الخليل ..والاحتضان الآخير

7393_1109966249028098_7019796904571324281_n

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

لم تنم الخليل ليلتها الماضية، فعائلات 17 شهيدا كانت على موعد مع الاحتضان الأخير، جثامين خرجت من ثلاجات الاحتجاز إلى دفئ أحضان ذويهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.

أمهات الشهداء المكلومات شربن وجع الغياب حتى فاض قلبهن به، فلا جسد تحت التراب ولا قبلة أخيرة على جبهة فلذة الكبد، يقابلها اتصالات هاتفيه مستمرة، ومفاوضات وضغوطات من أجل التسليم، قائمة شروط طويلة، ووداع لا يليق بهيبة شهيد.

تقول والدة الشهيد مصطفى فنون: 'أنا أم، لا يستطيع أحد لومي لفرحتي بدفن أبني، تعرضنا لضغوطات كبيرة من أجل دفن أبنائنا في الليل، صبرنا وكنا واثقين بمشروعية مطالبنا والحمد لله استطعنا استلام جثامين الشهداء بلا شرط أو قيد، واليوم سنزف أبنائنا إلى مثواهم الأخير'.

أهالي الشهداء الذين تسلموا جثامين أبنائهم الـ17 على معبر ترقوميا أمس، توجهوا بهم إلى المستشفى الأهلي بالخليل لعمل المعاينة الطبية عليهم.يقول والد الشهيد باسل سدر: 'بعد استلام جثامين أبنائنا، تم معاينتهم وتصويرهم صورة طبقية وفحصهم طبيا، ليكون معنا تقارير طبية شاملة بطبيعة الإصابات وعدد الرصاصات، بقينا حتى ساعات الفجر الأولى فلم يستطع أحد من ذوي الشهداء مغادرة المستشفى أمس فهي الليلة الأخيرة لأبنائنا قبل أن نواريهم الثرى'.

ويضيف: 'احتجزوا جثمان ابني باسل 70 يوم، وكنا نراهن على يوم تشيع أولادنا، ولكن بالتفاف أهالي الخليل حول أهالي الشهداء استطعنا أن نحقق مطالبنا ونشيعهم بعرس فلسطيني ضم عشرات الآلاف'.

والدة الشهيد سعد الأطرش ودعت ابنها في المنزل، واحتضنت جثمانه لآخر مرة على سريره، ثم لحقت موكبه إلى مسجد الحسين، وقفت إلى جانب أمهات الشهداء اللاتي حضرن لتحفظ عيونهم آخر لحظات لأبنائهم، وسط كل من أحبوهم ووصلوا لتشيعيهم.

وتقول والدة الشهيد الأطرش': 'الآن فقط  تبرد نار القلب، جميعنا أمهات كنا نحلم بأن نرى أبنائنا يزفوا إلى زوجاتهم عرسانا، اليوم نزفهم شهداء الوطن'.شقيق الشهيد سعد الأطرش وقف يستقبل التهاني باسترداد الجثامين ضمن رغبتهم وشروطهم، ويقول: 'ليس غريبا على مدينة الخليل مدينة الشهداء أن تزف أبطلها في هذا المشهد اللائق، فهذا أقل واجب نكرم فيها شهدائنا'.

ويضيف: 'راهن الاحتلال على أهالي الخليل بتسليم الجثامين في ظروف جوية سيئة، ولكن عهد أهالي الخليل للشهداء باستعدادهم للمشاركة في مسيرة التشيع حتى لو كانت الطرق مغطية بالثلوج'.

أهالي الخليل وبمشاركة شعبية ورسمية كبيرة شيعوا 14 شهيداً من أبناء مدينة الخليل في مسجد الحسين.ويقول والد الشهيدين دانية وعدى ارشيد: 'أدرك مشاعر عائلات الشهداء تماما، فابنتي دانية كانت محتجزة في الثلاجات الإسرائيلية، ولا راحة أو فرحة إلا عند مواراتهم الثرى، أن تكون والد لشهيد فهذه كرامة من الله، ونحن نكرمهم اليوم بجنازة تليق بهم'.

مشاعر الفرح بتسلم جثامين الشهداء اختلطت بحزن عميق بوداعهم للمرة الأخيرة، لتطلق الأم زغاريد يرافقها دموع، فالغائب بعد اليوم لن يعود.وكانت سلطات الاحتلال، سلمت عصر أمس الجمعة جثامين 17 شهيدا محتجزين في ثلاجات الاحتلال من أبناء محافظة الخليل عبر معبر ترقوميا وهم: إيهاب فتحي مسودة، وهمام عدنان اسعيد، ومهدي محمد المحتسب، وفاروق عبد القادر سدر،

ومالك طلال الشريف، ومصطفى فضل فنون التميمي، وإسلام رفيق عبيدو التميمي، وعبد الرحمن مسودة، وباسل بسام سدر، وفضل عبد الله القواسمة، وسعد محمد الأطرش، وشادي نبيل القدسي الدويك، وعز الدين نادي أبو شخيدم، وطاهر فيصل فنون التميمي، من مدينة الخليل، إضافة إلى عمر عيسى الزعاقيق من بلدة بيت أمر شمال الخليل، وحمزة موسى العملة من بلدة بيت أولا غرب الخليل، وفادي حسن الفروخ من بلدة سعير شمال شرق الخليل

وفا