الفلسطيني "شعيبات".. نحّات رام الله الذي عبَرت شهرته الحدود

thumbs_b_c_50ff676444b045d43b3c16ed44043d90

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

 

منذ 40 عاما، والفلسطيني موسى شعيبات، يعمل في مهنة صناعة القطع التراثية من خشب الزيتون، حيث بات واحدًا من ملامح مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

شعيبات (58عاما) يصنع التحف التقليدية اليدوية على بسطة متواضعة، بميدان "الشهيد ياسر عرفات" أو ما يعرف بدوار "الساعة"، الذي يعد مقرا له على مدار العام.يقول شعيبات للأناضول "تجدني هنا طوال العام، رغم ارتفاع دراجات الحرارة صيفا، وبرودة الطقس شتاء، هذه مهنتي ومصدر رزقي الوحيد".

يصنع "شعيبات" قطعا تراثية، وأخرى تذكارية (ميداليات) من خشب الزيتون، مستخدما أدوات يدوية ، تتمثل بمنشار سلكي وبعض الأدوات الأخرى.ويحفر الفلسطيني كتابات باللغة العربية وبلغات أجنبية، رغم أنه لا يجيد القراءة، يقول:" أحفر على الخشب العبارات والأسماء، بكل لغات أهل الأرض، لا أجيد حتى العربية، لكن أطلب من الزبائن كتابتها على ورقة، لأحفرها خلال بضعة دقائق".

وبحسب الرجل فان زبائنه "شبان ومثقفون، وطلبة، وسياح أجانب".يتحدث عن طفولته، وتعلمه للمهنة، بينما يواصل الحفر على قطعة خشبية أسماء طلبتها سيدة فلسطينية، وقفت في زاوية مقابلة لبسطة "شعبيات" لبضع دقائق، لتستلم قطعتها.

السيدة الفلسطينية التي فضلت عدم الحديث أمام الكاميرا، أبدت إعجابها بعمل "شعبيات" وطلبت منه صنع قطعة أخرى."أعتقد أنني صنعت قطعة لكل فلسطيني مر من هنا"، يقول شعيبات مبتسما.

و"بسطة" شعبيات القادم من بلدة بيت ساحور شرقي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، عبارة عن كرسي وطاولة لا تتعدى مساحتها المتر المربع الواحد، يضع بجوارها مداليات خشبية منها بالعربية وأخرى بالإنجليزية، إلى جانب مجسمات لخارطة فلسطين التاريخية، وصلبان ومفاتيح خشبية ومجسمات متنوعة.

ويعرف الرجل في مدينة رام الله بـ"أبو محمد".

يقول :" منذ 40 عاما وأنا أعمل في هذه المهنة، منها 20 عاما في المملكة الأردنية، أسست أسرة وبيتا من هذه المهنة التي تمثل لي كل شيء بحياتي".ويضيف :" نستخدم في القطع التراثية والمداليات خشب الزيتون، لجمال ألوانه، ولرمزيته للوجود الفلسطيني على هذه الأرض".

ويستطرد بقوله "أهمية القطع أنها صنع يدوي ومن خشب الزيتون، وانجازها أمام الزبائن".وتتراوح أسعار منتجات النحات الفلسطيني بين (6دولارات – 50دولارا).

ويحتفظ الرجل البسيط بصور تذكارية خلال مشاركته معارض محلية وعربية، أبرزها بمهرجان جرش بالأردن، يقول :" شاركت في مهرجان جرش، وقدمت في حينها هدية للملك حسين بن طلال، نحتها من خشب الزيتون، وقدمت هدية أخرى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرافات".

لا يطمح الفلسطيني شعيبات بعد سنوات من العمل والنحت والشهرة التي عرف بها في رام الله على الأقل، سوى بمحل بسيط يقيّه حر الصيف وبرد الشتاء، في ذات الموقع.

يقول :" بلدية رام الله ترفض منحي كشكا صغيرا هنا على ميدان الشهيد ياسر عرفات، لا أعلم السبب، هذه المهنة لا تصلح في مكان أخر، سر نجاحها أنها بين المارة".ويختم قائلاً "أنا هنا أمثل تراث وهوية فلسطين، صنعت قطعا سافرت لدول شتى في العالم، ستبقى تشير إلى أنها صناعة فلسطينية يدوية".


الاناضول