موقع رام الله الاخباري :
قال رئيس الوزراء د. رامي الحمد_الله: "من على أرض فلسطين التي لطالما كانت موطنا لتعايش البشر والأديان والثقافات، وأصّل أبناؤها قيم التسامح التي جسدها رسول المحبة عيسى عليه السلام، من كنائس هذه البلاد المقدسة وأديرتها، كما من جوامعها ومساجدها، نطلق رسالة مفادها، أن في فلسطين، شعب يتوق للعيش بحرية وسلام، وإنه قد آن الأوان لكي تتحد دول العالم، لرفع الظلم التاريخي الذي لحق به، وتوفير الحماية الدولية الفاعلة له ولأرضه ومقدساته، كمدخل حقيقي لتنفيذ القرارات الأممية الخاصة بفلسطين، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي."
جاء ذلك خلال كلمته في احتفال انارة شجرة عيد الميلاد المجيد، اليوم السبت في ساحة المهد ببيت لحم، بحضور محافظ محافظة بيت لحم اللواء جبريل البكري، ورئيس بلدية بيت لحم فيرا بابون، والعديد من الشخصيات الاعتبارية والرسمية، والقناصل والسفراء.
وأضاف الحمد الله: "كم يسعدني أن أتواجد بينكم في رحاب هذه الأرض المباركة، مهد سيدنا المسيح عليه السلام، مدينة المحبة والسلام، وعلى مقربة من قدسنا الشريف، لنضيئ معا شجرة عيد الميلاد، ونعلن للعالم كله " انطلاق احتفالات أعياد الميلاد المجيدة" في فلسطين التي تتعدد فيها وتتعايش، صور الألم والمعاناة بروح البقاء والأمل والإصرار على الحياة، أهنئكم جميعا بهذه الأعياد، وأنقل لكم تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، واعتزازه بكل الجهود التي اجتمعت لتنظيم هذه الإحتفالات، لتصنع من بلادنا، رمزا للتآخي والانسجام والوحدة، بل وعنوانا للأمل والصمود أيضا".
واستطرد الحمد الله: "كما في كل عام، تحتفل فلسطين بأعيادها المجيدة، وهي تئن من ظلم الإحتلال الإسرائيلي، حيث تشهد تصعيدا إسرائيليا خطيرا، ويستهدف شعبنا بالقتل والتنكيل، وتحتجز جثامين شهدائه، ويواجه أبشع مخططات الترحيل والتهجير القسري، وتحول مدنه وقراه وبلداته إلى معازل وكنتوتات، وتهدم بيوته وتصادر أرضه وتستباح مقدساته، ويمنع المصلون، مسيحيون ومسلمون على حد سواء، من الوصول إلى كنائسهم ومساجدهم، وممارسة عباداتهم ومعتقداتهم الدينية في رحابها."
وتابع رئيس الوزراء: "ونحن نضيئ شجرة عيد الميلاد المجيد، فإننا نذكر العالم، بأن مدينة بيت لحم، تمثل رواية الشعب الفلسطيني وتختزل تاريخه وكفاحه، فهي اليوم، منيرة مشعة رغم جراحها وهي صامدة بوجه الألم والمعاناة والطغيان، ولا تزال نابضة بالفرح رغم الجدران والإستيطان الذي يطوقها، والذي تحاول إسرائيل من خلالهما خنق الأمل فيها ومصادرة مقومات الحياة منها. نتمنى من ضيوف فلسطين الكرام، أن يكونوا سفراء الحقيقة، وأن ينقلوا لبلادهم وحكوماتهم، كم الأسى والظلم الذي شاهدوه، وكم الصمود والشموخ والأمل الذي يتسلح به شعب فلسطين."
وأوضح رئيس الوزراء: "إن الإحتفاء بحياة سيدنا المسيح وبقيم السلام والمحبة التي نشرها، إنما تحمل بشرى الحرية والكرامة، بتحقيق تطلعات شعبنا المشروعة في الحرية والإستقلال، في الخلاص التام من الإحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس عاصمتها الأبدية."
واختتم الحمد الله كلمته قائلا: "أهنئ كافة شعوب العالم بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة ورأس السنة الميلادية، وأتمنى أن يعيدها الله علينا بالخير والبركة، وقد تجسدت المزيد من قيم العدالة والسلام والتآخي في العالم وانتهت إلى غير رجعة، كل أشكال الإحتلال والعنصرية والتطرف، ونال شعبنا وأسراه الحرية المنشودة."