القصة الكاملة للشاب الفلسطيني الذي قتل برصاص الجيش المصري

248999_1023590987664369_7495892154930017143_n

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري : 

لم يكن اعتقاد الشاب الفلسطيني إسحاق حسان صحيحًا حينما ظنّ أن إعاقته ستشفع له عند الجنود المصريين لاجتياز حدود قطاع غزة إلى مصر، أملًا في إنهاء آلامه التي تبكيه صباح مساء جراء إصابته بإعاقة في ساقه.

وقتل الجيش المصري في 24 ديسمبر الجاري فلسطينيًا بـ15 رصاصة، بعدما اجتاز الحدود البحرية بين القطاع المحاصر ومصر لبضعة أمتار.

والشاب حسان (28 عامًا) يسكن حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، أصيب بإعاقة جسدية بمفصل ساقه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008، وتلقى العلاج في مصر، وحال إغلاق معبر رفح دون إكماله.

وتقول والدته آمنة (58عامًا) "إن ابني غادر القطاع عام 2010 لعلاج ساقيه في مصر، لكنه أصيب بإعاقة جسدية جراء فشل العملية الجراحية التي أجراها بمفصل ساقه، وفقد خلالها القدرة على ثنيها، الأمر الذي زاد من معاناته".

وتضيف بحرقة في حديثها لمراسل صفا "ولدي كان له موعد للعلاج في عام 2013 لكنه يئس من المحاولات العديدة للسفر إلى الخارج جراء اغلاق معبر رفح بشكل دائم؛ الأمر الذي دفعه لاجتياز الحدود عاريًا كي تتعاطف معه السلطات المصرية وتسمح له بالسفر والعلاج؛ لكنهم قتلوه".

وتلفت أن ابنها كان بحاجة ماسة للسفر إلى مصر في ظل المسكنات التي يتعاطاها، مضيفةً "من شدة الوجع والألم في ساقيه لا يستطيع النوم ليلاً".

بأي حق

ويستهجن والده خليل حسان (60عامًا) اقدام الجيش المصري على قتل ابنه بعد تجرده من ملابسه، متسائلاً "كيف لهم أن يقتلوا شاباً أعزلاً ومعاقاً يمشي بصعوبة، هذا حق الإسلام والعروبة والجيران".

ويضيف "نحن أخوة في العروبة والإسلام. ولدي خرج للعلاج جراء الضغوط النفسية التي عايشها جراء نفاد محاولاته العديدة للسفر؛ لكنهم قتلوه في عيد المولد النبوي بدم بارد ثم احتجزوا جثمانه.. بأي حق يفعلون ذلك؟".

ويطالب والده السلطة الفلسطينية وسفارتها في القاهرة بالتدخل لدى السلطات المصرية واستعادة جثمان نجله ومعاقبة الجنود الذين قتلوه.

فيديو صادم

وأظهرت لقطات فيديو بثتها قناة الجزيرة أمس الجمعة قتل جنود مصريين شاباً فلسطينياً يعاني "اضطرابات نفسية"، بعد تجاوزه الحدود البحرية الفلسطينية المصرية بأمتار قليلة غرب مدينة رفح يوم الخميس.

ويبين الفيديو أن الشاب الفلسطيني كان أعزلا، ويسير عاريًا، وأعدمه الجنود المصريون على الرغم من تلويح أحد أفراد الأمن الفلسطينيين للجنود المصريين بأن يعاني من اضطراب نفسي.

من جهته، دعا المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم السلطات المصرية لفتح تحقيق عاجل ومحاكمة الضباط والجنود المسؤولين عن هذه الجريمة.

وأشار البزم إلى أن الجنود المصريين رفضوا الاستجابة لصرخات ونداءات وإشارات رجال الأمن الفلسطيني بعدم قتل الشاب "إلا أنهم أصروا على إعدامه دون مراعاة لإخوة الجوار".

وتواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح البري بشكل دائم في وجه المرضى والطلبة وأصحاب الاقامات بذريعة محاربة "الإرهاب" وعدم استقرار الأوضاع الأمنية في سيناء، في وقت تزداد فيه معاناة المواطنين في غزة جراء إغلاقه واستمرار الحصار الذي يدخل عامه التاسع على التوالي.

 

وكالة صفا