الإسرائيلية وتبادل الأراضي بمساحة 10-05% تحوّل مساحة مساوية لها للدولة الفلسطينية. 

ويوجه انتقادات قاسية لحرب صيف 2014 على قطاع غزز واستمرار الحرب لمدة طويلة تجاوزت سبعة أسابيع مما أوقع إصابات كثيرة في الجيش الإسرائيلي. وحمل على الحكومة بشدة لأنها لم تعالج موضوع الأنفاق التي فاجأت بها حركة المقاومة الإسلامية «حماس» داعيا لاستخلاص الدروس.

ياتوم الذي عاد لجامعة تل أبيب لدراسة تاريخ الشرق الأوسط بعدما أنهى دراسة الاقتصاد والرياضيات فيها قبل خمسة عقود ينتقد ما يصفه بـ «التوحش» في الشارع الإسرائيلي الذي يشهد كراهية عمياء للعرب تدفع لتأييد إطلاق النار على منفذي عمليات دون تبرير.ويتوقف، الذي عمل سكرتيرا عسكريا لدى ثلاثة رؤساء حكومات إسرائيليين في كتابه، عند العلاقات الخاصة «الأبوية» بين رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين وبين الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون. 

ويقول إنهما تبادلا التقدير الكبير. كما يشير لعلاقات رابين الخاصة مع العاهل الأردني الراحل الملك حسين ويقول إن بدايتها سيئة. ويستذكر أن الملك حسين رفض عام 1975 مقترحا من رابين شمل أيضا بناء ميناء في غزة وامتيازات أخرى مقابل تسوية سلام لكن الملك حسين أصر على الانسحاب الإسرائيلي من غور الأردن. ويتابع القول

«من هذا الرفض نمت صداقة خاصة عندما فهم رابين أن الحسين رجل مستقيم يحترم كلمته». ويشير إلى أن رابين والحسين قاما خلال ليلة واحدة بتسوية جميع المشاكل العالقة بين طواقم المفاوضات بين الأردن وإسرائيل. ويقر بالادعاء الأردني حتى اليوم بأن الأردن لم تجن ثمارا من اتفاق وادي عرابة من 1994. ويقول إن الاتفاق هو بين حكومات لا بين شعبين وهذا يقتضي «التصليح» كي تكون ثمار السلام لعامة الأردنيين لا للنخب فحسب. 

ويقول ياتوم إنه التقى كثيرا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأنه بخلاف سابقه الرئيس ياسر عرفات «لا يريد إرهابا» لأنه يدرك أن هذا يضر بالفلسطينيين أكثر مما يضر بإسرائيل.

ويتهم ياتوم الوفد الفلسطيني برئاسة عرفات بإفشال قمة كامب ديفيد الثانية عام 2000 لأنه رفض التنازل أو التحرك ميليمتر واحد عن مواقفه.وفي كتابه السابق «شريك سر» اعترف ياتوم بأن رئيس حكومة إسرائيل الأسبق إيهود باراك كان قد أفشل مفاوضات التسوية مع سوريا برعاية أمريكية في نهاية تسعينيات القرن الماضي.

هذا المرة وفي كتابه الجديد يحاول يتوم تبرير موافقته وقتها للانسحاب من الجولان بالقول إن أحدا لا يستطيع التنبؤ. ولكن لا بد أن يبدي الإنسان ارتياحه من عدم تحقق السلام مع حافظ الأسد لأن ذلك حال دون وجدود تنظيم الدولة (داعش) على أعتاب طبريا والجليل.

ويتهم ياتوم إسرائيل بخيانة جيش لبنان الجنوبي ممن استغلتهم وألقت بهم بسلة القمامة. وكان ياتوم، الذي ترأس الموساد وعمل في الأجهزة الأمنية 33 عاما، قد اضطر إلى أن يقدم استقالته بعد فشل محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في عمان عام 1997.

وعن ذلك يقول «لم تترك العملية الفاشلة جروحا، معللا ذلك بالقول إن من يعمل يخطأ. ويكشف ياتوم بكتابه الجديد إن رئيس الحكومة وقتها نتنياهو هو من طلب من الموساد تصفية مشعل، لكنه سارع إلى التنصل منها ولم يقدم دعما لياتوم بعد فشل العملية مما تسبب له بـاستقالته وبـ «خيبة أمل».

وردا على سؤال عما إذا كان يؤمن بأن نتنياهو يحقق السلام قال ياتوم «أتمنى ذلك بعدما يفهم أخيرا كم هو خطير الوضع الراهن الذي من شأنه أن يجهز على إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية». ويشير إلى أن نتنياهو متأثر بتربيته في بيت يميني متشدد وأن هدفه الأسمى هو البقاء في السلطة.

صحيفة القدس العربي