تركيا : التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى " خط أحمر " لن نسمح به
الخميس 15 أكتوبر 2015 02:20 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري | وكالة الاناضول :
حذر رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، محمد غورماز، تل أبيب من محاولة تقسيم المسجد الأقصى، مكانياً وزمانياً، في ظل الاقتحامات المتكررة له من قبل الإسرائيليين، مؤخرًا، معتبراً أن السبب في انهيار الدولة العثمانية قبل نحو مئة عام، كان مقدمة لإنشاء إسرائيل.جاء ذلك في حوار مع الأناضول في اسطنبول، قال فيه إن \"إسرائيل تهدف لتقسيم زماني ومكاني للأقصى، وهذا خط أحمر لكل مؤمن ومسلم يعيش في المنطقة\"، مضيفاً أن \"رئاسة الشؤون الدينية التركية لا يمكن أن تقبل بالتقسيم\".
وتابع: \"مسألة الأقصى بالنسبة لتركيا ليست مسألة تاريخية وثقافية فقط، بل هي مسألة اعتقادية وإيمانية، وتتعلق بهوية المسلمين\".واستطرد قائلاً: \"العالم الإسلامي محاط بالنار، وكثير من العواصم الإسلامية تشتعل فيها النار، والقتال، والتطرف، والدمار، لكن المصدر الرئيسي، ومنبع المفاسد، ومصدر المشاكل، هو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية بما فيها المسجد الأقصى\".وأردف غورماز بقوله: \"هناك الحروب الخليجية، واحتلال أمريكا للعراق (2003-2011) والمشاكل في سوريا (المستمرة منذ 2011)، وغير ذلك، والسبب الرئيسي هو إسرائيل واحتلالها، لأن نظام الأمم المتحدة، والدول الكبيرة، تركز على أمن إسرائيل، وينسون الملايين من المسلمين\".
وفي هذا الصدد، وصف التركيز الدولي على أمن إسرائيل بـ\"المشكلة الأكبر\"، معتبراً أن \"انهيار الدولة العثمانية قبل نحو مئة عام، كان تمهيدًا لإنشاء إسرائيل (1948)، التي دمرت كل شيء بعد احتلالها لفلسطين (في العام نفسه)، وهجّرت الكثير من الفلسطينيين إلى كل العالم، وقسّمت القدس (شرقية وغربية)، وأنشأت جدار برلين (في إشارة إلى الجدار الفاصل في الضفة الغربية)\".
وبارك رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي، \"إخوانه المرابطين والمرابطات من الفلسطينيين في المسجد الأقصى\"، وأدان من \"يحتلون المسجد ويدخلونه بأحذيتهم\". وقال إن دخول الإسرائيليين بأحذيتهم إلى المسجد الأقصى، يسبب جراحاً كبيرة في كل قلب مؤمن، فهم يلعبون بالنار كما قال الرئيس (التركي رجب طيب أردوغان)\".
وتشهد الأراضي الفلسطينية في القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، بالإضافة إلى المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، منذ عدة أيام، مظاهرات منددة بسياسة الحكومة الإسرائيلية المتعلقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس، واستمرار اقتحامات المستوطنين له، أسفرت عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، وجرح مئات آخرين.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيا، بين المسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون، ويرون فيه مساسًا بحقهم الديني.ويؤكد المسلمون على أن المسجد الأقصى لهم وحدهم، حيث قالت الهيئة الإسلامية العليا، وهي أعلى هيئة إسلامية في القدس، في وثيقة، صادرة عنها مؤخراً، إن \"المسجد الأقصى المبارك- كل ما دار عليه السور- بكامل مساحته، ومصلياته، وساحاته سواء أكانت تحت الأرض أم فوقها، هو مقدس إسلامي خالص وحصري، ولا يوجد لليهود أو لأي طرف آخر حق ولو في ذرة تراب منه\".
لكن إسرائيل تقول إن المسجد أُقيم على أنقاض الهيكل، ولذلك تعتبره من أماكنها المقدسة، وتشير إليه باسم\"جبل الهيكل\".ولم تقتصر الاقتحامات على الجهات اليمينية المتشددة، إذ قام وزراء وأعضاء كنيست(برلمان) من أحزاب يمينية مثل \"الليكود\"، و\"البيت اليهودي\"، باقتحام المسجد.وفي سبتمبر/أيلول عام 2000، أدى اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، أرئيل شارون للمسجد، إلى اندلاع ما عرف بانتفاضة \"الأقصى\".
وحول انتشار تنظيمات \"متطرفة\" في الكثير من البلدان الإسلامية والمنطقة، قال رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي: \"علينا أن نركز كيف نشأت هذه التنظيمات، حيث يمكن أن نرى ذلك في أفغانستان التي كانت على الوسطية، وتُربتها تعتبر مركز تصوف إسلامي، وخرج منها الكثير من العلماء والمتصوفين\".
ومضى قائلاً: \"لكن بعد احتلال الاتحاد السوفييتي (1979-1988) ، وأمريكا (2001- بداية الانسحاب في 2014) لأفغانستان، ظهرت طالبان والقاعدة، فلا يمكن أن نقول أن أفغانستان أنشأتها، ولكن احتلال القوى الخارجية وصدامهم على البلاد أظهر هذه التنظيمات\".لكنه استدرك بالقول: \"لا يعقل أن تكون كلها أسباب خارجية، فهناك عوامل داخلية، منها مناقشة جدلية العقيدة والأفكار التكفيرية، وظهور فهم خاطئ للإسلام والنصوص الدينية، فهم (التنظيمات المتطرفة) يركزون على الألفاظ، ويتركون المعاني والمقاصد، ويضعون الأحاديث، ويفتون بطرق عشوائية، وهذه كارثة\".
ولفت إلى أن تلك التنظيمات \"تخطئ في فهم الجهاد، فهم يكفرون من لا يعتقد مثلهم، ويقتلون من يكفرونه، ويقولون إنهم يجاهدون، لكن هذه فتنة كبرى، والحل الوحيد هو فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وترك جدلية العقيدة، وظاهرية الفقه، وشكلية العبادة، وخشونة الدعوة\".من جهة أخرى، دعا المسؤول التركي نفسه، الشباب المسلم إلى الاهتمام بدينه، وعقيدته، وتاريخه، وأن يفهم القرآن والسنة والسيرة النبوية، وفق المنهج الصحيح.وفيما يتعلق بالغرض الأساسي من تنظيم هيئته للكثير من المؤتمرات لرجال دين وعلماء من مختلف دول العالم، كان آخرها ذلك الذي عقد أمس الأول الثلاثاء، لعلماء في آسيا ودول محيط الهادئ، أوضح أن \"الغرض هو وحدة الأمة، لأن الإسلام يعتمد على كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة\".