موقع رام الله الاخباري :
قال محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن لكل من مصر وتركيا مصالح خاصة بها تفترض علاقات وثيقة مع المملكة السعودية، ولكن لكل واحدة منهما، مثلما للسعودية، توجد مبادئ سياسية خارجية وداخلية تمنع في هذه اللحظة إمكانية بناء تحالفات إستراتيجية واسعة، أو عقد اتفاقيات شبيهة بـ"كامب ديفيد".
ونقل برئيل، في مقاله مع "هآرتس" الجمعة، عن المغرد السعودي "مجتهد" الذي قال إن السعودية تشتري طائرات صغيرة بدون طيار من إسرائيل عبر جنوب أفريقيا، كما زعم "مجتهد" أن محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع، التقى بمسؤولين إسرائيليين كبار "لتنسيق المواقف" أثناء زيارته إلى الأردن، مضيفا أن "البناء المخطط له للجسر الذي سيربط بين السعودية ومصر هو مقدمة لإقامة علاقات بين المملكة والدولة الصهيونية"، بحسب قوله.
وأشار محرر الشؤون العربية إلى أنه بالإضافة لتغريدات "مجتهد"، فإن المقالات النقدية في مصر ضد اتفاق نقل جزيرتي تيران وصنافير من مصر، اعتبرت هذه الخطوة "كموافقة سعودية على اتفاق كامب ديفيد، بل وجزءا من مؤامرة صهيونية أمريكية سعودية لتوسيع نفوذ إسرائيل في الشرق الأوسط".
وأوضح برئيل أن هذه الخطوة تعتبر توسيعا، لأن إسرائيل لم توافق على نقل الجزيرتين إلا بعد اتفاقها مع مصر والسعودية على إطلاع إسرائيل على مراحل إقامة الجسر، والاشتراك في إدارته، بحسب صحف مصرية، دون توضيح لتعبير "إدارة الجسر" الذي أثار عاصفة في مصر.
واكتفت السعودية ببيان علني، لكنها أجرت اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل، بحسب برئيل، الذي أكد أنه لا زال من المبكر انتظار علاقات دبلوماسية بين البلدين، مستدركا أن "نقل الجزيرتين إلى السعودية اعتراف من المملكة باتفاقات كامب ديفيد، إلى جانب سيطرتها، بموافقة إسرائيل، على المدخل إلى البحر الأحمر، في خطوة استراتيجية شديدة الأهمية، أكثر بكثير من مجرد إعادة المُلك إلى أصحابه"، بحسب قوله.
ورأى برئيل أن المسؤول عن هذا القرار هو محمد بن سلمان، ضمن الصراع مع ولي العهد محمد بن نايف، إذ إن الملك يكلف ابنه محمد بالمهام الدولية، فقد زار موسكو مرتين، وأقام علاقات هامة مع الإدارة الأمريكية التي ترى فيه خليفة والده، بالإضافة للصور التي التقطها "بكامل طوله" وهو يعانق العاهل الأردني عبد الله الثاني، كما أنه هو الذي ينسج الحلف الإسلامي السني ضد إيران.
فشل الزيارة
واعتبر برئيل أن زيارة الملك إلى تركيا ولقائه أردوغان، لم تحقق نتيجتها، وهي تحقيق مصالحة تركية مصرية لاستكمال التحالف السني، فلم يوافق أردوغان على الاعتذار لزعيم الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي، كما لم يرضَ السيسي بمجرد الاعتذار، الذي لم يتم، فهو يطلب من تركيا طرد قيادات الإخوان المسلمين، في حين يطالب أردوغان بإلغاء عقوبات الإعدام على أعضاء الإخوان، وإطلاق سراح الرئيس المصري محمد مرسي، وهو ما أفشل المصالحة رغم "الضغط والإغراء" السعودي.
وأشار محلل الشؤون العربية في "هآرتس" إلى أنه "يتعين الآن على الملك سلمان أن يتأكد من حقيقة أن المساعدة الاقتصادية، مهما كانت كبيرة، لا تضمن الطاعة السياسية"، مشيرا إلى أن ما ينطبق على الإدارة الأمريكية بعلاقتها مع إسرائيل، صحيح بالنسبة للسعودية بعلاقتها مع مصر.
ولكن فشل هذه الخطوة لا يجعل مصر أو تركيا خصما للسعودية، فلكل واحدة منهما مصالح خاصة بها تفترض علاقات وثيقة مع المملكة، ولكن لكل واحدة منهما، مثلما للسعودية، توجد مبادىء سياسية خارجية وبالأساس داخلية تمنع في هذه اللحظة إمكانية بناء تحالفات استراتيجية واسعة، بحسب تعبيره.
واختتم برئيل بقوله إن هذه التعقيدات تعطي درسا هاما لإسرائيل، هو أنها "لم تعد اللاعب الإستراتيجي الذي تدور حوله اللعبة الإقليمية، فقد حلت محلها إيران"، مستدركا أن هذه ليست منظومة أدوات متداخلة يكون فيها أعداء ايران هم أصدقاء إسرائيل، "فالسعودية ليست قريبة من استئناف العلاقات مع إسرائيل بفضل نقل الجزيرتين إليها، ومصر ليست قريبة من التطبيع مع إسرائيل بسبب التوتر بينها وبين تركيا، ولا تزال إسرائيل مثابة عدو للدول العربية".