رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
ثلث الأطفال السوريين لم يعاصروا سوى الحرب واللجوء، هذا ما كشفه تقرير نشرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" اليوم الاثنين 14 مارس/ آذار.وذكر التقرير أن ما يقدر بنحو 3.7 ملايين طفل سوري ولدوا منذ بدء النزاع في سوريا مما يعني أن واحداً من كل ثلاثة أطفال لا يعرفون سوى الحرب.
وأشار التقرير إلى أن النزاع خلق 2.4 مليون طفل لاجئ وتسبب في مقتل العديدين وأدى لتجنيد أطفال كمقاتلين بعضهم لا تتجاوز أعمارهم السابعة.وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم اليونيسيف لرويترز في جنيف "اليوم لدينا حوالي 10 ملايين طفل في سوريا والمنطقة وثلث هؤلاء الأطفال أي واحد من كل ثلاثة أطفال تحت سن الخامسة. ما الذي يعنيه ذلك؟ يعني أن واحداً من كل ثلاثة أطفال سوريين داخل سوريا وخارجها لم يعاصروا سوى الحرب والقصف، عرفوا فقط الخوف والتشرد والحرمان. لذلك الوضع آخذٌ في التدهور لأطفال المنطقة."
وقال تقرير اليونيسيف الذي يحمل عنوان "لا مكان للأطفال" إن أكثر من ثمانية ملايين طفل في سوريا والدول المجاورة يحتاجون مساعدات إنسانية في ظل ندرة شديدة في الموارد المالية لخطة الاستجابة الدولية بشأن سوريا.
تجنيد الأطفال
وفي الأعوام الأولى من النزاع كان معظم الأطفال الذين جندتهم القوات المسلحة والجماعات المسلحة صبية تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً واستُخدموا بشكل أساسي في أدوار مساعدة بعيداً عن الخطوط الأمامية للقتال.
لكن منذ عام 2014 استخدمت الأطراف المتناحرة الأطفال الأصغر سناً وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم السابعة. وأكثر من نصف الأطفال المجندين في الحالات التي تحققت منها اليونيسيف في عام 2015 تحت سن الخامسة عشرة.
وقالت يونيسيف إن هؤلاء الأطفال تلقوا تدريباً عسكرياً وصورت لهم أفلام وهم يعدمون سجناء في دعاية مروعة قام بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".وقال بوليراك "لاحظنا أن القوات المسلحة السورية تجند أطفالاً أقل سناً وفي بعض الأحيان لا تتجاوز أعمارهم سبعة أعوام ويعيشون في بيئة حرب.... واليوم هناك أكثر من
50% من الأطفال الذين تجندهم الجماعات المسلحة في سوريا تحت سن الخامسة عشرة. وكانت النسبة عشرون بالمئة في عام 2014 على سبيل المثال."
وأضاف التقرير أن 306 آلاف طفل سوري ولدوا في خارج سوريا كلاجئين. وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 70 ألف طفل سوري لاجئ ولدوا في لبنان وحده.
ويوجد نحو 2.8 مليون طفل سوري في الدول المجاورة لسوريا لا يذهبون إلى المدرسة وقالت جماعات إغاثة إن عشرات المدارس والمستشفيات هوجمت في عام 2015.
الهجمات ضد الأطفال
وقال بوليراك "لا يوجد ملجأ اليوم للأطفال فيما يتعلق بهذه الحرب. إنهم ليسوا آمنين في المنزل ولا المدرسة ولا المستشفى ولا حتى في أماكن اللهو. في عام 2015 كان هناك 1500 هجوم موثق ضد أطفال. وهذه حالات موثقة مما يعني أن هناك المزيد على الأرجح وهذا عادة يتبع انفجارات تؤدي لسقوط قتلى ومصابين بين الأطفال."
وقالت يونيسيف إن 400 طفل قتلوا في عام 2015.. فيما ذكر تقرير منفصل يوم الجمعة لعددٍ من جماعات الإغاثة من بينها "أوكسفام" إن أرقام الأمم المتحدة تُظهر أن 50 ألف شخص على الأقل قُتلوا منذ أبريل /نيسان 2014.
وقالت الأمم المتحدة إن هناك أكثر من 450 ألف شخص محاصرين. وأُبلغ بحالات مجاعة في العام الحالي في مناطق تحاصرها القوات الحكومية وحلفاؤها بالقرب من دمشق أو تحاصرها الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
واستمر العنف برغم التوصل لاتفاق هشٍّ لوقف الأعمال القتالية في الشهر الماضي.وبدأت محادثات السلام السورية في جنيف بوساطة الأمم المتحدة سعياً لإنهاء النزاع الذي تسبّب في مقتل أكثر من 250 ألف شخص.
رويترز