موقع رام الله الاخباري :
أكد قائد الجيش الإيراني اللواء عطاء الله صالحي، استمرار إرسال قوات خاصة من الجيش الإيراني إلى سوريا، مشدداً على أن من تم إرسالهم هم "متطوعون من مختلف الوحدات"، بينما أفادت مواقع إيرانية بسقوط عنصرين جديدين من قوات الكوماندوس المعروفة بالقبعات الخضر من اللواء 65 بالجيش الإيراني، وهما حسين همتي وصادق شيبك، بعد إصابتهما بقذائف هاون بمعارك ريف حلب الجنوبي، شمال سوريا.
وعلى الرغم من ازدياد خسائر قوات الجيش والحرس الثوري الإيراني بسوريا، حيث يرتفع بهذا عدد قتلى القبعات الخضر إلى 6 ضباط، تستمر إيران بإرسال نخبة قواتها للمشاركة في القتال إلى جانب قوات الحرس الثوري والميليشيات التابعة لها، والتي تقاتل منذ 5 سنوات إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.
من جهته، قال الجنرال صالحي في حدیث للصحافیین، الأربعاء، إن "الجيش الإيراني لا يتحمل أية مسؤولية في تقديم المساعدة الاستشارية"، مؤكداً أن هناك "جهة خاصة" تقوم بذلك، وعلى ما يبدو فإنه يشير إلى دور جنرالات الحرس الثوري في العمليات الاستشارية وقيادة غرف العمليات المشتركة على الأرض في الجبهات السورية.
وكثرت الانتقادات والتساؤلات حول أسباب إرسال إيران وحدات خاصة من قوات الجيش النظامي وعدم اكتفائها بالحرس الثوري والميليشيات المتواجدة في سوريا، حيث اتهم ناشطون إيرانيون الجيش بخدمة الطغاة والتحول من جيش لحماية إيران إلى قوات مرتزقة لحماية نظام الأسد الدكتاتوري، بينما قال آخرون إن الجيش ذهب إلى هناك في إطار مشروع إيران التوسعي في المنطقة.
سوريا ساحة تجارب
وفي هذا السياق، كشف مسؤولون إيرانيون، من بينهم قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان، في تصريحات صحافية أن الغاية من إرسال قوات الجيش الإيراني إلى سوريا هو لتلقيهم التجارب والخبرات في ساحات المعارك حيث يتمتع الجيش الإيراني بخبرة قتالية محدودة في الخارج.
وعلى الرغم من أن المادة 148 من الدستور الإيراني، لا تسمح بنشر قوات الجيش إلا لحماية سيادة إيران وسلامة أراضيها، اعتبرت وكالة "مشرق" المقربة من الحرس الثوري، أن توريط الجيش بمهام خارجية جاء من أجل إزالة الخلافات بين الجيش والحرس الثوري وتوحيد صفوف القوات المسلحة من أجل المصالح العليا للنظام الإيراني وتحقيق أهدافه في المنطقة.
وتعتبر الحرب في سوريا هي التدخل الخارجي الأول على هذا المستوى للجيش النظامي الإيراني، ويبدو أن الحكومة في طهران والقيادة العسكرية على حد سواء يعتبران التدخل في سوريا بمثابة فرصة سانحة لاكتساب الخبرة في محاربة عدو في بيئات غير نظامية.
غير أن جهود الجيش للاستفادة من هذه الفرصة على أرض الواقع أثبتت مؤخراً أنها مكلفة جداً، خصوصاً إذا استمر سقوط أعداد كبيرة من أفراده وضباطه قتلى في سوريا.
وكان قائد القوات البرية الإيرانية الجنرال أحمد رضا بوردستان، أكد أن عناصر لواء النخبة 65 المحمول جواً المعروفين، إضافة إلى وحدات أخرى دخلت سوريا للمشاركة في العمليات التي تقوم بها قوات النظام السوري بدعم جوي روسي خاصة في محافظة حلب.
ولقي 4 من ضباط اللواء 65 التابع للقوات البرية للجيش الإيراني مصرعهم بمعارك ريف حلب جنوب سوريا، بعد أيام معدودة من وصولهم هناك.وفي الأيام القلية الماضية، نشرت وسائل إعلام إيرانية أسماء قتلى جدد من الحرس الثوري لقوا مصرعهم خلال الأيام الأخيرة في سوريا بمعارك ريف حلب الجنوبي، بينهم عدد من الضباط، إضافة إلى إصابة الجنرال محمد رضا فلاح زادة، وهو قيادي في الحرس الثوري.
متى تأسست القبعات الخضر؟
يذكر أن اللواء 65 الذي يعرف عناصره بأصحاب القبعات الخضر، تأسس في عهد الشاه الإيراني في العام 1959 وكان يعرف في البداية باسم "لواء القوات الخاصة 23"، مع مدرسة لتعليم وتدريب وتبادل المعلومات الخاصة في الحرب غير النظامية.
وساعد مستشارو القوات الخاصة الأميركية بإنشاء هذا اللواء الذي أعيد تنظيمه عام 1991 حيث سمي (اللواء 65) وهو يحتفظ الآن بوحدة نخبة متخصصة في عمليات "مكافحة الإرهاب وإنقاذ الرهائن".
وخلال عهد الشاه، في عامي 1972-1973، نشر الجيش قوة عسكرية كبيرة (من بينها قوات خاصة) في عُمان لمساعدة السلطنة في محاربة المتمردين الشيوعيين.
وفي سبعينات القرن الماضي، ساعدت عناصر الجيش الإيراني، القوات الكردية العراقية في قتالها ضد جيش الحكومة المركزية في بغداد.وفي عام 1982، تم نشر "اللواء 58" التابع للجيش الإيراني ما بعد الثورة، ولفترة وجيزة في سوريا كجزء من فرقة عمليات مشتركة تابعة لـ"الحرس الثوري" بهدف عرقلة تقدم إسرائيل في لبنان، إلا أنه تم استدعاؤها بعد وقت قصير، بعد أن غيّر آية الله روح الله الخميني رأيه في الأمر.