رام الله الإخباري
لم يجد الغزيون العالقون في القطاع سبيلاً إلا وطرقوه للسفر عبر معبر رفح البري وفتحه بشكل يومي، بدلاً من فتحه أيام قليلة طيلة العام، لا تكفيهم قضاء احتياجاتهم من تعليم وعلاج وسياحة خارج البلاد.
حيل كثيرة سلكها الغزيون للتحايل على النظام المصري من أجل فتح المعبر بشكل دائم، إلا أن معظمها باء بالفشل، وغالباً كان السفر حليف أصحاب التنسيقات، أي الذين دفعوا مبالغ كبيرة للسفر.
مؤخراً اقترح الشباب العالقون تصميم "تي شيرت" مطبوع عليها صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وارتداءه عند سفرهم داخل الصالة المصرية، لتكون رسالة بسيطة موجّهة إليه، لعلّه يرأف بحالهم بعيداً عن التجاذبات السياسية.
إحدى القائمات على الحملة، الشابة ديما خيّال (25 عاماً)، وهي مطلعة على أحوال المعبر وتساعد كثيراً من المسافرين بتوضيح بعض الأمور العالقة لهم، تقول لـ"هافينغتون بوست عربي" إن الفكرة جاءت بسبب المعاناة التي لازالت مستمرة منذ بداية الحصار المفروض على قطاع غزة ولم يجد لها السياسيون حلاً.
وأضافت: "دوماً نحاول إرسال رسائل للمصريين بأنه لا علاقة للشعب الغزي بما يحدث من مناكفات بينهم والفصائل الفلسطينية".
وتابعت أن أحد المسافرين اقترح طباعة صورة السيسي على "تي شيرت" لينتبه إلى معاناتنا الصعبة على المعبر رفح حيث الذل والمماطلة، وذلك لإعادة النظر إلى أحوالنا بنظرة إنسانية.
الشباب والكبار
وتوضح خيّال أنه بمجرد أن نشرت الفكرة على فيسبوك عبر صفحة "جروب معبر رفح"، الخاصة بالمسافرين العالقين، كان هناك تجاوب كبير للحصول عليها مهما بلغ الثمن، لكن في المقابل رفض بعض الأشخاص الفكرة، واعتبروها إهانة وذلاً كون الجانب المصري لن يكترث لما سيرتدونه.
من بين العالقين أم حسام الأعرج (52 عاماً)، التي أبدت استعدادها لشراء 4 تي شيرت وارتدائها عند السفر، رغم بلوغها سن الـ50، كما تقول، مشيرة إلى أنها و3 من أفراد عائلاتها بحاجة للعلاج في الخارج، ورؤية أبنائها المقيمين في دول عربية.
وتابعت بتهكّم: "لو وجدت صوراً مطبوعاً عليها وجوه جميع الضباط المصريين على معبر رفح سأشتريها، المهم السفر بكرامة وحل مشكلة المسافرين".
أما الشاب رائد مصلح الذي راح يضع صورة التي شيرت على حسابه الشخصي في فيسبوك، في إشارة منه لارتدائها يوم الأحد المقبل أثناء سفره، فذكر أنه سيشتريها مهما بلغت تكلفتها، مشيراً إلى أن تلك الفكرة جيدة ويمكن إيصالها للسيسي كرسالة من الغزيين إليه بدلاً من التفاوض مع الساسة دون نتيجة.
تي شيرت "إهانة وذل"
في حين اعترض الشاب محمد النونو على الأمر، معتبراً إياه إهانة وذلاً، على حد وصفه، مفضلاً نشر هاشتاغ على الشبكات الاجتماعية بدلاً من ارتداء صورة عليها السيسي، وهو الأمر الذي قد يزعج الضباط المصريين على المعبر، ويأمرونهم بخلعها دون أن يراها رئيسهم.
ويبرر الشاب المعترض على شراء التي شيرت بأن الرئيس المصري لن يعير اهتمامه لمثل تلك الفعاليات، فهو شاهد وسمع عن مرضى غزيين قُتلوا على المعبر دون السماح لهم بالدخول وتلقي العلاج بالمستشفيات المصرية.
بينما اعتبر محمد البيوك (32 عاماً) أن حل قضية معبر رفح أكبر من ارتداء التي شيرت، لوجود حكومتين في أراضي السلطة الفلسطينية يرفض النظام المصري التعامل معهما بخصوص معبر رفح، إلا بوجود حكومة واحدة يمكن التفاهم معها لحل أزمة المعبر.
البيوك هو أحد المسجلين في رحلات العمرة منذ عامين دون أن يتمكن من أداء الفريضة، قال: "من المفترض طباعة أكثر من صورة على التي شيرت كون هناك أشخاصاً كثراً لابد من مناشدتهم لحل الأزمة التي تضر بالمرضى والطلبة والمعتمرين وفئات أخرى".
وفي السياق ذاته، ذكر أمين شاهين، وهو أحد القائمين على الفكرة أيضاً، أن هناك المئات من المسافرين لايزالون يتواصلون للحصول على التي شيرت علّها تكون رسالة مستجابة من قبل الرئيس المصري، مبيناً أن تكلفتها ستكون 20 شيكل، أي حوالي 5 دولارات أميركية.
وأشار إلى أنه تم تصميم تي شيرتات أخرى عليها صورة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، وذلك للتدخل الفوري من أجل حلّ قضية المتعمرين المحرومين من السفر منذ عامين، بالإضافة إلى طباعة صورتي رئيس السلطة محمود عباس وإسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس؛ وذلك "لإرضاء جميع المسافرين بمختلف انتماءاتهم السياسية"، على حد قوله.
يُذكر أن السلطات المصرية قررت فتح معبر رفح الحدودي منذ بداية شهر يونيو/حزيران حتى 5 يونيو، إلا أن تلك الأيام ليست كافية لإدخال ما يقارب 30 ألف مواطن بحاجة إلى السفر.
هافينغتون بوست عربي