رام الله الإخباري
رمضان شهر للطّاعة عظيم، وبالأجر وفير، شهر تكثر فيه العبادات ويتقرّب فيه العباد إلى الله بأنواع الطّاعات...فأهلاً ومرحبًا بالضّيف الكريم الّذي سرعان ما يمضي، وقد مَنَحَ الله هذا الشهر العظيم مزايا عديدة، ففيه تتضاعف الأجور وتصفّد مردة الشّياطين وتفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النّيران، فهو شهر خير وبركات... يحسن بنا أن نستعد لاستقباله خير استقبال.
فما أسعد من استفاد من رمضان من أوّل يوم ومن أوّل لحظة، فينبغي للمسلم أن لا يفرّط في مواسم الطّاعات، وأن يكون من السّباقين إليها ومن المتنافسين فيها، قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
وللأسف كثير من المسلمين يأتي ويذهب رمضان ولا يستغلونه الاستغلال الأمثل وكما يجب، غير أن الله سخر لأمتنا علماء مشهودٍ لهم ليُذكروا الناس بالله ويسهلوا على الناس عباداتهم،
الخطوة الأولى على الطريقة المثلى لإستقبال واستغلال شهر رمضان، تكون بالتوبة الصَّادقة من جميع الذّنوب والخطايا والآثام والسيِّئات، والإقلاع عن الآفات النتنة ولصوص الشهر التي من بينها الكذب، لا يعقل أن يكون الواحد منا صائم قائم ويكذب ورسولنا الكريم يقول: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ , وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا السَّهَرُ".
وحول الجدول الصحي – الإيماني لقضاء يوم رمضاني مثالي، اليوم الرمضاني المثالي يبدأ من السحور ناصحاً أن تحتوي وجبته على الكثير من العناصر الغذائية التي تعين الصائم على صومه المعدنية كالماغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والسيلينيوم والتي تكون غالباً تكون في الفواكه والمجففات كالتين والقطين والموز المربيات والمشمش والجبن البطاطا المسلوقة، وضرورة شرب الماء والشاي لمنع العطش في نهار رمضان.
الالتزام بصلاة النوافل والتهجد قبل السحور، تلك اللحظات من أروع الأوقات لأسبابٍ عدة أبرزها الهدوء والسكنية بعيداً عن ضوضاء النهار، بعد ذلك يتوجه الصائم لصلاة الفجر في المسجد للتحصل على فضل الجماعة، وان يحرص على قراءة ورد من القرآن الكريم.
بعد الانتهاء من صلاة الفجر جماعة في المسجد يمكث الصائم في مصلاه يذكر الله ويصلي ركعتين أو أربع ركعات حتى شروق الشمس، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَلَّى الفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ يَذُكُرَ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلَهُ أَجْرُ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّتَيْنِ تَامَّتَيْنِ تَامَّتَيْنِ» أخرجه الترمذي.
بعد شروق الشمس يتوجه العامل إلى عامله والموظف إلى وظيفته ويحرص أن لا يكثر الجدل واللغط، وان يتجنب الجلوس المباشر تحت أشعة الشمس حتى لا يفقد كميات من السوائل فيصاب بالعطش والجفاف، ويحرصُ على صلاة الظهر جماعة سواء في داخل مكتبه أو في أقرب مسجد على مكان عمله.
بضرورة التبرد بالماء، وأداء صلاة العصر جماعة في المسجد وسماع درس علم وقراءة ما تيسر من القران الكريم، وضرورة الحرص على صلاة المغرب جماعة والإفطار عند سماع الآذان على لبن أو بضع تمرات أو ماء، بعد ذلك الذهاب لتناول طعام الإفطار مع العائلة في البيت، وضرورة عدم الإكثار من الطعام والاكل على قدر الحاجة.
امتلاء المعدة بكميات كبيرة من الطعام يصيب الإنسان بالخمول، بسبب ضخ الجسم كميات كبيرة من الدماء في منطقة البطن لهضم الطعام، ويكون على حساب الدم الصاعد إلى الدماغ، الأمر الذي يصيب الإنسان بالخمول والكسل والدوار.
وبعد الإفطار الخفيف يكون الاستعداد إلى جانب العائلة لصلاة العشاء والتراويح في المسجد جماعةً، والعمل على تناول بعض الوجبات الخفيفة كالفواكه والخضروات والمشروبات بين صلاة التراويح والسحور.
ضرورة البذل من المال وتفقد الفقراء والمحتاجين، محذراً في الوقت ذاته من المتسولين الذين يحترفون النصب والخداع والغش، مشدداً على ضرورة أن يحرص المسلم أين يضع صدقته وفي حال لا يعرف كيف يوزعها ان يوصلها للفقراء عن طريق اوجه الخير من الثقاة.
فلسطين اليوم