رام الله الإخباري
خاص لموقع رام الله الإخباري :
لم يعد للمنجل اليدوي الحديدي مكان بين الآلات المتطورة التي توفر على المزارعين وقتهم وجهدهم.
لكن في المقابل تنساب من بين ذكرياتهم ملامح جميلة لهذا الموسم الذي كان ومازال من صور قرانا الحية بأبنائها.
يبدأ موسم حصاد محصول القمح مع بداية كل صيف أوائل حزيران أو في الوقت الذي يشعر القروي بأن السنابل لم تعد قادرة على حبس خيرها فيها، مناديةً عليه "حان جني الخير ايتها الأيادي السمراء". تبدأ العائلة اعداد العدة للعرس الذي يؤمهُ الناس دون دعوة، ليكونوا ممن يساهمون في المساعدة والمشاركة في جني الخير للغير لأن العرس القروي سيمر بهم أيضاً وسيتجمع الآخرون لمد يد العون و"الفزعة".
وما أن تبدأ شمس الصيف بإعطاء لونها الذهبي لسنابل القمح المُحملة بالخير و"المونة" والمائلة بتواضع للأيادي المتعبة والمتشققة من تعبٍ دام عقودا، حتى يبدأ المزارعون و"الحصادون" بالتحضير لموسم الحصاد الذي كان نتاج عمل وتحضير منذ ما قبل الشتاء، وخلاصة الموسم الزراعي في معظم قرى المملكة, فموسم الحصاد من أجمل الترانيم الأردنية عبر الأزل ولها طقوس محملة بالتعب واللذة, لكن في زمننا الحالي لم يترك التطور لحصادينا خياراً آخر إلا أن تدخل بيوت الحجر الطينية وتنزع المنجل من بين يديهم وتتدخل الآلات الحديثة بالموسم السنوي ويتغير لحن الترانيم العابقة بأصوات "الختيارية والعجائز" المبحوحة.
موقع رام الله الإخباري