موقع رام الله الاخباري :
دشن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الثلاثاء، ميدان المناضل الأممي الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، وذلك في حي الطيرة بمدينة رام الله.
وشارك في حفل التدشين الى جانب سيادته، رئيس بلدية جوهانسبرغ بارك ستاو، وممثل جنوب افريقيا لدى فلسطين أشرف سليمان، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وأعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونواب في المجلس التشريعي، ووزراء في الحكومة، وعدد كبير من القيادات والشخصيات وممثلي الفعاليات والمؤسسات الوطنية والأمنية، وحشد من المواطنين.
وتخلل الاحتفال بتدشين ميدان مانديلا، إلقاء العديد من الكلمات استهلها رئيس بلدية رام الله موسى حديد، حيث قال:"على هذه الأرض التي وهبت زرعها للشمس وعطرها لحنّون الجبل، نلتقي لنطيّر سويا وعاليا سلامنا جميعا لرجل بحجم بلاده ضحّى وقدّم وشكّل نموذجا للحرية والكرامة الإنسانية، فصار مثالا يحتذى وقيمة عليا، إنه نيلسون مانديلا الذي أشعل شموع عمره التسعين ونيف لأجل شعبه ووطنه ووهبها جلها لقضية الأحرار في العالم".
وأضاف: "تسعون وأكثر عاش المناضل نيلسون مانديلا لكنه ظل على الدوام ساحة ومساحة من العطاء والتضحية بنضاله الخالد".
وتابع حديد: "للأسماء أوطان تحرسها بحبة العين، هكذا حفر نيلسون مانديلا اسمه بحجم وطن فصار اسم بلاده الحركي".
وأردف: "مناضلان صنوان مانديلا وأبو عمار الذي كان أول المهنئين لشخص مانديلا بتحريره من الأسر، كيف لا والأول كان يتابع من سجنه بفخر فعل الثورة الفلسطينية وقيمتها ومعناها للشعوب التواقة للحرية والاستقلال، تلك الثورة التي وقفت بكل المعاني إلى جانب أحرار إفريقيا المناضلين من أجل حرية شعوبهم فكان ياسر عرفات العضو الوحيد اللاإفريقي الفاعل في منظمة الوحدة الإفريقية".
وقال: "نلتقي اليوم لتدشين نصب المناضل العالمي لأجل الحرية والكرامة الإنسانية نيلسون مانديلا في رام الله فلسطين، وهو أول نصب تهديه جنوب إفريقيا خارج حدودها، وهو نتاج علاقة استراتيجية نسجتها بلدية رام الله مع بلدية جوهانسبرغ، تقديرا من فلسطين لدور هذا المناضل الفريد وتقديرا من جنوب إفريقيا لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وبناء الدولة المستقلة".
وأضاف حديد: "لم تكن رحلة وصول مانديلا إلى فلسطين سهلة، كما هي مسيرة حياته، فحتى النصب الذي يمثل رمزية المناضل الكوني احتجز في مسرح الاعتقال عند دولة الاحتلال للتحقيق والتحقق من أنه لا يحمل عنفوان مانديلا وعشقه للحرية الكونية، أعتقلوه أكثر من شهر إدارياً دون لائحة اتهام، وأطلق سراحه قبل أيام من موعد حفل التدشين، ولكنهم لم يعرفوا بأن روح مانديلا في سماء فلسطين نبضا بنبض مع روح الختيار أبو عمار تحرسان الحلم الذي ينضجه على مهل من ساروا على درب الحرية من عمالقة الصبر، الذين كسروا حاجز القدرة البشرية في التحمل وأمضوا ثلاثة عقود ونيف وما زالوا وراء زنازين العتمة الحالكة في سجون الاحتلال".
وتابع: "نحن هنا اليوم نقف وقفة إجلال وإكبار وفاء لعظمة المناضلين ضد الاحتلال والفصل العنصري، وفاء لمانديلا الشيخ المناضل ووفاء للأسرى الذين نسجوا من أعمارهم شالا من الأيام ليسدل على جبين البلاد حرية أتم وأوفى، وعلى رأسهم قاهر السجان نائل البرغوثي الذي تجاوزت مدة اعتقاله 35 عاما ليكون صاحب أطول فترة اعتقال في التاريخ الإنساني، وعهدا للقائد الأسير مروان البرغوثي الذي جعل بفكره وفكرته السجن جامعة تخرج منها حملة الماجستير والدكتوراه في رسالة وضّاحة بأنه وإن أغلقوا المنافذ كلها، في القلب يتسع الأفق، وكذلك القائد الصلب الأسير أحمد سعدات وكل الأسرى قناديل الدرب للقدس العاصمة".
وأضاف: "ندشن هنا في رام الله فلسطين على مرمى قبلة ونبضة قلب من القدس نصب تمثال مانديلا الرمز العالمي للنضال والكفاح ضد قوى الظلم والاستعباد من أجل حرية فلسطين التي كم عشق مانديلا أن يزورها محررة من غبش الاحتلال وسواده، هنا في هذا الموقع الهام من مدينة رام الله على مقربة من خربة الطيرة الموقع الأثري الذي يعود إلى القرن الثالث بعد الميلاد، ليشكل وجوده تكاملية مع الموقع، فيصبح مقصدا سياحيا لزوار المدينة، ورمزا حيا يعيش مع أهل الحي، يشتعل بثمانية وعشرين إصبعا في كف رام الله لينير سماء البلاد بالمحبة والصمود".
وتابع حديد: "هنا أود التقدم باسمي شخصيا وبما أمثله كرئيس لبلدية رام الله ومجلسها البلدي ومؤسساتها ومواطنيها وفعالياتها السياسية والثقافية والاجتماعية وأسرها بجزيل الشكر لبلدية جوهانسبرغ، ممثلة برئيسها باكس تاو وطاقمها الفني على جهودهم ومتابعتهم الحثيثة معنا، وهنا اسمح لي صديقي تاو أن أعلن بأن صديق شعبنا مانديلا وتدشين نصبه هذا اليوم هو أول ثمرة من ثمار علاقتنا الاستراتيجية، حيث سنعمل سويا على مشروع متحف وطني يخلد عظماء فلسطين وجنوب إفريقيا برعاية سيادة الرئيس محمود عباس، قائد المسيرة الذي يولي اهتماما شديدا للعلاقة الإستراتيجية مع جنوب إفريقيا توأم النضال ضد الاحتلال".
من جانبه قال رئيس بلدية جوهانسبرج إن إقامة هذا النصب في مدينة رام الله اليوم، يتزامن مع الذكرى الثانية والعشرين للحرية في جنوب إفريقيا، ويوافق ذكرى الانتصار بعد أعوام من النضال ضد العنصرية، كما يمثل هذا النصب يمثل الأب الروحي للحرية في بلادنا نيلسون مانديلا.
واعتبر أن هذا النصب سيشكل انعكاسا لفترة من الأمل عاشتها جنوب افريقيا، حيث واجه شعبها العنصرية والفقر وتمكن من بناء مجتمع ديمقراطي مزدهر.
وأعرب عن أمله في أن يتمكن شعب فلسطين من نيل الحرية والاستقلال، تماما كما حصل مع شعب جنوب إفريقيا الذي كافح ونضال من أجل حريته والانعتاق من العنصرية.
وحيّت سفارة فلسطين لدى جنوب افريقيا، في بيان أصدرته لمناسبة عيد الحرية الجنوب افريقي وتنصيب تمثال نلسون مانديلا في رام الله، إرث مانديلا، الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ النضال من أجل شعبه والشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم
وقالت السفارة في بيانها، إن مانديلا الخالد فينا ستبقى روحه النضالية من أجل الحرية ترفرف على شعبنا الذي يناضل من أجل جميع حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأوضحت أن هذا النصب التذكاري هدية من مدينة جوهانسبرج والأول من نوعه خارج جمهورية جنوب افريقيا، بطول 6 امتار، يؤكد عمق العلاقات بين البلدين واستمرارها.
وثمنت سفارة فلسطين مواقف رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، وشعب جنوب افريقيا الصديق والاحزاب السياسية وخاصة حزب المؤتمر الوطني وحلفاءه، الداعمة لنضال شعبنا في كافة المحافل الدولية.