محللون : لهذه الأسباب كشفت القسام عن وجوه الجنود الأربعة المأسورين لديها

780-520351

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

رأى مراقبون فلسطينيون، أن كشف كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، النقاب لأول مرة عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، بأنه رسالة معلومات لإسرائيل، من أجل دفعها نحو إبرام صفقة تبادل أسرى. 

ويقول عدنان أبو عامر، الكاتب السياسي، والباحث في الشأن الإسرائيلي، إن "كتائب القسام" أرادت من خلال كشفها عن عدد الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، "تفعيل ملف الأسرى المفقودين في قطاع غزة". 

ويضيف أبو عامر  "اليوم تجري حرب معلومات بين كتائب القسام، وإسرائيل، هذه المعلومات والرسائل عبارة عن صراع أدمغة، وبين الفينة والأخرى، تخرج المزيد من المعلومات والرسائل". 

ويعتقد، أن "القسام قفزت خطوة متقدمة وكبيرة نحو الأمام، عبر كشفها عن صور الأربعة إسرائيليين". ويقول، إن "الذراع العسكري لحركة حماس، رد على حديث نتنياهو عن مفاوضات استعادتهم، بهذه الصور، التي جاءت أيضا بالتزامن مع بعض الفعاليات الإسرائيلية لعائلات المفقودين، وهو ما يجعلنا أمام معركة عض الأصابع". 

وكشفت كتائب القسام، مساء اليوم الجمعة، لأول مرة، عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، نافية في الوقت ذاته، وجود أي اتصالات مع الجانب الإسرائيلي، حول هؤلاء الجنود. 

وقال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في خطاب متلفز، بثته قناة "الأقصى" الفضائية ووضعت في الخلفية صورة لأربعة جنود إسرائيليين، إنه "لا توجد أية اتصالات حول جنود العدو الأسرى، وإن أية معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو". وأضاف أبو عبيدة، أن "العدو لن يحصل على معلومات عن مصيرهم (الجنود) سوى بدفع أثمان قبل وبعد المفاوضات". 

ولم يقدم أبو عبيدة، في خطابه تفاصيل أخرى حول مصير الجنود، أو إن كانوا أحياء أو قتلى، كما لم تعقب السلطات الإسرائيلية رسميا على ما نشرته كتائب القسام، حتى اللحظة. 

ويرى عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في رام الله في الضفة الغربية، فيما نشرته كتائب القسام، "رسالة إلى الرأي العام الإسرائيلي". ويقول قاسم 

إن "القسام تنشر لأول مرة صورا لأربعة جنود إسرائيليين بعد أن كانت تكتفي ببعض الإشارات، وعلامات الاستفهام على صور، في رسالة واضحة لتحريك الشارع الإسرائيلي، خاصة أهالي المفقودين لمعرفة مصير أبنائهم". 

ويتوقع قاسم، أن تحرك هذه الصور الإعلام الإسرائيلي للسؤال عن مصيرهم وإذا ما كانوا أحياء، مستدركا بالقول "وربما إجبار إسرائيل على دفع ثمن للقسام مقابل الكشف عن مصيرهم، أو معلومات بشأنهم". 

ويضيف "هذه الصورة تقول لأهالي المفقودين، أن أولادكم قد يكونوا على قيد الحياة، ومهمتكم تتمثل في الضغط على الحكومة الإسرائيلية". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال في مؤتمر صحفي، الأحد الماضي، ردا على سؤال وجهه أحد الصحفيين بشأن الجنود المفقودين، إن "هنالك جهود

مضنية تجري بهذا الصدد، وأنا أجري لقاءات بهذا الشأن كل عدة أيام، وتم اطلاعي قبل يوميْن لا أكثر على تطور مهم". من جهته، يقول طلال عوكل، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية، إن كتائب القسام نشرت هذه المرة "رسالة معلومات".

ويضيف عوكل ما بثته كتائب القسام لم يكن عابرا، أو حدثا عاديا، كان عبارة عن رسالة معلومات، كي تتلقفها الحكومة الإسرائيلية". ويرى عوكل، أن كتائب القسام قدمت خطوة تتمثل في الكشف عن صور الأربعة، من أجل أن يرد صناع القرار في إسرائيل بخطوة أخرى. 

ومضى يقول، "قد تشهد الأيام المقبلة - ومن خلال وسطاء - تحريكا وبداية لصفقة تبادل أسرى جديدة، لكن هذا يرتبط بمدى ما ستقدمه إسرائيل من ثمن لحركة حماس". 

وفي التاسع من تموز/يوليو 2015 أعلن الجيش الإسرائيلي، اختفاء أحد المواطنين الإسرائيليين في قطاع غزة ، مطالبًا باستعادته بعد أن قال إنه محتجز لدى حركة "حماس".
وقال الجيش "في 7 سبتمبر/أيلول 2014 اجتاز المواطن الإسرائيلي، أبراهام منغيستو، مواليد 1986، ومن سكان مدينة أشكيلون (جنوب)، الجدار الحدودي إلى قطاع غزة قصدا، وقد اتضح من المعلومات المتوفرة بأن منغيستو محتجز لدى حماس في قطاع غزة". 

كما تحدثت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي (رسمية)، قبل عدة أشهر، عن فقدان مواطن إسرائيلي "غير يهودي" على حدود قطاع غزة، لكن دون أن يتم تأكيد ذلك من الجهات السياسية الإسرائيلية، لكن مصدر في حركة "حماس"، قال لـ"الأناضول"، آنَذاك، إن "إسرائيل سألت عبر وسطاء غربيين عن شخص غير يهودي اختفت أثاره على حدود غزة". 

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" في 20 من يوليو/تموز 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس". 

وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى "هدار غولدن"، قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب 2014. وسبق أن أعلنت "حماس" على لسان قادتها أنها تقدم أي معلومات حول الإسرائيليين في قطاع غزة، قبل إطلاق سراح محرري صفقة "شاليط" 

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن السلطات الإسرائيلية قامت باعتقال نحو 70 أسيرا ممن تحرروا بموجب صفقة "شاليط" وأعادت أحكام 34 أسيرا ( من بينهم أحكام بالمؤبد). 

وتمت صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين أول 2011 برعاية مصرية، أُفرج من خلالها عن 1027 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أسرته حركة "حماس" عام 2006.

الاناضول