11 عاما ...والحكاية لا تزال تروى عن قناص عيون الحرمية

1457002700-1000x404

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

في فجر الثالث من آذار من عام 2002، تسلل الفدائي ثائر كايد حمّاد من بلدة سلواد شرق رام الله، عابراً مسالك جبلية وعرة إلى منطقة يسمّيها أهل المنطقة "عيون الحرامية" حيث أقام الاحتلال حاجزاً عسكرياً على أنقاض مركز شرطة يعود لفترة الانتداب البريطاني.

اتخّذ الشاب العشريني موقعه خلف صخرة حسب بعض الروايات، قيل إنه عاينها مراتٍ كثيرة قبل فجر ذلك اليوم، تقع مساحة تشرف على الحاجز وجنوده. ذاته الحاجز الذي كان حمّاد وغيره من الفلسطينيين يعانون من الإذلال عند المرور عنه يومياً. بعد شروق الشمس وخروج جنود الحاجز من غرفتهم، تأكد ثائر من جهوزية مخازن الطلقات، ثمّ قنصهم واحداً تلو الآخر.

قتل 11 جندياً ممن كانوا موجودين في الحاجز، وممن جاؤوا بعد ذلك لتبديل الجنود، إضافة لمستوطن مرّ بمركبته من هناك أثناء العملية، وأصاب 9 آخرين. كلّ ذلك بأكثر من 23 رصاصة. فيما يُذكر أنه ترك مستوطنة مع طفلها مرّا بسيارة من المنطقة دون استهدافهما. انفجرت بندقية حمّاد قديمة الطراز، والتي تعود لزمن الحرب العالمية الثانية. فانسحب في السابعة والنصف صباحاً من مكانه، وعاد بهدوء إلى منزله وسريره في سلواد.

خلال أيام باتت عملية "عيون الحرامية" الشغل الشاغل لدولة الاحتلال، التي رأت فيها حرفيةً عالية. وتناقل الناس الأخبار والاحتمالات حولها، فالبعض قال أن "فرقة كوماندوز فلسطينية" نفّذتها"، أو أنّ رجلاً مسنّاً هو من قام بها، كلّها أنباء شارك ثائر في ترديدها كباقي الناس. كما أن قوات الاحتلال اعتقلته مع عدد من الشبّان حينها، في إطار حملتها للبحث عن القنّاص، ثمّ أفرجت عنه بعد ثلاثة أيام دون الشكّ فيه.

بعد 30 شهراً تقريباً وفي مطلع تشرين الأول من عام 2004، نشرت الصحافة العبرية خبر "إلقاء القبض على قناص عيون الحرامية"، معلنةً عن هويته "ثائر حمّاد من بلدة سلواد، وابن كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح"، رغم أن عمليته كانت فردية خطط لها ونفذها من تلقاء نفسه. وحُكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة.

24 FM