رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
توجه تلاميذها الذين يعانون من مرض "متلازمة داون" في غرفة الصف في مبنى جمعية الحق في الحياة، وهي تجهد من أجل تعليمهم مادة اللغة العربية.تشرح بثقة منقطعة النظير لتلاميذ الصف الأول الابتدائي الدرس، وهي تحاول بجرأة تبسيط المعلومات وتفهمهم بهدوء لافت معاني الكلمات بكل سهولة ومرونة ليستوعبها الأطفال ذوي التحصيل العملي الصعب.
بينما كان عمرها أربعة أعوام التحقت هبة الشرفا بالجمعية في غزة، وتدربت وتأهلت وفق خطط منهجية مدروسة ومعمقة، حتى أصبحت مدرسة معتمدة، في المرحلة الابتدائية داخل صفوف الجمعية، حيث اختيرت مدرسة لتلاميذ الصفين الأول والثاني الأساسي.
وقالت هبة، وهي تقدم درسها داخل الصف بين تلاميذها، "شعوري وأنا أدرس الأطفال مبسوطة كثير وهم أيضاً مبسوطين معي، وعندما أطلب منهم عمل شيء ينفذوه ويستجيبون لمطلبي".
وأضافت في حديث مع "وفــا": "أنا مع التلاميذ ومثلهم، أحزن لحزنهم وأفرح لفرحهم، واعتبر نفسي أم حنونة, لا أحد من الأطفال يزعل مني أو يتضايق مني".
وحول ما تواجهه من مضايقات ومشاكل، أكدت هبة أن "المعاملة في بيتي بين أهلي الحمد لله ممتازة وأشعر بارتياح وألاقي كل ود وحنان واهتمام ولا يوجد أية مشكلة، لكن في الصف تحدث بعض المشاكل وأحاول قدر المستطاع التفاهم مع الأطفال(...) ونحن نتفاعل معاً ونتشارك في الفرح والحزن والبهجة هي الأساس".
أحمد الحلو، المدير التنفيذي لجمعة الحق في الحياة، قال لـ"وفــا": "إن هبة التحقت من فترة طويلة بالجمعية وجاءت عندنا وهي طفلة كان عمرها أربع سنوات ومرت في مراحل وبرامج الجمعية المختلفة بدءاً من برنامج التدخل المبكر ورياض الأطفال والتربية الخاصة والتأهيل المهني".
وشدد الحلو على أن "القدرات الذهنية والحركية وقدرات النطق والكلام عند هبة جيدة نوعاً ما مقارنة بزملائها"، مضيفاً "لكن في عنصر أساسي لديها وهو اهتمام الأهل والبيئة المحيطة فيها وهو عنصر النجاح في قصة هبة وجعلها تتوجه إلى الجانب الأكاديمي وتظهر بالشكل هذا أكثر من الجانب المهني، الذي يصل له أغلب المستفيدين في الجمعية".
ولفت الحلو إلى أن الجمعية "بالتأكيد تواجه بعض المشاكل على مستوى هبة نفسها ومستوى الأسرة والمجتمع وتقبل المجتمع وعلى مستوى المؤسسة ذاتها".
وبين أن الجمعية تحتاج موارد مالية وبشرية كبيرة حتى تقدم حزمة متكاملة من الخدمات حتى تظهر مخرجات هذه الخدمات على المستفيدين كحالة هبة، وفي النهاية أصبحت مدرسة في صف من صفوف جمعية الحق في الحياة.
وأشار الحلو إلى أن نظرة المجتمع وتقبله يحتاج إلى مجهود خاص سواء من المؤسسة أو من الأهل نفسهم حتى تتغير نظرته لهؤلاء الأشخاص ويتأكد أنهم أشخاص قادرون وفاعلون.
وأوضح أن أنجع وسيلة لرفع الوعي المجتمعي تجاه ذوي متلازمة داون هي قصص النجاح، مضيفاً "نحن نستعرض على المجتمع قصص نجاح لحالات تلقت الخدمات المتخصصة بشكل متواصل غير منقطع فبالتأكيد المجتمع ستتغير نظرته تجاه هؤلاء المستفيدين".
ونبه الحلو إلى أنه بالنسبة لهبة لديها المقدرة في السيطرة وضبط الصف المدرسي، "ونعتمد عليها بشكل كلي في حال غياب المدرسة الأساسية في الصف".ويمارس التلاميذ والطلبة من متلازمة داون أنشطة حرفية ومهنية مختلفة في الجمعية، ويلعبون رياضات مختلفة بإشراف من مدرسين ومدرسات مدربين بشكل مهني.
وتعتبر الجمعية هبة نموذجاً يمكن أن يحتذى به داخل جمعية الحق في الحياة باتجاه اعداد مدرسين من بين التلاميذ الذين يعانون من نفس المرض باعتبار سهولة الاندماج بشكل أسهل وأفضل في المجتمع المحيط .
وكالة وفا