أجرى المركز الفلسطيني لجراحة قلب الأطفال في مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية عملية جراحية نادرة لطفل يبلغ من العمر 5 أيام بواسطة تقنية حديثة، تضمن بقاء قلب المريض نابضا خلال العملية، حيث أجرى البروفيسور نزار حجة عملية جراحية دقيقة لمعالجة "انقطاع قوس الأبهرط وتضيق في الشريان الرئوي وتشوهات قلبية مصاحبة، لدى الطفل الذي يزن 2900 غم، وتدعى هذه الحالة "Interrupted aortic arch type A".
وأكد البروفيسور حجة اختصاصي جراحة قلب الاطفال والتشوهات القلبية في مستشفى المقاصد؛ أن العملية أجريت مع بقاء عمل القلب بدون توقف، وذلك بواسطة تقنية جديدة ونادرة على مستوى الشرق الأوسط والعالم، مشيرا إلى أن مثل هذه العمليات لا تجرى سوى في خمسة مراكز عالمية في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وقد تمت العملية بنجاح باهر نتاج تعاون حثيث ودقة في التنسيق بين المستويات الطبية؛ في كل من أقسام جراحة قلب الأطفال وحديثي الولادة والتخدير والتروية والعناية الحثيثة وطاقم العمليات.
وبيّن حجة أن مرض "قوس الأبهر المنقطع" هو مرض نادر جدا يصاب به 3 من كل مليون مولود، ويتمثل بعدم اكتمال نمو الشريان الأبهر وهو أحد أكبر شرايين الجسم، كما ذكر أن فشل علاج هذه الحالات يؤدي إلى نسبة وفاة 90% لدى المواليد الجدد، وقال أن الطواقم الطبية في مستشفى المقاصد تمكنت من إجراء فحوصات مبكرة للطفل، وتحديد آلية عمل جميع الطواقم بحرفية عالية، وتكللت العملية بنجاح باهر.
وأشار حجة إلى أن وجود هذه التقنية في مستشفى المقاصد سيغني المرضى الفلسطينيين من التحويل إلى الخارج، وأضاف أن بقاء نبض القلب مستمرا أثناء سير العملية بدون توقف، يحمي الطفل من انخفاض درجة حرارة جسمه إلى 18، ويقيه من المضاعفات التي تصاحب العمليات التقليدية والتي تبلغ نسبة نجاحها 50%، في حين تتجاوز نسبة نجاح العملية بالتقنية الجديدة 90% .
كما نوه حجة إلى أن هذه التقنية اكتشفت عام 2010، وأجريت 15 عملية مماثلة في ألمانيا، فيما بدأ مستشفى المقاصد باستخدام هذه التقنية ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط عام 2014، وهذه العملية هي الخامسة من نوعها التي تجرى في المستشفى.
من جهته، أثنى الدكتور رفيق الحسيني مدير عام المستشفى، على التطور الطبي الذي وصلت إليه وحدة جراحة قلب الأطفال، واستخدام التقنيات الاحدث على مستوى العالم، مؤكدا أن هذه التقنية الجديدة لا تستخدم حاليا إلا في مستشفى المقاصد، ولا تتوفر حتى في المشافي الإسرائيلية، مضيفا أن الطواقم الطبية في مستشفى المقاصد تسعى دوما لتقديم أفضل أنواع العلاج، وإدخال الأجهزة والتقنيات الحديثة من اجل تثبيت التوطين الطبي في المشافي الفلسطينية، والتقليل من نسب التحويلات الطبية إلى الخارج.
وحول حالة الطفل، أكد البروفيسور حجة، ان الطفل في حالة صحية جيدة جدا، وسيتمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي.