مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة السلة : تفوقنا بمجهودنا الشخصي ولم نتلق اي دعم من الاتحاد الفلسطيني

موقع رام الله الاخباري :

كشف جيري ستيل مدرب منتخبنا الوطني لكرة السلة عن المعاناة التي ترافق مهمته كمدرب للمنتخب، والتحديات والعقبات التي يواجهها من القائمين على اتحاد كرة السلة أنفسهم، واصفا هذه المهمة بأنها الأكثر جنونية في العالم.وجاء حديث ستيل بعد الإنجاز الذي حققه منتخبنا الوطني في نهائيات كأس أمم اسيا لكرة السلة، حيث تغلب على المنتخب الفلبيني وصيف البطولة السابقة، وعلى منتخبي الكويت وهونغ كونغ، ثم خسر أمام الهند واليابان بفارق ثلاث نقاط فقط، وأمام حامل اللقب المنتخب الإيراني بفارق كبير.

وقال ستيل في حوار أجراه موقع هوبس هايب المختص في رياضة كرة السلة، إن لعبة كرة السلة في فلسطين تدار من قبل أشخاص لا يعرفون شيئا عما يلزم للعب أو التدريب أو تطوير كرة السلة، وقد جاءوا لمناصبهم كتعيينات سياسية وهم في أفضل الأحوال مشجعون لكرة السلة.وأضاف ستيل، أن الدوري الممتاز لكرة السلة “هو أي شيء عدا الممتاز”، وأن المباريات التي تلعب فيه تشبه إلى حد ما ما يسمى ألعاب السبت في الوقت المبكر بين اللاعبين القدامى الذين اعتادوا على اللعب في جمعية الشبان المسيحية، إلا أن اللاعبين الحاليين يعرفون كيف يتحركون كلاعبي كرة سلة.

وتحدث المدرب عن التقصير الكبير من قبل الاتحاد، متهما إياه بالوقوف ضد التدريبات التي ينفذها المنتخب، وعدم معرفتهم بما يحاول المنتخب ومدربوه القيام به، إلا أنهم يلا يعترفون بجهلهم بذلك أو حاجتهم إلى المساعدة لفهمه، مؤكدا، أن الاتحاد سمح له باختيار لاعبي المنتخب لكنه كان يتساءل بشكل مستمر عن أسباب عدم اختيار اللاعبين الذين يريدهم الاتحاد، والذين تتجاوز أعمارهم 30 عاما بحسب ستيل.وأضاف، أن الاتحاد ورغم سماحه للمدرب باختيار اللاعبين، إلا أنه لم يمنحه وقتا للتدريب وسمح له بالوصول إلى الصالة الرياضية بشكل محدود جدا، كما منعوا أي فرصة للتحضير بشكل مناسب لأي بطولات دولية، كما أرسلوا المنتخب للبطولات في الثانية الأخيرة، دون تقديم الزي الرسمي المعتمد لهم.

وتابع، “رغم ذلك يتوقعون منا الفوز، وعندما فزنا كان لديهم من اختاروه من الصحفيين للكتابة حول العمل العظيم الذي قاموا به على الرغم من التدريب الذي قدمناه لإخراج فريق ناجح .. بعد أن ساعدناهم على الفوز بالمركز الثاني في البطولة الدولية وهم لم يفوزوا من قبل، عادوا إلى بلادهم ورفضوا تسهيل وصولنا إلى اللاعبين أو منحنا وقتاً للتدريب”.

وأوضح ستيل، أن الاتحاد طلب منه المساعدة في مشاكل يواجهها مع الاتحاد الدولي لكرة السلة بخصوص أهلية اللاعبين، فسألهم إن كانوا قد قرأوا القواعد المتعلقة بالقضية أو إذا كان لديهم نسخة منها فكان الجواب لا، موضحين، أنهم كانوا يعتقدون بإمكانية العثور عليها عبر شبكة الانترنت، حسب قوله.وبين ستيل، أنه أصدر وثيقة تتألف من 130 صفحة من قصص الحياة والمواطنة ووثائق الولادة المتاحة للاعبين، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الدولي للعبة، بهدف تأهيل هؤلاء اللاعبين للعب من أجل فلسطين، حيث فازوا ببطولة الربيع الحالية، إلا أن الاتحاد هو من استحوذ على كل الفضل وصرح لوسائل الإعلام بعثوره على جميع اللاعبين.

وأضاف، أن الاتحاد قدم وعودا كثيرة بتنفيذ معسكرات تدريبية للمنتخب قبل كأس أمم اسيا لكرة السلة، لكن ذلك لم يتحقق، ما دفع اللاعب سني السكاكيني لترتيب مكان للتدريب في الأردن، ونسق لمباريات ودية مع المنتخب الاردني دون أن يقوم الاتحاد بأي دور من ذلك.وشارك منتخبنا الوطني في بطولة رباعية بالصين قبيل انطلاق النهائيات الاسيوية، وبحسب ستيل فإن الاتحاد لم يتولى مهمة تسجيل المنتخب بالشكل المطلوب في البطولة، وأنه هو من قام بذلك بعد وصول الصين وتقديم اعتذار شديد لمنظمي البطولة.

\"unnamed-11\"

كما تولى ستيل أيضا وفق قوله مهمة ترتيب مواصلة التدريب في الصين بعد البطولة، بعد أن قصر الاتحاد بذلك، وقد شملت الترتيبات التي تولاها ستيل التنسيق مع الفنادق ومرافق التدريب والنقل وحتى اقتراض كرات السلة، دون ان يقوم الاتحاد بأي شيء مطلقا، مضيفا، “في النهاية ظهر الاتحاد في الصين جنبا لجنب مع صحافييهم الذين قدموا التقارير اليومية حول العمل العظيم الذي قام به الاتحاد”.وقال، “أنا أحاول غرس مفاهيم الصدق والنزاهة في الشبان، نحن نحاول أن نتعلم قيمة العمل الجاد، وفي كل وقت نتدرب فيه يشعر الشبان بأنهم مهددون وتزداد خشيتهم من إخبار أحد بحقيقة تعامل الاتحاد معهم”.

وأكد ستيل، أن لاعبين الفدائي أجبروا من قبل الاتحاد على تنظيف ملابسهم الخاصة في غرف الفنادق التي يقيمون فيها، رغم أنهم كانوا يتدبون مرتين في اليوم ويستهلكون القمصان والسراويل والجوارب باستمرار، حيث كانت ذريعة الاتحاد بأنه لا يملك المال الكافي لدفع ثمن غسل الملابس.

وأشار إلى أن الاتحاد الذي قال إنه لا يستطيع دفع تكاليف غسل الملابس، كان قادرا على دفع التكاليف الأخرى لصحفييه، وتحمل غرامات بقيمة 3 آلاف دولار بسبب التأخير في الإيداعات الإلزامية، رغم أنه أخبرهم بالتعليمات وكيفية التعامل معها قبل أسابيع من استحقاقها.وقال ستيل، إن طاقم المنتخب يطلق لقب فلاش على رئيس الاتحاد، بسبب اقتصار مهامه برأيهم على المشاركة في الأحداث من أجل التقاط صور له، مضيفا، “نعم هذه أكثر مهمة تدريب جنونية سمعت بها، هذه هي الحقيقة المطلقة، لقد تم اختيار المنتخب الوطني من قبل الاتحاد على أساس أي اللاعبين الذين كانوا يعتقدون أنهم يرغبون في تمضية الإجازة معهم، والأندية التي يفضلونها ويدينون لها بالمعروف، هذه هي هيكلية الاختيار”.

يذكر أن الحوار شمل أيضا حديثا عن احتفالية المنتخب بالانتصار على منتخب الفلبين والمشاعر التي عاشها اللاعبون ومدربهم بعد ذلك، وعن كيفية وصول المدرب إلى فلسطين وتوليه مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة السلة.كما تحدث ستيل عن لاعبي المنتخب الذين يقيم 9 منهم في فلسطين، وعن اعتماد نجم المنتخب سني السكاكيني على نفسه بشكل كامل لتطوير إمكانياته في ظل الظروف الصعبة السابقة الذكر، منوها إلى أن الرياضة في فلسطين ترفيه وأن اللاعبين لا يستطيعون تحمل التدريبات الشاقة لوقت طويل لأنهم ليسوا معتادين على ذلك.