فريق النبي صالح لكرة القدم جميع لاعبيه يقبعون داخل سجون الاحتلال

sali7

رام الله الإخباري

موقع رام الله الاخباري :

أحد عشر لاعبًا هو قوام فريق كرم القدم في كل أرجاء الأرض، ولكن في قرية النبي صالح شمال رام الله، جل لاعبي الفريق يقبعون في سجون الاحتلال منذ شهرين، لينتهي حلم الفريق في المنافسة في البطولات الفلسطينية المحلية، إضافة لاستشهاد أحد اللاعبين قبل سنوات.

جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 11 لاعبًا من أعضاء فريق كرة القدم في قرية النبي صالح، والتي تقاوم الاستيطان على أراضيها منذ عدة أعوام، ولكن منذ مطلع تشرين الأول الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال 11 لاعبًا خلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة والقدس، أعتقل خلالها نحو 2500 فلسطيني.

منذ خمس سنوات وأعضاء الفريق الرياضي يتعرضون للاعتقالات، منهم من اعتقل أربع مرات، إضافة إلى إصابة أربعة لاعبين بالرصاص الحي وقنابل الغاز، والتي سببت لهم آثار صحية وغياب عن الملعب لفترات طويلة.

في مقر النادي الصغير والمتواضع، لا تزال مقتنيات اللاعبين المعتقلين خلف قضبان السجون الإسرائيلية متواجدة، فملابسهم وكراتهم تنتظر عودتهم في مقر النادي لإكمال المسيرة.

مجد التميمي، أحد اللاعبين السبعة المتبقين في الفريق، يؤكد أن الفريق فقد كل أحلامه في المشاركة في البطولات المحلية، في ظل اعتقال 11 لاعبًا.

ويضيف الشاب البالغ من العمر (20 عامًا) أنه يدعو أي لاعب كرة قدم في العالم، أن يتصور كيف يمكن لفريق أن يلعب كرة القدم في ظل غياب 11 لاعبًا أساسيًا من الفريق بسبب الاعتقال.

ووضع الاحتلال حدًا لإمكانية مشاركة الفريق في بطولات اتحاد كرة القدم المقررة في شهر آذار/سبتمبر المقبل.

ويضيف مجد التميمي أنهم كلاعبين متبقين من الفريق يواجهون "مشكلة أساسية في غياب الفريق الأساسي، واللاعبين الأساسيين، وبالتالي نحن اليوم نعتمد على الشباب صغار السن، من الفرق الرديفة، وهذه مشكلة أخرى، كوننا قرية صغيرة".

مجد التميمي كان قد غاب عن الملاعب لمدة عامين، إثر إصابته بقنبلة غاز أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تفريق مسيرة شعبية مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في البلدة.

في كل عام يعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي عددًا من اللاعبين، ويحرم الفريق والقرية من الوصول إلى الدرجة الأولى، فالفريق دائمًا ناقص العدد، فيغيب اللاعبون إما جراء الاعتقال أو الإصابة.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس نادي النبي صالح الرياضي، سميح التميمي، إن قوات الاحتلال اعتقلت 11 لاعبًا من الفريق في أقل من شهرين، ولم يتبقى من اللاعبين المسجلين، سوى 7 لاعبين، لذلك اعتمد النادي على الناشئين والفرق السنية، واستعان بلاعبين من خارج القرية.

ويقول سميح "تخيل أن 11 لاعبًا يعتقل في شهرين، واستشهد أحد لاعبي الفريق، ويكون لديك بطولة بعد عدة أشهر، خاصة أننا كنا قد استعدينا جيداً للبطولة، لكننا اليوم سنضطر إلى أن نشارك بالفرق العمريّة الصغيرة، فالاحتلال أعدم الرياضة لدينا، ويمنعنا من ممارستها".

ويضيف سميح "نحن أمام تحد كبير مع الاحتلال، سنثبت أننا قادرون على هذا التحد، ولن يكسروا إرادتنا، خاصة أن نادي النبي صالح حقق بطولات محلية عديدة".

ورغم تعهد الاتحاد الدولي لكرة القدم، الفيفا، بحماية اللاعبين الفلسطينيين، وضمان حرية حركتهم، إلا أن هذا التعهد سقط مع صافرة الحاكم العسكري، الذي رفع البطاقة الحمراء في وجه الفيفا، قبل أن يرفعها في وجه الفريق.

أما منسق حركة المقاومة الشعبية في قرية النبي صالح، ناجي التميمي، فيقول إن قضبان الاحتلال الإسرائيلي تحرم فريق النبي صالح من نزول الملاعب، فحتى دقائق معدودات أسبوعيًا من الفرح والمتعة ممنوعة، فهكذا هي الحياة تحت الاحتلال.

ويضيف بالقول "نحن قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 500 نسمة فقط، كيف يمكن ايجاد بدائل، نحاول الاستعانة بالأجيال الصغيرة رغم صعوبة ذلك".

رياضة مكبلة بالأغلال والقيود، هي إذن، فهنا في قرية النبي صالح، فإن فريق كرة القدم كله يقبع في سجون الاحتلال، لتكون الرياضة كما كل شيء في فلسطين، محتلة، فالرياضة في فلسطين حق مصادر في سجون الاحتلال.

   

نقلا عن معا