حررت إدارة الشؤن القانونية بوزارة الداخلية المصرية يوم الجمعة، محضرا رسميا ضد وكالة "رويترز" للأنباء، اتهمتها فيه بترويج الشائعات والأخبار الكاذبة.
وقام مسؤول بوزارة الداخلية بتحرير المحضر رقم 3465 إداري قسم النيل لسنة 2016 ضد مايكل يوسف جورجي، مدير مكتب رويترز بالقاهرة، اتهمته فيه الوزارة بنشره أخبارا مغلوطة ونشر الشائعات في البلاد، وإشاعة جو من التوتر بين القاهرة وعواصم الدول الأوروبية والتأثير سلبا على العلاقات المصرية الخارجية والاقتصاد المصري.
مصادر أمنية مصرية ذكرت أن الرائد محمد رضا، رئيس مباحث قسم شرطة الأزبكية بوسط القاهرة تلقى رسالة هاتفية على المحمول الخاص به قال فيها الراسل إنه تم مساء يوم 25 يناير 2016 القبض على الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وحجزه بقسم الأزبكية الذي يترأسه الضابط، وتم ترحيله عقب ذلك إلى مبنى الأمن الوطني، طالبا منه الرد على تلك المعلومات، إلا أن الضابط لم يرد لكون الواقعة لا تخصه، ولكون الرقم المرسل منه الرسالة مجهولا لديه، إضافة إلى أنه وبحكم عمله يعلم يقينا أن الطالب الإيطالي لم يدخل قسم الأزيكية في ذلك اليوم، ولذلك تجاهل الرسالة ولم يرد عليها.
وقالت المصادر الأمنية إنه بعد ذلك فوجئ الجميع بخبر تبثه وكالة رويترز وتنقله عنها العديد من المواقع الإخبارية، تؤكد فيه تعذيب ريجيني واحتجازه بقسم شرطة الأزيكية قبل اختفائه ونقله بعد ذلك لمبنى الأمن الوطني، ناسبة المعلومات لمصادر بالمخابرات والشرطة، ولذلك قامت الشرطة بفحص الرقم الذي جاءت منه الرسالة، ليتبين أنه يخص موظفا بوكالة رويترز.
مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية نفى صحة الخبر، مؤكداً أن كل ما نشر في هذا الصدد ليس له أي أساس من الصحة، ومشددا على أن وزارة الداخلية تحتفظ بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه مروجي هذه الشائعات والأخبار الكاذبة.
من جانب آخر، أكد اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية المصري، خلال استقباله كلاوديا روت، نائبة رئيس البرلمان الألماني التي تقوم حالياً بزيارة رسمية للقاهرة على رأس وفد من معاونيها، أن بعض المنظمات المشبوهة تحاول ترويج أكاذيب وادعاءات تهدف إلى زعزعة ثقة المواطنين في جهاز الشرطة وإضعاف معنويات أفراده والتقليل من تضحياتهم في سبيل الوطن.
من جانب آخر، تقدم الصحافي والبرلماني مصطفى بكري، عضو مجلس النواب ببيان عاجل لرئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال ضد وكالة رويترز، متهما إياها بنشر أخبار كاذبة في قضية مقتل الباحث الإيطالى ريجيني، ونشر أخبار أخرى ثبت فيما بعد كذبها.
وقال بكري في بيانه إن وكالة رويترز أولى الوكالات التي بثت أخبارا ألصقت فيها تهمة قتل ريجيني لوزارة الداخلية دون سند، مطالبا بتفعيل الضوابط التي تضعها الدولة لعمل الوكالات والصحف الأجنبية في مصر، وكذلك تفعيل الإجراءات التي يتوجب اتخاذها ضد كل من يتعمد نشر أخبار لتكدير السلم العام وتشويه صورة مصر ومن شأنها الإضرار بالأمن القومي المصري.