رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
لم تكن الحياة بسيطة على العائلات السورية التي هرب من نيران مشتعلة من فوقهم ومن تحتهم، ليهجروا من بلدهم الآمن الى الدول العربية المجاورة دون التفكير بما ينتظرهم بعد الخروج من بلدهم المقيد بالوجع، حيث خرجت هذه العائلات متأملة خيرا في بلاد الغير لم تكن تعلم أن قوانين الارض ظالمة تقسى على أصحاب المكان قبل الجيران .
منذ ثلاثة أعوام دخلت 22 عائلة الى قطاع غزة عبر الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة ومصر، قصة يرويها السوري وريف حميدو (35عاما) لـ "رام الاخباري" بعيون تملؤها الحسرة والوجع قائلا " منذ ثلاثة أعوام خرجنا من سوريا هربا من الحرب الى الأراضي المصرية، وخلال تواجدنا هناك نصحنا الفلسطينيون بالذهاب الى قطاع غزة، فقد نجد فرص عمل ومكان آمن لنا، كان دخولنا عن طريق الأنفاق الى قطاع غزة ووجدنا أنفسنا غرباء في المكان لا يوجد بيت لنا "
أما عن مكان تواجد العائلات السورية في القطاع قال " لا يوجد مكان محدد لنا بل موزعين بجميع المناطق في قطاع غزة، ولا يوجد بيوت نمتلكها بل بالإيجار فالكثير منا لا يمتلك مالا لدفع الايجار كل شهر مهددين بالخروج من البيوت والمكوث بالشارع لقلة المال ووضعهم المادي السيء "
بسبب الوضع المادي السيء لهذه العائلات البالغ عدد أفرادها 50 شخصا، لجأت الى العديد من الجهات الرسمية والمسؤولة من أجل النظر الى حالتهم بعين الرحمة، ولكن لم يكن هناك تجاوب معهم، هذا ما أكده حميدو خلال الحديث مع رام الله الاخباري قائلا " لم نترك جهة رسمية دولية ومحلية الا ولجئنا اليها طالبين توفير احتياجاتنا لكي نعيش ونقضي أيامنا، كما وأرسلنا الى الجهات المسؤولة في رام الله ولكن لم يكن هناك رد وما زال حالنا على ما هو عليه "
أما عن حقوقهم في التعليم والعلاج التي لم تتوفر لهم كونهم سوريين الجنسية أي من أصل سوري ولا يوجد لهم علاقة بالجنسية الفلسطينية، لهذا يعاملون معاملة الاجانب في القطاع حيث وضح حميدو ذلك قائلا " لا يوجد لدينا فرص للتعليم بالجامعات حيث نعامل معاملة الأجانب، كما ويوجد طالبين جامعيين من بين العائلات السورية يطالب منهم الرسوم في الجامعة للساعة 400 دينار، ولكن الدخل قليل جدا لا يوجد أي رجل من بين السوريين يعمل الا انا أعمل في مطعم بمجهودي ولا استطيع اساعد جميع العائلات السورية ، فهم عاطلين عن العمل ويعيشون على مساعدات أهل الخير فقط "
يشير حمتو خلال حديثه الى العلاقات الاجتماعية للسوريين مع المواطنين في قطاع غزة قائلا " علاقتنا مع المواطنين جيدة جدا، حيث لا نضع لوم عليهم لأنهم مظلومين أيضا من الجهات المسؤولة ، ولكن الاختلاف بيننا انه يحق لهم الخروج بمظاهرات واحتجاج على نقص متطلباتهم، فيما نحن لا يوجد لدينا جهة نلجأ اليها من أجل أخذ متطلباتنا وتحقيقها بدلا من الاعتماد على مساعدات الناس الغير متواصلة "
هذا ويذكر ان حميدو متزوج من فتاة فلسطينية من مدينة غزة منذ سنتين ولم ينجبا لحتى اللحظة خوفا على مصير الطفل أين سيتم تسجيله والى أي جهة سوف ينسب سورية ام فلسطينية ؟! كما وتعتبر جوازات السفر السورية التي يحملها المواطنين السوريين منتهية الصلاحية، بمعني يجب تجديدها ليتم خروجهم من قطاع غزة عبر معبر رفح .
معاناة العائلات السورية يطول الحديث بها، حيث تعتبر حياتهم عذاب في حصار هربوا اليه دون وعي منهم سوى حماية أنفسهم من الحرب القائمة في بلدهم ، ولكن الآن هم يقولون وجودنا في قطاع غزة قدر يكتب علينا، ويوجد لدينا أمل بأن هناك أشخاص سوف يدب في قلبهم الرحمة للنظر الينا، بأننا أهل لهم كما كان الفلسطينيون في سوريا أهل لنا ويقتطع من رواتبنا من أجلهم لنقف مساندين لهم ولقضيتهم الوطنية .
خاص رام الله الاخباري – رويدا عامر