رام الله الإخباري
اجمع محللون سياسيون أن عملية تل أبيب استطاعت أن تفاجأ المنظومة الامنية الإسرائيلية بنوعيتها وقوتها، وأنها تمكنت من إحداث ثقب كبير وأعطت شرارة جديدة لإنتفاضة القدس.
وقتل 4 إسرائيليين الليلة الماضية، وأصيب 6 آخرين بجروح وصفت ما بين المتوسطة والخطيرة، في عملية إطلاق نار مزدوجة وقعت قرب مقر وزارة الحرب وسط تل "أبيب"/يافا.
وذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، أن مسلحين اثنين فتحا النار باتجاه مجموعة من الإسرائيليين بمنطقة "السارونة" التجارية بتل أبيب، فقتل 4 إسرائيليين وأصيب 6 آخرين، وفق آخر إحصائية.
الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية د. مأمون أبو عامر أكد ان عملية تل أبيب "تطور نوعي على عمل المقاومة في الضفة الغربية خاصة وأنها ثالث عملية اطلاق نار في الأيام الأخيرة".
وتوقع أبو عامر على حسابه في موقع "فيس بوك" أنه في حال استمرت العمليات على هذه الوتيرة من عملية تل أبيب فسيكون لها تأثيراً مهما على الوضع في الضفة !
وكتب ابو عامر أن "مستوى الجرأة التي نفذت فيها عملية تل أبيب تكشف عن عمق الغضب المحتقن في نفوس الشبان في الضفة من استمرار الاحتلال وممارساته الهمجية ويؤكد ذلك ردات الفعل الشعبية على العملية !، مشدداً على أن عملية تل تأبيب اختبار صعب لليبرمان أمام تعهداته التي قطعها سابقا، فكيف سيجتاز هذا الاختبار ؟!
المحلل السياسي إبراهيم المدهون اتفق مع سابقه في أن عملية تل ابيب مفاجئة للاحتلال، وان المنفذين أعدا لها بذكاء واختارا المكان والزمان بدقة، ووصلوا للهدف رغم العقبات والمعيقات الامنية، وتم التنفيذ بشكل هادئ وخاطف ومفاجئ.
وأوضح ان الاحتلال اعترف انه لم يكن يتوقعها ولم يحصل على إشارات مسبقة او معلومات عنها مما تعتبر ضربة لمنظومة الأمن الإسرائيلي، ، مشيراً أنها نموذجا يمكن تكراره والبناء عليه.
وشدد على ان العملية نوعا جديدا من العمليات ذات الطابع المعقد والذي استفاد من الخبرات السابقة ودرس العقلية الامنية الاسرائيلية واستطاع تجاوزها.
بدوره، اكد الخبير في الشأن الإسرائيلي يوسف فادي ان عملية تل ابيب نوعية بإمتياز خاصة أنها تأتي بعد ركود العمليات النوعية، لا سيما وان المنفذين أستخدما فيها الرصاص الحي؛ بدلاً من العمليات التقليدية كالطعن والدهس، مشيراً إلى انها نقطة تحول في انتفاضة القدس.
وتوقع الخبير فادي أن تلجأ قوات الاحتلال إلى تشديد الإجراءات على جدار الفصل العنصري لمنع تسلل الفلسطينيين من الضفة المحتلة إلى المدن المحتلة عام 1948، مع التشديد على المصلين الذين ينوون الصلاة في الأقصى، والتدقيق على تصاريح العمال الفلسطينيين.
وأكد أن قوات الجيش ستشرع بإقامة حواجز طيارة وتفتيش المركبات، وتعقب العمال الفلسطينيين القادمين من الضفة المحتلة.
وقلل من قيمة تصريحات وزير الحرب الجديد أفيغدور ليبرمان، قائلاً "من يحكم سياسة إسرائيل هو الشاباك والجيش وسيلتزم ليبرمان بأوامرهما، لاسيما أن نتنياهو لا يرغب في التصعيد".
واستبعد الخبير فادي أن يشهد قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد مع قوات الاحتلال، لاسيما أن المنفذين أنطقا من الضفة المحتلة ولا علاقة لغزة بالعملية من ناحية الإعداد والتنفيذ.
وفي اول ردها على العملية، جمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس، تصاريح 83 الف فلسطيني منحت لهم لدخول القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 لمناسبة حلول شهر رمضان.
وقالت الادارة المدنية الإسرائيلية في بيان لها، إنه تم تجميد كافة التصاريح التي منحت لمناسبة شهر رمضان، خاصة التصاريح المخصصة لزيارات الفلسطينيين من الضفة الغربية. وتم تجميد 83 الف تصريح.
وأضافت الادارة المدنية انه "بموجب هذا الاجراء، سيتم ايضا تجميد تصاريح دخول لمئات من سكان قطاع غزة الذين حصلوا على تصاريح دخول لزيارة الاقارب والصلاة في القدس خلال شهر رمضان".
كما جمدت تصاريح دخول لـ204 شخصا من اقارب احد المهاجمين.
فلسطين اليوم