احذروا إعلانات التوظيف والهجرة.. مصائد لإيقاع الشباب في فخ العمالة

140314-facebook-illustration-jsw-1007a_8e6c9f0c83f147f21eafd39eb07cc0d9

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري - لعل المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يلحظ في الآونة الأخيرة نشاطا كبيرا لصفحات مجهولة المصدر تروج إعلانات لوظائف شاغرة تستهدف الشباب المتعطلين عن العمل في قطاع غزة.
آخر هذه الإعلانات كان إعلانا ممولا عبر الفيس بوك جمع آلاف اللايكات والتعليقات، حيث كُتب في الإعلان المشبوه "مطلوب محرر صحفي، كاتب تقارير ومقالات للعمل عن بعد" وفي نهاية المنشور طُلِّب من القراء إرسال بياناتهم والسيرة الذاتية إلى إيميل معين.
إعلانات مزيفة
محمود راضي، طالب جامعي، استنكر إقدام بعض الشباب على التسجيل في هذا الإعلان، حيث قال إن "صديقا لي قام بعمل إشارة لاسمي في المنشور، ومن اللحظة الأولى شعرت بعدم مصداقية الإعلان".
واستغرب راضي خلال حديث مع "شمس نيوز" ،حجم التفاعل الكبير مع المنشور المزعوم ، حيث أن كثيرا من الشبان والفتيات قاموا بإرسال بياناتهم إلى الإيميل المذكور، وهناك فتيات وضعن بياناتهن الشخصية على العام في التعليقات، دون حتى الاستفسار عن مصداقية الإعلان.
واتفق المواطن عادل الشريف مع راضي، حيث كان له تجربة مشابهة، ليقول لـ"شمس نيوز": سبق لي أن دخلت إعلانا استهدف فئة الشباب المطالبين بالهجرة، حيث جاء فيه: هل تحلم بالعيش بأكبر فنادق روما وباريس وطوكيو؟ هل تريد مشاهدة كلاسيكو العالم بين ريال مدريد وبرشلونة من داخل الملعب؟".
وأضاف: وضِع تحت الإعلان ايميل لإرسال الأموال اللازمة، وتعبئة ورقة بيانات الشخص الطالب للهجرة.. ولكن تبين في وقت لاحق زيف هذه الإعلانات المشبوهة من خلال فنيين مختصين".
واقع مرير
أستاذ علم النفس د. فضل أبو هين، أكد أن هذه الإعلانات تدخل تحت طائلة الإعلانات المزيفة. وقال د. ابو هين لـ"شمس نيوز: الشباب الغزّي يعاني من الكبت والإحباط بسبب السياسات الفلسطينية الخاطئة التي يدفع ثمنها الشباب الخريجون والعاطلون عن العمل، فالشاب يضع لنفسه صورة نمطية وردية أثناء دراسته ، لكن بعد تخرجه يرى صورة سوداء قاتمة، حيث لم يعمل بالوظيفة التي أرهق نفسه من أجلها فيضطر للتعاطي مع هكذا إعلانات والغوص في أي مستنقع لعله يصل إلى بارقة أمل تنقذ مستقبله".
ابتزاز إسرائيلي
أما الخبير الأمني د. محمود العجرمي، فقد نصح عموم المواطنين بعدم التعاطي مع إعلانات الوظائف نظرا لخطورتها وأيضا لاستمالة عواطف الشباب العاطل عن العمل.
وأكمل العجرمي بالقول: هناك منظومة إسرائيلية تعمل على مراقبة كل شاردة وواردة على مواقع التواصل الاجتماعي هدفها جمع البيانات وحفظها وابتزاز أصحابها ونشرها عند الضرورة".
واستدرك بالقول: إسرائيل على مدار أعوام طويلة فشلت في إخضاع الشعب الفلسطيني عبر القوة وآلة الحرب، لذلك فإن السبيل الوحيد لها هي المعركة الاستخباراتية وتجنيد عملاء لها على الأرض وضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني".
أما فيما يتعلق بإعلانات الهجرة والسفر، فقد استشهد العجرمي بما يحصل للمهاجرين غير الشرعيين لدول أوروبا، وما يعانونه من ويلات ومآسي بسبب بعض مرتزقة البحار، حيث تنتهي أحلام أولئك المهاجرين إما بالموت غرقا أو الترحيل إلى بلادهم، بحسب وصف الخبير الأمني.
وأهاب العجرمي بالشباب الفلسطيني بضرورة التحلي بالحس الأمني أثناء التعامل مع الإنترنت وعدم تقديم أي معلومات من الممكن ان تشكل تهديدا على حياتهم وأسرهم .
تجدر الإشارة إلى أن خبراء أمنيين إسرائيليين أكدوا في أوقات سابقة أن جهاز الشاباك يعاني من شح في المعلومات الاستخباراتية نتيجة ضعف الإمداد من قبل المتخابرين على الأرض، لذلك يسعى الاحتلال لاستخدام أي وسيلة الكترونية يستطيع من خلالها تصيد أي معلومة للفتك بالشعب الفلسطيني ومقاومته.

 

شمس نيوز