رام الله الإخباري
موقع رام الله الاخباري :
كثيراً ما يعثُر أهالي قطاع غزة على لُقى أثرية نادرة، لكن بين الفينة والأخرى يعثروا على لقى ذات قيمة أثرية كبيرة تعود بتاريخها لآلاف السنين. وكان آخر تلك الُلقى تمثال (أبولو) الذهبي الذي وُجد قبل عام أثناء توسعة شارع الرشيد غرب القطاع، والعثور عصر أمس الأحد على نقود معدنية أثناء توسعة شارع بعداد في حي الشجاعية شرق القطاع تعود بتاريخها لآلاف السنين.
ولكن التساؤل الذي يدور على السنة العامة في قطاع غزة، بعد تصاعد إشاعات
ربما تكون مغرضة في إطار مناكفة سياسية؛ هو ما مصير اللقى الأثرية في قطاع غزة، ويتساءلون أين ذهب تمثال أبولو الذهبي؟ ومن يحتفظ به؟ وما مصير كنز الشجاعية كما وصفه أحد المسؤولين في وزارة السياحة والآثار؟.
مدير عام الآثار د. جمال أبو ريدة أوضح تفاصيل دقيقة حول تساؤلات المواطنين في قطاع غزة, وان جميع اللقى الأثرية هي ملك لعموم الشعب الفلسطيني وان الجهة المخولة بحمايتها هي دائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار.
وبين أبو ريدة لـ"فلسطين اليوم"فيما يتعلق بحادثة العثور على نقود معدنية في حي الشجاعية شرق القطاع، أنه وأثناء عمل البلدية في توسعة شارع بغداد شرق الحي وجدوا بعض النقود الأثرية التي تعود لعصورٍ قديمة.
ولفت أن المسؤولين في الوزارة تحركوا إلى بلدية غزة منذ ساعات الصباح الأولى، والتقوا مدير عام الهندسة والتخطيط في البلدية نهاد المغني لبحث القطع المعدنية وسبل التعاون في الحفاظ عليها.
وأشار إلى أنه وبمشاركة الشرطة الفلسطينية مع بلدية غزة والشركة القائمة على المشروع، أُغلق الموقع للحفاظ على القطع المعدنية من أعمال غير مشروعة، مبيناً أنهم التقوا مدير عام الشرطة في قطاع غزة العميد تيسير البطش لبحث تأمين القطع المعدنية في الموقع.
وأكد أبو ريدة ان الموقع من المحتمل فتحه يوم غدٍ الثلاثاء للتنقيب عن قطع معدنية على مرأى فريق متكامل من جهات عدة، وأنه سيتم نقل أية قطع معدنية أو أثار إلى وزارة السياحة وعرضها في قصر الباشا الواقع في مدينة غزة.
وأوضح أن معلومات لديهم من أن يعض القطع المعدنية التقطها بعض الأطفال وقاموا بإخفائها وان الشرطة فتحت تحقيقاً موسعاً حول إمكانية ان تكون قطع أُخذت من الموقع.
وقال: القطع الموجودة في شارع بغداد لها قيمة أثرية كبيرة، تتمثل في تاريخيتها وليس بقيمتها المادية، مضيفاً أن العدو الإسرائيلي يحاربنا عبر تلك البوابة وهي التاريخ والآثار والتراث والحضارة.
وحول تمثال (أبولو) الذهبي، أوضح أبو ريدة أنه ليس لدى وزارة السياحة والآثار، وان الجهة التي تتحفظ عليه هي وزارة الداخلية. وأوضح أبو ريدة أن تمثال (أبولو) لم يدخل مرافق الوزارة منذ العثور عليه قبل عام، مشيراً أنهم خاطبوا الوزارة في أكثر من كتاب لاستعادته وان ردود إيجابية وصلتهم مؤخراً حول إمكانية تسليمه للوزارة بعد استنفاذ إجراءات معينة.
وأشار إلى أن وزارة الداخلية نقلته إلى أحد الأماكن الخاصة فيها منذ أن وجدوه أثناء توسعة شارع الرشيد غرب القطاع، لافتاً أن إجراءات قريبة مع وزارة الداخلية ستفضي لاستلامهم التمثال.
وأوضح ان لدى الوزارة العديد من الُلقى والعملات المعدنية القديمة التي تعود بجذورها إلى آلاف السنين، وان الوزارة تحتفظ فيها عبر مخازنها، وتعمل على عرضها في المعارض.
وكانت صحيفة "الغارديان" كشفت أن التمثال التائه منذ قرون وهو برونزي الشكل كان يعتبر "اله الشمس" عند اليونانيين القدماء ويدعى "ابولو" ظهر فجاة على شاطئ بحر غزة قبل عام.
وحتى اللحظة فلم يستطع علماء الآثار من وضع أيديهم على هذا التمثال ومن سوء حظهم فكل ما حصلوا عليه من هذا التمثال المكتمل والسليم لإله الشمس "ابولو" هي بعض الصور وهو ملقى بشكل غريب على ملاءة تملاها صور السنافر.
وتقول تقديرات العلماء إلى ان هذا التمثال يعود للقرن الأول أو الخامس قبل الميلاد حيث يبلغ عمره على الأقل 2000 عام.بدوره، أكد المتحدث باسم الشرطة في غزة المقدم أيمن البطنيجي أن الشرطة تتابع عن كثب منذ اللحظة الأولى العثور على القطع المعدنية في شارع بغداد شرق حي الشجاعية.
وأوضح البطنيجي " أن المباحث العام تسيطر على الموقع، وأنهم استدعوا كلاً من بلدية غزة، ووزارة الآثار والسياحة, لمتابعة الموضوع والإشراف على الموقع للحفاظ عليه.
ولفت إلى أن الموجودات الأثرية في المكان عبارة عن قطع معدنية ثمينة بقيمتها المعنوية والتاريخية، وأنها أكثر من 12 قطعة متحفظ عليها لدى الشرطة الفلسطينية لحين إتمام إجراء تسليمها لوزارة الآثار.
وحول تمثال (أبولو) أكد المقدم البطنيجي أن الوزارة والهيئات المعنية في الداخلية تتحفظ على التمثال لأغراض أمنية بحتية، قائلاً: التحفظ على بعض اللقى الأثرية يأتي في إطار حمايتها.
فلسطين اليوم