رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
لم توافق السلطات الألمانية على طلب اللجوء للطفل السوري بشار الأسد باش ووالدته منال، بفعل جرائم لم يرتكبها، إلا أنه حمل اسم الفاعل الحقيقي، ففي كل مقابلة أجراها هو ووالدته مع المعنيين بالأمر، كانوا يستفسرون عن حكاية اسمه ببعض من الإستهجان.
سلك بشار الأسد الضحية مع والدته وجدته طريق التهريب البري من سوريا إلى تركيا عبر مدينة القامشلي، في رحلة محفوفة بالمخاطر أجبروا على خوضها بما أن الوالدة لا تمتلك إذناً لسفر طفلها، ليتابعوا الرحلة من مدينة إزمير التركية عبر البحر باتجاه اليونان وصولاً إلى ألمانيا.
وفي ألمانيا لم يساعد بشار الأسد صغر سنه على تفسير علامات التعجب والإستغراب المرسومة على وجوه الناس كلما تجمعوا حوله أو سمعوا باسمه، ليصل الأمر بهم حد الإزعاج أحياناً.
وقالت والدة بشار الأسد منال “يصعب علي للغاية رؤية طفلي بهذا الحال، لم أرد له يوماً أن يحرم من أبيه، لكني لا أريد أيضاً أن يكبر ويتربى في كنف شخصٍ تلطخت يداه بدماء السوريين، أرجو من الله أن يساعدني في ذلك، وأن يتفهم بشار عندما يكبر، الأسباب التي دفعتني إلى ذلك”.
بدورها قالت جدة الطفل “كثيراً ما نتعرض للمضايقات في المخيم بسبب اسم حفيدي، فالناس ليس لها إلا الظاهر، البعض يصفه بالمجرم، وآخرون يتهمونا بالتشبيح، غير آخذين في الإعتبار أنه مجرد طفل ولا ذنب له أو لنا في اختيار اسمه، أذكر أنه في إحدى المرات أتى إلي حفيدي باكياً بعد تعرضه للضرب على يد طفل، والسبب طبعاً هو اسمه”.وأوضحت الجدة أنها حصلت على الإقامة المؤقتة منذ فترة بسبب كبر سنها، أما ابنتها وحفيدها فما زالا ينتظران حتى الآن.
بشار الأسد باش
وينتمي بشار الأسد باش إلى عائلة سورية متواضعة، بوالد أعلن تأييده الكامل لنظام الأسد منذ بداية الثورة السورية، وأم معارضة أجبرت على القبول باسم مولودها الأول تحت الضغط والتهديد من قبل زوجها.
قالت منال “قبل الثورة السورية بعامين، تزوجت بوالد بشار، لم أهتم لكوننا من طائفتين مختلفتين، فهو شيعي وأنا سنية، لكن بعد اندلاع الثورة تبين أنني كنت مخطئة تماماً، ففي الوقت الذي كنت أعارض فيه القتل والقصف، كان زوجي منحازاً إلى السلطة، وبتنا نتجادل وعائلاتنا بسبب الآراء والمواقف”.
ولد بشار الأسد باش بعد عام على الثورة السورية، بينما كان والده قد تطوع للقتال إلى جانب قوات الأسد، إلا أن تواصل الخلافات بينه وبين زوجته الرافضة لموقفه وتطوعه، دفع الأب إلى تسمية ابنه الوحيد تيمناً باسم رأس النظام، وحرصاً على أن يرتبط اسمه باسم الزوجة المعارضة مدى الحياة.
تلك الظروف دفعت منال للتفكير بالفرار من جحيم زوجها، قائلةً “لم يكتف زوجي بذلك فحسب، بل تسبب أيضاً في اعتقال والدي (60 عاماً) الذي ما زال مجهول المصير حتى الآن، ولذلك قررت الهرب من سوريا برفقة أمي كي أنقذ عائلتي وطفلي”.
وكالات