شبان جامعيون: "الشغل على البسطات مش عيب"

thumb (4)

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري - لم تسعفهم الظروف لفتح محل أو كشك صغير ليقتاتوا هرباً من شبح الفقر، شبان في مقتبل أعمارهم، كسروا حاجز الخجل وقرروا افتراش الأرض بألواح من الخشب، يخفون ورائهم الكثير من الحكايات المحزنة قبل المفرحة.

أحدهم يبيع أكياس من المكسرات والجلي، وأخر ينادي: " يلا يا بنات، الشالة ب5 شيكل" فيما تتهافت طالبات الجامعات والمارين نحوه للشراء، ورجل مقعد يضع "بكرج" القهوة على رجليه، فيما يتنقل بين البسطات والمحلات ليبيع أصحابها.

مجدي الشيخ، (17 عاماً)، من سكان مدينة خانيونس، يقول لـ "وكالة فلسطين اليوم"، بعد تخرجي من الجامعة، لم أجدا ملجأً غير "بسطة لبيع أدوات المكياج و الاكسسوارات " لأعتاش بها أنا وأسرتي المكونة من 9 أشخاص، فالحال لا يخفى على أحد: "البلد ميتة موت سريري.".

ويضيف الشيخ، رغم أننا ملاحقون من قبل البلدية لمخالفتنا البيع في الطرقات العامة، إلا أنه لا يوجد متنفس أمامنا سوى ذلك، نستطيع الهرب أحياناً وأخرى يتم مصادرة البسطة، ودفع ثمن المخالفة.

ومع ارتفاع معدلات البطالة ونسبة الفقر بشكل كبير، يتزايد إقبال الشباب الغزي على إنشاء بسطات أو شراء تكتك وتحويله لبسطة متحركة في الشوارع الأسواق العامة، والتي تشكل المتنفس الوحيد للحصول على مبلغ 20 أو 30 شيكل في نهاية اليوم.

عزيمة وإصرار

وعلى مقربةٍ من بسطة الشاب مجدي، يتجول المُقعد حسن عواد (35 عاما)، بكرسيه المتحرك بين البسطات والمحلات، حيث يضع "بكرج" القهوة على رجليه، مستخدماُ يديه لتحريك كرسيه، ليوفر مصروف لأطفاله السبعة.

ويشير عواد، إلى أنه لجأ لبيع المشروبات الساخنة بعد أن أغلق محل البقالة، إبان الحرب الأخيرة على غزة .

وأعرب عواد، عن أمله أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية  والسياسية، حتى يعيش الفلسطينيين حياة كريمة بعيداً عن الفقر والبطالة.

وأفادت إحصائيات سابقة أن نسبة البطالة في القطاع هي الأعلى في العالم ، وأن الحالة الاقتصادية على حافة الانهيار،  وأن  43% من السكان البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة عاطلون عن العمل.

نساء كادحات

"الشغل مش عيب"، هكذا بدأت السيدة أم كمال (55 عاماً) حديثها لمراسلة فلسطين اليوم، وتضيف ، أنا لا أخجل من عملي على بسطة بيع البقدونس والنعناع، بالرغم من انتقادات الناس لي، خاصة بعد وفاة زوجي.

 وتتابع أم كمال :"إن ما أربحه خلال اليوم يكفيني لسد احتياجاتي الشخصية، وتغنيني عن استعطاف للناس لي.

وعلى الجهة المقابلة، "قفص من الحمام والدجاج والبيض البلدي "، بجانبه عجوز بلغت من العمر قرابة الـ(70 عاما)، تعرف قصتها من النظر في تجاعيد وجهها، أم محمد الأعرج أرملة وليس لديها أبناء، تقول مبتسمة: " مفيش أحلى من اللقمة الحلال ولا أمد ايدي للناس، أعيش لوحدي وأعيل نفسي بنفسي.

وحسب دراسات حديثة، تجاوزت نسبة النساء العاملات في القطاع 20% من مجمل النساء، مع تزايد ملحوظ بسبب الحصار والأزمات الاقتصادية التي تجتاح قطاع غزة.

هذا وتقوم فرق التفتيش والمتابعة في البلديات بين الحين والأخر بعملية إزالة لجميع التعديات والتجاوزات والبسطات العشوائية التي تعيق حركة السير وتخالف النظام، ومصادرة كارات صغيرة الحجم .

وتبقى أزمة البسطات قائمة على حالها، بين مواطن يهرب من شبح الفقر والحصار، وقانون يخالفها من أجل أن يأخذ كل بائع ومواطن حقه الطبيعي في وصوله للمحلات والأسواق بكل سهولة.

فلسطين اليوم