رام الله الإخباري
تسببت قطعان الخنازير البرية بأضرار كبيرة بالمحاصيل الزراعية في المناطق الزورية في وادي الأردن، لتُعمّق من جراح المزارعين بعد موسم هو الاسوأ منذ عشرات السنين، حسب تعبيرهم.
وتعتبر المناطق الزورية على امتداد نهر الاردن الأكثر عرضة لهجمات الخنازير البرية التي ترتاد المنطقة، قادمة من الأراضي الإسرائيلية بحثا عن الطعام، في الوقت الذي يعمد فيه الجانب الإسرائيلي إلى تنظيف المنطقة بافتعال الحرائق على امتداد الشريط الحدودي.
وقد وصلت الأضرار التي خلفتها الخنازير بحسب مزارعين إلى 100 % في بعض المزارع، في الوقت ما زال فيه المزارعون يحاولون تجاوز انتكاسات الموسم المتكررة التي بدأت بفيضان نهر الأردن ومن ثم موجة الصقيع وتدني أسعار بيع المنتوجات التي أجهزت على ما تبقى من آمالهم.
ويشير المزارع جمال المصالحة إلى أن الخنازير دمرت محاصيَل البندورة والباذنجان والذرة ما ألحق أضرارا كبيرة تراوحت نسبتها ما بين 50 – 100%، مضيفا أنه لم يبق أمام المزارعين سوى تقبل الخسائر لتضاف إلى خسائر الموسم المتلاحقة وهم يقفون عاجزين عن صدها.
وبيّن المصالحة أن منطقة الزور الواقعة بين الحدود الأردنية والإسرائيلية تعتبر الأكثر عرضة للضرر كونها منطقة حدودية تتكاثر فيها الخنازير ويمنع فيها الصيد، لافتا إلى أن الحرائق التي يفتعلها الجانب الاسرائيلي كل عام هي السبب الرئيس لهجرة هذه القطعان إلى الجانب الشرقي من نهر الأردن والتي تأتي بحثا عن الطعام.
ويؤكد المصالحة ان قطعان الخنازير تسببت بدمار شامل للمحاصيل الزراعية في المنطقة فضلا عن أكلها لهذه المحاصيل فإنها تخرب ما تبقى من المزروعات بحوافرها وقرونها، موضحا أن الأضرار تتزايد كل يوم مع تزايد اعداد القطعان التي تجوب المنطقة ما يستدعي العمل على مكافحتها بالسرعة الممكنة.
ولفت المزارع حسين السليم إلى أن المزارعين يعجزون عن مكافحة هذه القطعان لأن أساليب المكافحة ممنوعة خاصة السموم والصيد بالأسلحة النارية، لافتا الى ان خصوصية المنطقة الحدودية تمنعهم من دخول أراضيهم بعد ساعات المساء لحمايتها علما أن غالبية الهجمات تحدث أثناء ساعات المساء
ويشير الى أن حجم المشكلة كبير لأن هذه الخسائر تتكرر سنويا نتيجة ازدياد اعداد هذه الخنازير، وعدم قدرة المزارعين على تسييج مزارعهم أو إحاطتها بأسوار للكلف المرتفعة، مطالبا وزارة الزراعة بالعمل على ايجاد آلية معينة لمكافحة الخنازير او السماح لهم بصيدها او قتلها بأساليب المكافحة المختلفة.
من جانبه، طالب رئيس رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام الجهات المعنية بالسماح للمزارعين بصيد الخنازير البرية لحماية محاصيلهم، والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لصد هجماتها على الحقول.
وأضاف أن المزارعين يواجهون مشاكل عدة لعدم قدرتهم على مكافحة هذه الآفة، فهم ممنوعون من المبيت داخل مزارعهم وغير قادرين على مطاردتها وصيدها أو تسميمها، مؤكدا أنه لا يوجد جهة حكومية تساعد المزارعين في معالجة هذه المشكلة.
بدوره، أكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس عبدالكريم الشهاب أن الخنازير البرية واعتداءاتها على المحاصيل الحقلية في المناطق الزورية مشكلة تتكرر كل عام، موضحا أنه لا توجد أي حلول ناجعة لمكافحتها خاصة وأن هذه المناطق عسكرية ويمنع فيها الصيد. وأضاف الشهاب انه يمنع استخدام السموم التي كانت تستخدم سابقا للقضاء على الخنازير، مشيرا الى ان الحل الوحيد هو إحاطة المزارع بسياج لمنع دخول الخنازير إليها.
الغد