رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري- في تفاصيل فاجعة استشهاد الشاب عبد الرحمن البرغوثي، انه كان عائدا من منزل خطيبته في قرية دير غسانة حين اوقفه جنود الاحتلال المتمركزين عند مدخل قريته عابود فاعدموه "بدم بارد" هكذا وبكل بساطة ودون ان يرف للجندي القاتل المدجج بالحقد والخوف والكراهية اي جفن.
الشاب عبد الرحمن (26 عاما) كان عاد قبل بضعة اشهر من الولايات المتحدة الاميركية للعيش والاستقرار في قريته عابود الواقعة غرب مدينة رام الله، وبعد عدة اشهر من عودته الى الوطن الذي أحب تقدم لخطبة "اسراء" التي جمعت بينهما قصة عشق لم يكتمل فيها "الحلم" بعد ان اطلق ذلك جندي الرصاص على جسده وارداه شهيدا.
يقول محمد البرغوثي، صديق الشهيد عبد الرحمن في حديث لـ "القدس" :"عاد عبد الرحمن للاستقرار في عابود بعد ان امضى سنوات في الولايات المتحدة الاميركية، حيث تعيش عائلته، وقرر خطبة شابة من قرية دير غسانة المجاورة بعد ان جمعت بينهما قصة حب"، مشيرا الى ان الشهيد انه كان يقضي اوقاتا مليئة بالفرح والحب والسعادة برفقة خطيبته، "التي كان يحضر معها ولها حفل زفاف يليق بحبهما" كما كان يقول الشهيد للاصدقاء.
واضاف صديق الشهيد "أمس الجمعة توجه عبد الرحمن الى دير غسانة لتناول الغداء برفقة اهل خطيبته، واثناء عودته الى منزله، اوقف جنود الاحتلال الذين يتمركزون عند مدخل القرية (عابود) مركبته، وطلبوا منه الترجل من المركبة"، مشيرا الى انه شاهد الشهيد عبد الرحمن وهو يرفع يديه بعد أن ترجل من مركبته وفجأة وبعد عدة ثوان وعدة خطوات اطلق جنود الاحتلال زخات من الرصاص عليه فأردوه على الفور، وبعد ارتكاب هذه الجريمة هرب الجنود الذين شاركوا في تنفيذ هذه الجريمة نحو معسكر للجيش يقع على مقربة من القرية.
وتابع : بعد ذلك وصل "جيب" عسكري والقى سكينا الى جانب جثة الشهيد، وقام عدد من الجنود بفبركة مسرحية افتعل خلالها احد الجنود اصابته بجراح جراء تعرضة للطعن على يد الشهيد، وذلك بعد ان قام هذا الجندي بخلع ملابسه وسكب بعض الدم على رقبته، مشيرا الى ان جنود الاحتلال قاموا بتصوير هذه المسرحية واظهار الجندي على انه اصيب طعنا بالسكين الملقاة الى جانب جثمان الشهيد، اضافة الى التقاط بعض الصور لجثمان الشهيد والى جانبه تلك السكين.
واوضح ان قوات الاحتلال كانت تخطط لاختطاف جثمان الشهيد الا ان تدخل مجموعة من الشبان حال دون ذلك، "حيث قمنا بسحب جثمان الشهيد ونقله الى المستشفى ولكنه كان قد فارق الحياة".
ما يبعث على الصدمة ان عائلة الشهيد التي تقيم في اميركا لم تحظ بقبلة وداع اخيرة لنجلها الذي قضى وهو ينتظر عناق الاحبة العائدين لمشاركته الفرح الكبير ، حيث كانت تستعد للعودة في بداية الربيع لاقامة حفل زفاف نجلها، بينما سارع اهالي القرية ومعهم الالاف من ابناء فلسطين الى دفن "جثمانه" خشية اختطافه من قبل دول الاحتلال.
وفي تفاصيل الفاجعة ايضا ان عروسته "اسراء" كانت تراقب مرور موكب تشييع عريسها المحمول على اكتاف الشبان من امام "منزلهما المنتظر" وهي غارقة بالبكاء بعد ان توشحت بالسواد بدلا من ثوب العروس الابيض، بينما كانت النسوة يطلقن "زغاريد" حزينة في وداع الشهيد وسط هتاف الاف الحناجر التي كانت تودع العريس الشهيد.
وما ان توارت جموع المشيعين عن انظار العروس التي كانت غارقة في حزن ممزوج بالحسرة والقهر حتى طويت قصة اجمل "عروسين" جمعتهما الكثير من الاحلام والكثير من الحب والكثير من الوجع ايضا.
الليلة ستعود اسراء الى منزلها مكسورة ومجللة بالحزن والقهر والوجع، في حين سيبقى جثمان الشهيد عبد الرحمن المسجى في ذلك القبر شاهدا على بشاعة الجريمة ولعنة تطارد القتلة والمحتلين ومشعلا يضيء الطريق لكل الباحثين عن الحرية والخلاص من الاحتلال.
القدس