الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 12:04 ص بتوقيت القدس المحتلة
موقع رام الله الاخباري | وكالة الاناضول :
في كل مرة ينظر فيها الشاب الفلسطيني يحيى حسان إلى هاتفه المحمول ويرى على شاشته صورة طفلته رهف، يدخل في نوبة بكاء شديدة.وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قال صباح السبت الماضي إن طائرات سلاح الجو التابعة له قصفت موقعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ على جنوبيإسرائيل.
لكن الصواريخ الإسرائيلية أصابت منزل حسان وأودت بحياة زوجته نور (30 عاما) الحامل في شهرها الخامس، وصغيرتها رهف (عامان)، بينما أصيب الأب وشخصان آخران.وما زال حسان يذكر جيدا الساعات الأخيرة التي قضاها مع ابنته وزوجته.ويقول الأب المصاب في قدمه ويده بشظايا الغارة الإسرائيلية، إنه على غير العادة لاعب \"رهف\" بشكل غير مسبوق قبل خلودها إلى النوم.
وبصوت حزين، يسأل الأب \"بأي ذنب قتلت إسرائيل ابنتي وزوجتي؟\"، ويضيف \"قتلهم جيش الاحتلال بدم بارد.. لم يعرف أي معنى للإنسانية\".وسرد حسان في حديثه لوكالة الأناضول تفاصيل القصف الذي تعرض له منزله، وقال \"عقب إطلاق إسرائيل الصاروخ الأول، سمعت صوت زوجتي وهي تصرخ: يحيى يحيى إيش في؟ (ماذا حصل؟)\".
وبعدها بثوانٍ معدودة، سمع حسان صراخ طفلته رهف وهي تنادي \"بابا بابا بديش (لا أريد أن) أموت\".لكن الصاروخ الثاني الذي أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية أسكت صوت الطفلة وأمها إلى الأبد، وحوّل المنزل إلى كومة من الركام المتناثر.وأضاف حسان أنه عاش لحظات قهر وألم وحاول جاهدا إزالة أكوام ركام البيت التي انهالت على زوجته وابنته ولكن دون جدوى، حتى غاب عن الوعي. واستيقظ يحيى في المستشفى ليتم إخباره بأن زوجته وابنته استشهدتا.
وتناقلت وسائل الإعلام صورا لحسان وهو يحتضن باكيا جسد طفلته الميتة، طالبا منها أن تستيقظ.وفي أعقاب الجنازة ذهب حسان كي يتفقد منزله علّه يجد شيئا من آثار حبيبتيه اللتين غادرتاه، لكنه لم يجد سوى أنقاض وركام، ولم يبق من ذكرياتهما سوى دمى ممزقة وملابس محترقة، وقال \"إسرائيل دمرت حياتي.. في لحظة فقدت زوجتي وطفلتي ومنزلي\".