انتصر شباب الفيسبوك وبنات السلفي على المجتمع واثبتوا انتمائهم للوطن

موقع رام الله الاخباري | بقلم: فادي علان :

\"جيل الإنترنت\".. \"شباب الفيس بوك\".. \"بنات السلفي\".. \"جماعة الوتس أب والفايبر\".. بهذه الصفات ينعت الأباء والأجداد جيل الشباب في هذه الأيام، مستهزئين منهم ومن اهتماماتهم، ومتهمينهم بعدم وجود أي حس وطني لديهم، أو اي احترام وتقدير للعادات والتقاليد الأصيلة في هذا المجتمع. هذه المسميات جعلت من قادة ومسؤولي الوطن ينظرون للشباب على أنهم ليسوا أهلا للثقة، ولن يصلح هذا الجيل أن يكون شريكاً في عملية بناء الدولة، أو جزءً من معركة التحرير ضد المحتل.

والحقيقة أن جيل الشباب في فلسطين من الفئة العمرية (15-29) والذي يمثل أكثر من ثلث سكان الوطن، لم يخضع لأي اختبار حقيقي ليثبت أنه جيل ليس على قدر المسؤولية، فهو لم يشهد الإنتفاضة الأولى، ولم يلحق بركب إنتفاضة الأقصى، ولم يشارك غالبيته بعملية انتخابات على مستوى برلمان الدولة أو الرئاسة، بل لحق بركب العمل السياسي في ظل انقسام فصائليلا ناقة له فيه ولا بعير.

تعتبر الهبّة الأخيرة التي انتفض فيها الشعب الفلسطيني تلبية لنداء القدس، في وجه الإحتلال الفلسطيني وهجمات مستوطنيه أول امتحان لهذه الفئة، لإختبار صدق إنتمائها للوطن، وتمسكهابالثوابت، وحرصها على المضي في درب التحرير. ومن دواعي الفخر والاعتزاز بالشباب الفلسطيني أن \"شباب الفيس بوك\" نجح بالإختبار، وانتصر لوطنه، وكان هذا الجيل هو القائد لهذه الهبّة، وأثبت أنه الأقدر بالفعل على التضحية من أجل الوطن، وأنه الأحرص على وطنه وشعبه، وأن أجندته الوطنية لا تحمل منافسا للوطن والقضية.

أثبت \"جيل الانترنت\" أن اهتمامه بمنتجات العولمة ما هو إلا شكل من أشكال الثقافة، وأن تغريداته على الإنترنت قد تكون جزءً من المقاومة الشعبية، وأن \"#الهاشتاغ\" قد يصير أداة من أدوات الحشد والتجييش. أثبت هذا الجيل أن السيلفي قد يحمل في طياته رسائل لكل العالم، وأن كاميرة جواله قد تجعل منه صحفي متطوع للوطن. كما أكد هذا الجيل أن معركة المفاضلة بين \"ميسي ورونالدو\"، وأن تصويته لمحمد عساف في \"أراب ايدول\" لم يكن إلا إصراراً على استمرار الحياة التي يحبها إذا ما استطاع اليها سبيلاً. وعلى غرار هذا النجاح لهذا الجيل، سيثبت شباب فلسطين أنهم قادرون على أن يكونوا شركاء في القرار، وعندهم الكفاءة للمشاركة بإدارة مؤسسات الوطن، وانهم أهلا للثقة التي ما زالوا يبحثون عنها.

\"9999470478\"